Search
Close this search box.
  • محطات تأملية في زيارة عاشوراء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا الیوم حول الزیارة ونخص الحدیث بالزیارة المعروفة بزیارة عاشوراء، من محطات التأمل قرأنا الزیارة عمراً ولکن لم نقف علی المحطات التأملیه، یقول فلعن الله امة أسست اساس الظلم والجور علیکم ما جری في یوم عاشوراء نتیجة لتفاعلات سابقة! ثم یقول ولعن الله امةً دفعتکم عن مقامکم وأزالتم عن مراتبکم التي رتبکم الله فیها، هذه اشارة إلی حدیث الاثني عشر رب العالمین جعل في هذه الامة سلسلة من النور لو التزمت به الامة لما وقعت قضیة عاشوراء، اذاً أين الکارثة أين المصیبة؟ قتل الحسین فجیعة ولکن الفجیعة الأعظم الازالة من هذه الرتب التي رتبه الله عزوجل، علی رأس الرتبة امیرالمؤمنین ما کان حاله بعد وفات رسول الله؟ علی رأس هذه الرُتب الامام المجتبی طُعن في خاصرته أو في بدنه وسلموا علیه بسلام الاذلال، الحسین علیه السلام ثالث الائمة هکذا یُصنع به وبذریته، رابع هذه السلسة الامام السجاد علیه السلام حبیس المنزل في المدینة وفي طریق الأسر الأغلال علی عنقه الا یحق لأحدنا أن یلعن من أزاحهم عن مراتبهم؟ من أزاح علی والحسن والحسین علیهم السلام، القضیة اخواني مؤلمة ولهذا البعض یظن بأن بکائنا في یوم عاشوراء لقضیة انتهت قبل ألف عام أين انتهت؟ القضیة لا زالت الامام الثاني عشر ینظر للأحداث العالمیة ویده مغلولة ایضا أزاحوه عن مرتبته المصیبة قائمة، هذه ایضا من محطات التدیر ولهذا في الزیارة هذه اشارة لهذه المصیبة ایضاً تقول في الزیارة فاسئل الله الذي أکرم مقامك وأکرمني بك أن یرزقني طلب ثأرك مع امام منصور؛ یعني ایضا الامام الثاني عشر اُزیح عن منصبه، الأرض وما علیها کما نعلم لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها؛ من الأرض محفوظة بیُمن وجوده من عرفه لم یمت میتة جاهلیة ایضا ظُلم ولهذا نطلب من الله عزوجل أن یرزقنا الثأر في زمرته.
في ختام الزیارة تطلب المزایا والجائزة ما المانع؟ الانسان یدعوا ربه خوفاً وطمعاً الطمع من الله عزوجل هذا ممدوح الکلام في الطمع البشري، في ختام الزیارة لو زرت هذه الزیارة سنة سنتین عشر سنوات ممکن البعض زار هذه الزیارة أربعین سنة في کل یوم! لو أن الله عزوجل استجاب له هاتین الفرقتین في آخر یوم من حیاته ما هي النتیجة؟ أن تتخیل النتیجة ماذا یقول؟ یقول فأسئل الذي أکرمني بمعرفتکم ومعرفة اولیائکم ورزقني البرائة من أعدائکم هذا رزقٌ هذا توفیق أن تجد في قلبك حب النبي وبُغض اعدائهم من دون معاناة هذه نعمة الهیة، تقول وأن یثبت لي عندکم قدم صدق في الدنیا والآخرة وأسئله أن یبلغني المقام المحمود لکم عند الله یعني ماذا؟ یعني یارب انا في دار الدنیا الهج بذکرهم أتشرف بزیارتهم أبكي على مصائبهم یارب لا تفرق بیني وبینهم یوم القیامة في جنان الخلد، هنیئاً لمن کان في مقعد صدق عند ملیك مقتدر في الجنة وهو في زمرة النبي وآله طبعا لا نتوقع أن نکون ملاصقین لهم تماماً، رتبة لا تُتخیل ولکن یکفینا فوزاً أن نکون في مکان فیها النبي وآل النبي؛ سل الله عروجل أن یعطیك هذه المزیة أن یبلغني المقام المحمود لکم عند الله، أي مقام هذا؟ ما اشار الیه القرآن الکریم ومن اللیل فتهجد به نافلة لك عسی أن یبعثك ربك مقاما محمودا هذا المقام المحمود لو حُزت علیه لکنت من الفائزین.
ماذا تقول في الزیارة؟ هذه الزیارة بحاجة إلی أسابیع للشرح ولکن نلملم الحدیث لملمةً وأطمع في حدیثي هذا أن یُوفق البعض لهذه الزیارة بتأمل وتفاعل؛ بتأمل نظري وتفاعل عاطفي إن وصلت إلی درجة من الدرجات لا تنسانا من الدعاء ایضا.
ثم تقول في الزیارة اللهم اجعلني في مقامي ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة الآن علمت لماذا علمائنا ادمنوا علی هذه الزیارة؟ يعني یارب في مقامي انا الآن أدعوا في هذه الجلسة في هذا المسجد أدعوا تحت القبة أدعوا في المنزل أدعوا في مقامي هذا انا الآن یارب أزور الحسین علیه السلام في هذا المقام اجعلني ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة؛ الا تتوقع أن تنهي الزیارة وقد غفرالله لك؟ ومغفرة، الا تتوقع تنهي الزیارة والرحمة الالهیة نزلت علیك؟ أقولها لك سراً من أدمن الزیارة هذه بفهم وتفاعل بعد الختام من الزیارة یری في قلبه روحاً وریحاناً خفة في الباطن من أين؟ الرحمة نزلت علیك المغفرة شملتك وفي اللغة النکرة تدل علی التعظیم یقول صلوات ورحمة ومغفرة لا یعلم حجمها الا رب العالمین، ولکن هناك ایضا طلب في ختام الزیارة هذا الطلب یحتاج منك إلی عمل لا تکن متکلاً أن تلهج بالزیارة هذا لا یکفي لو بکیت کن صادقاً، تقول في ختام الزیارة ماذا؟ رأيتم اسرار هذه الزیارة؟ تقول في ختامها اللهم اجعل محیاي محیا محمد وآل محمد، ما معنی المحیا؟ طریقة الحیاة یارب اجعل عیشتي عیشة النبي وآله، من لا یلتزم بصلاة اول الوقت من هجر قیام اللیل سيء الخُلق الانسان العاصي هذا محیاه لیس محیا النبي وآله اذاً هذه الزیارة لابد أن تقترن بالعمل أن تکون صادقاً في ادعائك الموالاة للنبي وآل النبي ثم تسجد بین یدي الله عزوجل اللهم لك الحمد حمد الشاکرین لك علی مصابهم أي شکر هذا؟ هذه المصیبة بحاجة إلی صبر نفهم ذلك من خلال کلمة مولاتنا زینب صلوات الله علیها إذ قالت ما رأيت الا جمیلاً، مصیبة الحسین علیه السلام فادحة ولکن حفظت الاسلام ما الذي جری في هذا العام؟ وما جری في الأعوام السابقة وماذا سیجري في الأعوام اللاحقة؟ هذا الغلیام في أمة الاسلام هذا الغلیان في نفوس المؤمنین هذه من برکات الحسین علیه السلام اذاً کلمة زینبیة ما رأينا الا جمیلا، ثم تقول اللهم ارزقني شفاعة الحسین یوم الورود؛ اذا لم یشفع یوم القیامة الحسین فمن یشفع؟ الذي بذل مهجته الذي قدم رضیعه الذي قدم الشباب بین یدیه قدم أخاه قدم اخوته الحسین علیه السلام صاحب الشفاعة الکبری لو کُشف لك الغطاء لعلمت لو أن الله عزوجل أباح جنته للحسین علیه السلام کما أن أباه قسیم الجنة والنار ما المانع أن یکون الحسین علیه السلام ایضا بهذا المعنی قسیم الجنة والنار.

السلام علیك یا اباعبدلله وعلی الأرواح التي حلت بفنایك سیدي ومولاي نقسم علیك بمن تحب أن تجعل في قلوبنا حرقة علی مصیبتك وتوفیقا لزیارتك اللهم لا تفرق بیننا وبینهم طرفة عین ابدا أبلغ سلامنا وعزائنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.