Search
Close this search box.
  • مجاهدة النفس
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول أمر من أهم الأمور التي تعني المؤمن والمؤمنة الا وهي مجاهدة النفس البعض منا من دون أن یشعر نفسه تسیره کالدابة المرسلة التي لا لجام لها أو لها لجام ولکن اللجام بید غیر سائقها ولکن من یرید أن یکون علی الجادة المستقیمة لابد وأن يمتلك السیطرة علی نفسه، تصور دابة سیارة تمشي في طریق بأعلى سرعة ولکن لا مقود لها هذه السیارة بعد لحظات تراها في الوادي لأنها تمشي من غیر ضابطة من غیر تحکم اذاً من لا یجاهد نفسه بمعنی أن نفسه تسوقه طبعا النفس هنا نعني بها نفس الأمارة والا النفس المطمئنة لا معنی لمجاهدتها النفس الأمارة بالسوء تلومها تجاهدها فتتحول الی نفس مطمئة في الأخير يا ایتها النفس المطئنة أرجعي في حال الرجوع الی الله تکون مطمئنة اذاً الحدیث عن جهاد النفس حدیث لا یستغنی عنه ورحم الله صاحب کتاب الوسائل الحر العاملي أفرد جزءً لمجاهدة النفس وقلنا مراراً من اراد أن یتکامل في هذا الطریق علیه بکتاب جهاد النفس من الوسائل عبارة عن روایات اهل البیت علیهم السلام من دون زوائد.
اولا البعض یری بأن جهاد النفس أمر تکاملي إن اراد أن یجاهد وإن شاء لا یجاهد الآن فتوائیاً لیست هناك فتوی تقول یجب جهاد النفس مثلا وإن کان ترك الحرام في بعض الحالات یتوقف علی جهاد النفس وما توقف علیه الواجب تعرفون وضعه الامام یقول صلوات الله علیه الروایة کاظمیة عن الامام موسی بن جعفر علیه السلام جاهد نفسك لتردها عن هواها فإنه واجب علیك کجهاد عدوك لو أن عدواً اراد أن یقتحم بلدة من بلاد المسلمین الا یجب الدفاع عن الأعراض والاموال والأنفس؟ یقول الامام صلوات الله علیه فإنه واجب علیك قلنا هذا الوجوب قد یکون أخلاقیاً في بعض الموارد وقد یکون شرعیاً في بعض الموارد انسان عینه تزیغ دائماً اذا علم أن أستقامته في النظر تتوقف علی مجاهدة النفس هذه المجاهدة لازمه، البعض یقول جهاد النفس أمر سهل انا مثلا أری حراماً اُجاهد نفسي القضیة لیست هکذا الجهاد جهاد النفس الأمر مستمر في کل آن لیس الکلام في الحلال والحرام فقط مثاله أنت کل یوم تأکل ثلاثة مرات أو مرتین أو مرة أنت مطالب بجاهد النفس علی کل مائدة لم؟ کل عندما تشتهي وأرفع یدك وأنت تشتهي اذاً جهاد النفس في کل وجبة طعام جهاد النفس عند کل منام لا تنم زائداً عن حاجة بدنك جهاد النفس عندما تفتح فمك للکلام جاهد نفسك لا تسترسل لا تنقل معلومة لا فائدة منها نحن عندما نجلس البعض منا یتحول الی تلفاز هو سمع الخبر من التلفاز لماذا تکرره هذا لا یعني! عندما تتعجب لماذا تقهقه وهكذا في کل وقت أنت بحاجة الی مجاهدة هذا لیس من کلامنا امیرالمؤمنین ینبغي للعاقل أن لا یخلوا في کل حالة عن طاعة ربه ومجاهدة نفسه في کل حال ترید أن تسكت أجعل سکوتك فکراً اتفاقا مجاهدة النفس عند السکوت لعلها أعظم من مجاهدة النفس عند الکلام أنت سكوتك غالب على كلامك أليس هکذا؟ ترید أن تقول لغواً تسکت هذا أمر سهل ولکن ترید أن تسرح في أفكار باطلة هذا السرحان کم هو ثقیل علی المؤمن أن يتحكم فيه ما یقال في کتب الاخلاق التحکم في طائر الخیال اذاً الصمت مصیبة الکلام مصیبة الأکل والشرب والنوم الی آخره صدق امامنا عندما قال لا یخلوا في کل حالة عن طاعة ربه طبیعي طاعة الرب في کثیر من الحالات تنافي رغبة النفس ومن هنا وجبت المجاهدة دائما.
الامام الباقر علیه السلام ایضا یشیر الی هذه الحقیقة انظروا الی المدرسة المتکاملة الامام الکاظم علیه السلام یقول ما یقول جده امیرالمؤمنین وهکذا الامام الباقر جد امامنا الکاظم علیه السلام یقول إن المؤمن معنيٌ بمجاهدة نفسه لیغلبها علی هواها یعني هذا همه فمرة یقیم أودها ویخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فیتبع هواها یعني لا تيأس لا تقل انا الیوم قهقهت سقطت من عین الله انا الیوم أکلت زائدا انا الیون عملت کذا لا تیأس المؤمن في مجاهدة والجاهد فیه غالب ومغلوب في بدر نُصر النبي وفي أحد هزم المسلمون اذاً القضیة فیها مجاهدة ومع المجاهدة نصر وهزیمه، امامنا الباقر یقول في آخر الروایة متی؟ عندما تصرعه نفسه یقول فینعشه الله فینتعش ویغیل الله عثرته فیتذکر هذا لمن؟ لمن کان في طریق المجاهدة مرة انسان غافل یسقط فیتسافل ولکن المؤمن یسقط رب العالمین یرفعه ینعشه لأنه في یوم أنتصر الیوم هُزم رب العالمین ینصره لأنه في حال جدال مع نفسه طبیعة النفس تسوقك الی الهاوية هذه حقیقة حاربوا هذه القلوب فإنها سریعة العثار تصور انسان یمشي علی الحبل هذا الانسان الماشي من الممکن أن يسقط في کل آن، الروایة المعروفة عن النبي الأكرم؛ النبي رأى بعض أصحابه منصرفاً من بعث کان بعثه وقد أنصرف بشعثه وغبار سفره وسلاحه علیه یرید منزله منظر جمیل مقاتل رجع من الغزوة علیه غبار السفر السلاح علی کتفه یرید أن یذهب الی المنزل لیری عیاله انتهت المعرکة فقال إنصرفت من الجهاد الأصغر الی الجهاد الأكبر الراوي تعجب فقال له أو جهاد فوق الجهاد بالسیف؟ قال نعم جهاد المرء نفسه وبعبار اخری أنت الآن رجعت من القتال انتهت المعرکة تذهب للمنزل معرکتك مع زوجتك في کل لیلة من أبتلي بزوجة سيئة الخلق مثلا في کل ساعة یجاهد نفسه قل في کل لیلة قل في كل أسبوع قل في کل شهر القتال في العمر مرة مرتین اذاً صدق النبي عندما قال هذه الکلمه.
روایة أخيرة الشرکاء عادة یحاسبون شریکهم وخاصة شرکة مربحة الانسان کما یقال حریصاً علی حلاله أقول کیف تحاسب الشریك محاسبة دقیقة ولا تحاسب نفسك؟ ایضا الروایة علویة جاهد نفسك وحاسبها محاسبة الشریك شریکه عندما تنام اللیل قبل أن تنام قل یا نفسي ماذا صنعتي الیوم؟ من الصباح الی الآن غیر الأکل والشرب ومعاشرة النساء هذه عمل البهائم البهیمة تأكل وتشرب وتستمتع هذا لا فخر فیه ماذا صنعت ما وراء عمل البهائم؟ اذاً حاسب نفسك محاسبة الشریك لشریکه.

إلهي بحق اولیائك وبحق الصالحین من عبادك أعنا علی أنفسنا بما تعین به الصالحین علی أنفسهم أبلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.