Search
Close this search box.
  • متى نصل إلى حلاوة العبادة ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
في روایات اهل البیت علیهم السلام طبعا عندما نقول اهل البیت علی رأسهم النبي صل الله علیه وآله ومن بعد الأئمة من ذریته ومنهم مولاتنا الزهراء صلوات الله وسلامه علیها خمسة الکساء ومن بعدهم، في روایاتهم علیهم السلام اشارات کثیرة ومتعددة سواء في قالب الدعاء أو في قالب الروایة أن للعبادة لذة لها حلاوة، فرق بین انسان یصلي هکذا عادةً من باب العادة لو لم یأتي إلی المسجد إستوحش هکذا تعود البعض لو قیل له أن الصلاة غیر واجبة إرتفع وجوبها إستمر في الصلاة هکذا تعود الآن من باب العادة أو من باب الخوف من العقاب عقاب تارك الصلاة عقاب لا یُتحمل ولکن هناك عقاب ثالث وهو حُب العبادة أحدنا عندما یتعشی یتغدی کل ذلك بدافع التلذذ یجلس مع زوجته متلذذاً لا من باب اسقاط التکلیف مثلا إلا اذا کرهها یکرهها في قلبه لا یرید أن یُظهر کراهته لها یجاملها وهذه المجاملة تنفضح في یوم من الأیام، اذاً نحن في حیاتنا الدنیا نداوم علی شيء نُحبه العبادة کذلك الروایة عن نبي الله المسیح عیسی بن مریم روایات المسیح منقولة في کتبنا عن طریق ائمتنا علیهم السلام وروایات موسی علیه السلام روایات الأنبیاء السلف نأخذ أخبارهم لا من التوراة والإنجیل المحرفین وانما من روایات اهل البیت الروایة في التحف عن المسیح علیه السلام بحقٍ أقول لکم إنه کما ینظر المریض إلی طیب الطعام فلا یلتذه مع ما یجده من شدة الوجع، عادة المریض یُدلل صاحب المنزل رب البیت عندما یمرض زوجته تُهیئ له أطیب الطعام تقول زوجي مریض هذا الطعام له ولکنه یرفض الأکل لمَ؟ لما فیه من الوجع، کذلك صاحب الدنیا لا یلتذ بالعبادة ولا یجد حلاوتها مع ما یجد من حب المال، انسان له شرکة یبني منزلا مقدمات الزواج فکره في الدنیا کل هذا من الدنیا زُین للناس حب الشهوات؛ مرة یعمل من باب انتشروا في الأرض وأبتغوا من فضل الله یتزوج لیُکمل به نصف دینه النیة مقدسة ومرة النیة نیة العوام یرید أن یتلذذ بالزواج یتلذذ بالمال یتمتع بالمنزل هذا الانسان هو المریض الذي لا یتهنئ بطیب الطعام ولهذا بعض المؤمنین یشتکي یقول عندما ننشغل بالبناء بأمور الدنیا نأتي إلی المسجد فکرنا موزع یعني نفکر في بناء البیت في الوصول إلی المرأة وإلی آخره هکذا حال من یُحب الدنیا.
روایة محذرة عن النبي الأکرم عندما وصلت إلی هذه الروایة واقعا الروایة مخیفة الروایة في الکافي عن النبي الأکرم؛ ما أقبح الفقر بعد الغنی طبعا قبیح مزعج انسان کان غنیاً کان ثریاً في لیلة واحدة أفلس وأقبح الخطیئة بعد المسکنة إلى أن یقول (هنا الشاهد) وأقبح من ذلك العابد لله ثم یدع عبادته، رأينا بعض الشباب یُقبل علی العبادة أو بعض غیر الشباب فترة حمامة المسجد بین العمرة والزیارة ولکنه فجأةً ینتکس، هي لیست بفجأة کما تعرفون ما هو السبب من ذهب المشاهد ثم عصی الله عزوجل هذه المعصیة تقصم الظهر لئن الله عزوجل فتح له الباب وکفر بالنعمة، اذاً وأقبح من ذلك العابد لله ثم یترك عبادته والمعروف عن الأخلاقیین من کان مدمناً علی الطاعة من اهل المسجد من اهل العبادة ثم ترك وذهب للدنیا الشیطان یستفرد به الشیطان ینتقم منه یأخذه في زاویة ویخنقهُ یقول ألقیت القبض علیك، ما دام في المسجد ما دام في طریق العبودیة له حصانة ما ولکن إن ترك العبادة یا ویله.
کلمة أخيرة في هذا المجال من المهلکات العُجب والغرور أربعون سنة من العشرین إلی الستین یقول انا الذي عبدت الله أربعین سنة انا ایماني مضمونٌ سأموت علی الطاعة هذا الیقین لا وجه له، التأریخ ملیئ بأمثال شمر وعبیدالله بن زیاد وغیره من الذین لم یُتوقع منهم هذه العاقبة، الامام موسی بن جعفر علیه السلام یحذرنا یقول علیك بالجد لا تُخرجن نفسك من حد التقصیر في عبادة الله، رأينا بعض کبار المراجع بعض کبار العلماء أو سمعنا متألم کذا ما بك؟ یقول عمري ذهب هباءً له المؤلفات العظام عمره أمضاه في الطاعة یقول انا مقصر لا مجاملة حقیقتاً لأنه کان من الأفضل کان من الممکن أن یکون أفضل هذا الاحتمال یؤرقه ینقص نومة فإن الله لا یُعبد حق عبادته تفتخر بأي شيء؟ ولهذا هذا شعار المؤمن دائما وأبداً إلهي ما عبدناك حق عبادتك وثانیا ماذا؟ وما عرفناك حق معرفتك اللهم أخرجنا من حق التقصیر في حقك وحق أولیائك.

اجعل عواقب امورنا خیرا لا تخرجنا من هذه الدنیا حتی ترضی عنا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.