Search
Close this search box.
  • ماهو القبيح الذى يستصغره الناس ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك حرامان في حیاة الناس هذه الایام بالخصوص حرامان من الکبائر ولکن الانسان هذه الایام أو الناس لا یتعاملون معها کما هو حقه قبیحان حرامان ذکرهما القرآن الکریم ولکن في مقام العمل لا نتحسس منهما، اولهما الغیبة؛ مرة انسان مؤمن ینظر إلي امرأة سافرة في الخارج امام الغیر کم یرونه قبیح مثلا أو امرأة تکشف من شعرها قلیلا یرونها مرتکبة لإثم وهو کذلك ولکن الغیبة أکل للحم الانسان میتاً هذا الأمر کم هو قبیح انسان یأکل لحم أخیه میتاً لو کان هناك تصویر أفجع وأقبح من هذا لذکره القرآن الکریم، تخیل انسان مات له أخ هذا الیوم في اللیلة اللاحقة ذهب إلى المقبرة و نبش القبر أخذ سکینة إقتطع جزءاً من لحم أخیه ثم أکله هذا الخبر ینتشر في العالم یقولون وقعت کارثة، القرآن الکریم یقول فکرهتموه هذه الصورة مکروهة المغتاب هکذا لیس الکلام في الغیبة کلامنا في الحرام الآخر، الحرام الذي فقد فقد قبحه أکثر من الغیبة الآن الغیبة یبقی البعض متحسساً له موقف ولکن القبیح الذي صار معروفاً هذه الأیام أو لیس بمنکر الرباء! الآن الإقتصاد في العالم یقوم علی الرباء المصارف تقوم علی الرباء مؤمن لا یستنکف أن یأخذ قرضاً ربویاً لیوسع من تجارته یشتري دابةً حدیثة یؤثث منزله طبعا الآن هنالك بعض المخارج الشرعیة لسنا في مقام التعمیم الکلام في الرباء المحرم لا في القرض الحسن لا في التمویل لا بالشراء نقداً وإعطائه للطرف قسطا وهکذا المخارج.
کلامنا في الرباء الحرام بشکل واضح أخبث المکاسب کسب الرباء بقول مطلق هذه العبارة کم مخیفة أخبث المکاسب؛ في روایة أخری ایضا نعلم من ذلك أن القضیة قد تخفی بعض الناس لا یرتکب الرباء عن عمد سنوات وهو تاجر یعمل یکتشف أن بعض معاملاتهِ ربویة ولهذا علی علیه السلام کان ینادي معاشر الناس الفقه ثم المتجر قبل أن تشتري محلاً کم تحقق؟ تسئل عن القوانین تبحث هنا وهناك إذهب إلی عالم وخذ دورة في فقه المکاسب ولو في أسبوع واحد ما یضرك هذا الأمر، والله لألرباء في هذه الأمة أخفی من دبیب النمل علی الصفی (الحجر) النملة تمشي علی الحجر الانسان لا یحس بها یقول في هذه الأمة الرباء کذلك الآن لماذا هذه الأمة؟ هؤلاء یعلمون ماذا سیجري علینا هذه الأیام حقیقتاً الأمر کذلك من إتجر بغیر فقهٍ فقد إرتطم بالرباء! رأیتم السفینة في البحار الجلیدیة تمشي السفینة بلا التفات ترتطم بالجبل هکذا الرباء بالنسبة للبعض.
ثلاثة في حرز الله عزوجل إلی أن یفرغ الله في الحساب في الحرز یعني لا خوف علیهم رجل لم یهم بالزنی قط اصلا لا یأتي في باله، فرق بین انسان لا یقوم بالزناء وهو في قلبه شهوة للحرام هذا یتفق في شبابنا في بلاد الغرب شاب مشتعل شهوةً أعزب یری امامه المناظر الکذائیة یفکر تقریبا في الخلاف ولکن یفرمل هذا جید الأرقی أن لا یفکر لا یهم؛ رأيت انساناً یهم بأکل الحشرات مثلا؟ یقول هذا لیس بوارد، ورجل لم یشب ماله برباً قط! إئتني هذه الایام بإنسان لیس في ماله رباً أبداً لم یشب ماله برباء قط ورجل لم یسعی فیهما قط ولهذا البعض یسألنا في العمل في المصارف أقول إحذر ستدخل حقل الألغام بعض المعاملات الربویة البعض یوقع علیها صار ساعیاً ویا لها من خسارة ذلك يأخذ المال، الآن بهذا المال یصبح ثریاً وهذا الموظف المسکین ماذا یحصل؟ بتوقیع علی معاملة ربویة کم یکلفه الحساب یوم القیامة.
البعض یقول الآن لماذا هذا التشدید في الرباء؟ الآن الغیبة علمنا الزناء علمنا شرب الخمر علمنا ما المشکلة في الرباء؟ الامام الصادق علیه السلام یُبین سئله هشام بن الحکم عن علة تحریم الرباء امامنا الصادق علیه السلام قال کلاماً منطقیاً بتعبیرنا الیوم اقتصادیاً قال إنه لو کان الرباء حلالاً لترك الناس التجارات وما یحتاجون إلیه فحرم الرباء لتفر الناس عن الحرام إلی التجارات؛ انسان یفتح دکاناً کالمصارف یعطي قرضاً ربویاً هذا الانسان ماذا یعمل؟ إکتسب مهارةً؟ روج لبضاعةٍ؟ الخباز امام التنور یخبز خبزاً یصب عرقاً یعطیك خبزاً هذا المرابي ماذا یعمل؟ یضع رجلا علی رجل یعطي صکاً لهذا بألف دینار لیأخذ منه الألفین لرأس السنة هذا ماذا یعمل؟ الجراح یعمل المهندس یعمل وهذا الانسان هذا فعله.
روایة طریفة عن النبي الأکرم کأنه یشیر إلی زماننا هذا يأتي علی الناس زمان لا یبقی أحد إلا أکل الرباء فإن لم یأکله انسان یقول انا ما آکل الرباء یقول أصابه من غباره، الآن لا نقول هذا حرام ولکن یتفق مرابي یدعوك إلی منزله یعطیك طعاماً من مال إشتراه من الرباء أصابك من غباره شيءٌ.
القرآن الکریم یمحق الله الرباء ویُربي الصدقات البعض من المرابین من زبائن المصارف أو البنوك کما یقال أو من مؤسسي البنوك یصبح من أثری الأثریاء هذا کیف ماله ممحوق هذا ماله یربوا.
قال الصادق علیه السلام قیل له قد نری الرجل یربي وماله یکثر یستعمل الرباء وهو في کل یوم أصفاره تزید کان له ألف صار عشرة آلاف إلی الملایین وقال صلوات الله علیه یمحق الله دینه المال نمی ولکن دینه مُحق وإن کان ماله یکثر.

اللهم نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن إرزقنا رزقاً حلالاً واسعا طیباً أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأرد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.