Search
Close this search box.
  • ماهو اكرم شيء على الله عزوجل ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
البعض لقلة ذات یده من لا یوفق بعمل یقوم به اصحاب المال یبلغ من العمر ما بلغ ما بنی لله مسجداً ما شید بئراً ما أجری نهراً یقول انا ما وزني في هذا الوجود؟ الجواب مهم تارة الانسان یبني بناءً مقدساً وتارة یبني وجوداً مرضیاً لله عزوجل؛ ابراهیم الخلیل بنی الکعبة الکعبة لها عظمة لا تُنکر ولکن ابراهیم کان اُمة لله، رب العالمین یطلع علی الأرض في کل آنٍ یری الوجود کله في جانب المجراة والأفلاك والمحیطات بما فیها هو خالقها لا تُلفت النظر ولکن مؤمناً في زاویة من زاویا الأرض یدعوا ربه هذا هو الملفت ولهذا بعض البیوت في الأرض تضیئ لأهل السماء کما تضیئ النجوم لأهل الأرض؛ السماء مظلمة ولکن فیها نجوم هي التي تلفت النظر، الأرض القارات مظلمة بما فیها العواصم العالمیة ولکن مؤمن یدعوا ربه في جوف اللیل هو هذا الذي یُلفت النظر کن من هؤلاء، الآن إن وفقت للبناء ایضاً بنیت مسجداً نور علی نور قبل ذلك إبني لله بناء بناءً باطنیاً هذا الکلام لیس منا هذا الکلام مستمد من روایات اهل البیت علیهم السلام.
روایات النفس آفات النفس درجات النفس کمالات النفس امراض النفس تجدونها کثیراً في غرر امیرالمؤمنین علیه السلام کتاب الغرر کتاب یغتنیه المؤمن وقالبها کلامات قصیرة، أو راجع في ختام النهج قصار کلمات امیرالمؤمنین وهي مشروحة ایضاً المهم من روایاته في الغرر لیس علی وجه الأرض أکرم علی الله سبحانه من النفس المطیعة لأمره هذا أکرم شیئاً علی الوجود ما ذکر المساجد ما ذکر غیر ذلك؛ إن أکرمکم عند الله أتقاکم النفس المطیعة لله هذه النفس أکرم شیئاً علی وجه الأرض، طبعا الامام ما قال الجوارح المطیعة النفس المطیعة خلجانات النفس من عوارض النفس المؤمن یصل إلی درجة خلجانات ذهنه بیده خواطره بیده بعض المصلین من التکبیر إلی التسلیم في معرکة مع نفسه یرید أن ینضبط رکعة رکعتین واذا ذهب إلی السوق في عالم الوهم والخیال، یقول اخیرا فشلت في صلاتي کبار الأولیاء بلا معاناة لئن هؤلاء بوابات أفکارهم بأیدیهم نفسه مطیعة مشاعره مطیعة ذهنه مطیع جوارحه مطیعة طوبی لمن وصل إلی هذه الدرجة.
في روایة أخری امیرالمؤمنین علیه السلام من خطب النهج؛ یُرجع کل معصیة إلی الباطن؛ الباطن غیر المهذب هذا الباطن ینفجر یوماً تضغب علیه کالبالون التي تنفجر الشهوة تنفخ في بالون النفس ولکنك مسکتها خوفاً من القانون خوفا من الفضیحة خوفاً من نار جهنم ولکن في لحظة من اللحظات تنفجر، ما من معصیة الله شيء الا یأتي في شهوة، المعصية الجوارحیة شجرة جذورها في النفس إن قطعت الجذور هذه الشهوة لا تفاجئك فرحم الله امرءً نزع عن شهوته وقمع هوی نفسه، أحد المؤمنین هو ذکر لي في مناسبة لم یکن في مقام التبجح ولا الریاء یقول کنت في المحل هناك غرفة صغيرة عندما یشتري أحدهم ثوباً یبدل ثیابه المهم فتحت الباب واذا امامي منظر لا یوصف امرأة قویة طردتها من المحل؛ ثم قلت له یا فلان یعني أصدقني القول أحسست بمیل؟ قال لا الشهوة متفیة المنظر مثیر ولکن النفس مطیعة هنیئاً لمن وصل إلی هذه الدرجة.
الآن کیف تصل بالمجاهدة؟ وهناك باب لیس بأقل من المجاهدة ولا یحتاج منك إلی رأس مال کثیر باب مؤثر وسهل هین تضرع إلی الله عزوجل نذکر مناجات امامنا زین العابدین وانا أقرأ الروایة في قلبك عش المناجات وأنت في بیت الله عزوجل؛ امامنا زین العابدین علیه السلام یرفع الشکوی إلهي الیك أشکوا نفساً بالسوء امارة وإلی الخطیئة مبادرة وبمعاصیك مولعة لا تعصي هکذا اتفاقا مولعة بالمعاصي کثیرة العلل طویلة الأمل إن مسها الشر تجزع وإن مسها الخیر تمنع میالةً إلی اللعب واللهو مملوة بالغفلة والسهو تُسرع بي إلی الحوبة وتسوفني بالتوبة، لو قرأتها مرة بتوجه تدخل في درع الله الحصینه.
وأخیرا هذه من المناجات الخمسة عشر المعروفة سمیتها صیدلية الأرواح تأتیك النعمة الشاکرین تذنب مناجاة التائبین لك حالة کذائیة في الباطن مناجاة المریدین وهکذا نختمها بدعاء عن الامام الصادق علیه السلام یقول اذا فرغت من صلاتك فقل کل ائمتنا لهم صحائف لهم أدعیة، قل اللهم اسئلك أن تعصمني من معاصیك أن تجعلني في عصمتك لو ترکتني میالة إلی اللعب واللهو ولا تکلني إلی نفسي طرفة عین ابداً ما أحییتني لا أقل من ذلك ولا أکثر حتی لا أقل من طرفة عین ثم یقول امامنا الصادق ما قاله جده زین العابدین إن النفس لأمارة بالسوء الا ما رحمت یا أرحم الراحمین؛ ونحن نقول اللهم اعصمنا من الذنوب ما ظهر منها وما بطن.

اجعلنا في درعك الحصینة اللهم اجعلنا من اولیائك إنك علی کل شيء قدیر أبلغ سلامنا إلی امام زمامنا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.