Search
Close this search box.
  • كيف يعيش المؤمن حمد المنعم؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
حدیثنا حول الحمد والتحمید وکیف یکون الانسان لله حامدا!؟ القرآن الکریم یأمرنا بالحمد بحمدالله عزوجل، وقل الحمدلله الذي لم یتخذ ولدا ولم یکن له شریک في الملک، وفي آیة اُخری قل الحمدلله سریکم آیاتة فتعرفونها.
الامر بالحمد ورد في هاتین الآیتین المبارکتین قل الحمد ولکن من الواضح جداً عندما یطلب منا رب العالمین أن نحمده، رب العالمین لا یرید منا حرکة الفکین، عندما یقول استغفروا ربکم مثلا لا یرید منا أن نلهج بالاستغفار من دون ندامة، في کل الاذکار لابد من وجود خلفیة باطنیة المستغفر نادم المستغفر خجل الحامد مستعظم یری العظمة الالهیة، اذاً في کل موارد الامر في الذکر لابد أن نعلم أن هناک طلباً ما وراء هذه اللقلقة الخارجیة.
من مواطن التي نحمدالله عزوجل فیها أن نذکر الحمد عندما نرفع رئوسنا من الرکوع، الکثیر منا أو قل الغالب عندما یقول سمع الله لمن حمده، لا یفقه کثیرا لما یقول! اولا لماذا قال هنا سمع الله لمن حمده؟ في اللغة العربیة سمع یتعدی بنفسه من دون حاجة الی حرف التعدیة، تقول سمعت فلاناً لا تقول سمعت لفلان تقول سمعت فلاناً، اذاً سئوال لماذا بعد أن نرفع رئوسنا من الرکوع نقول سمع الله لمن حمده؟ ولا یقول العلماء سمع هنا متضمل مع ما استجابة، سمعت لفلان أي أطعتة قبلت قوله، أجبتة، سمع الله لمن حمده یعني رب العالمین استجاب لمن حمده، عندما تقول استجبت تقول لفلان استجبت لفلان، سمع الله لمن حمده أي أستجاب الله لمن حمده!.
نرید أن نقول الذي یحمدالله حقیقتا رب العالمین یستجیب له ونحن في کل رکعة نلهج بهذه العبارة! یعني یا رب من حمدک تستجیب له، ولهذا البعض عندما یرف رأسه من الرکوع یقول ربنا لک الحمد! اذا قلت ربنا لک الحمد، الآن برجاء المطلوبیة علی الاقل ثم تقول سمع الله لمن حمده یعني یا رب انا حامد لک فأستجب لي، اذاً هذا الحمد.
النبي الاکرم صل الله علیه وآله وسلم نذکر بعض الروایات، الآن المعروف عندنا هکذا کل فعلٍ لا یُبتدأ ببسم الله فهو أبتر هکذا المعروف ولکن هذه الروایة تشیر الی الحمد، کل أمر ذي بال لا یُبدأ به بحمدالله فهو أقطع، اذا أردت أن تفتح مشروعاً تعقد زواجاً تعمل عملاً أي أمر ذي بال؟ قل بسم الله الرحمن الرحیم الحمدلله رب العالمین، المانع أن تجعل الحمد بعد التسمیة في کل أمر ذي بال.
رأيت في بعض الروایات هکذا عندما تشرب الماء ثلاثاً کما هو الادب، بعد کل شربة قل الحمدلله من یعمل هذا العمل یُقطع شربة للماء، یقف قلیلا ویحمد الله عزوجل هذا شرب الماء إرتفع عطشهُ ولکن في الوقت نفسه إقترب مقامهُ من الله عزوجل، فرق بین شرب ماء یذهب سدی وبین شرب ماء یرفعک عند الله عزوجل لدرجة! طبعا بعد أن تشرب هکذا دأب الموالین یسلم ویصلي علی المولی الشهید العطشان ویلعن قاتلیة هذا تمام الادب.
امیرالمؤمنین علیه السلام یذکر الحمد یقول الحمدلله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذکرة، في سورة التوحید السبع المثاني، لماذا سبع آیات؟ لماذا مثاني؟ قیل في تفسیر لأنهُ یثنی في الصلاة وهناک توجیهات اُخر! المهم سورة الحمد مبتدئةٌ بالحمد، الفاتحة أولها الحمدلله رب العالمین، تحمد من؟ تحمد الله عزوجل تذکر لفظ الجلالة، الذي یشیر الی صفات الکمال والجمال اشارة الی الذات المقدسة ثم تُردفها بوصف الربوبیة ثم تثلثها بوصف الرحمة، هنا بین قوسین! في سورة الحمد ذور للرحمة أربعة مرات، یعني من یرید أن یتشبه بأخلاق الله عزوجل! فلیکن رحیماً، الرحمة بنفسة یرحم نفسهُ ویرحم غیره.
واخیراً النبي الاکرم علی روایة ولدة الصادق علیه السلام یذکر لنا حال النبي في الشدة والرخاء، کان اذا ورد علیه امر یسرهُ یقول الحمدلله علی هذه النعمة، خصصها لا تقل الحمدلله هکذا جزافاً، تُرزق بولد قل یارب الحمدلله علی هذه النعمة، تُرزق مالاً یُدفع عنک بلاءٌ المهم بعدما یسرک قل الحمدلله هذا من مصادیق الشکر ولئن شکرتم لأزیدنکم، هذه في النعمة.
وإذا ورد علیه أمر یغتم به قال الحمدلله ایضا یحمد ولکن بهذا القید، علی کل حال في ما یسرهُ یقول الحمدلله علی هذه النعمة وفي ما یغمهُ الحمدلله علی کل حال، یعني یارب أوردت عليَ هذا المکروه أنت محمود لما محمود؟ لأنک تعطیني علی هذا البلاء أکثر من ما فُقد مني، فقدت الیوم مبلغاً زهیداً ولکن في درجات الآخرة رب العالمین یعطیک من النعیم ما لا یخطر ببالک مقابل فقد مال بسیط، اذاً الحمدلله علی کل حال‌

اللهم اجعلنا من الحامدین لا تنسنا ذکرک وشکرک في کل حال اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا ابلغ سلامنا الی امام زماننا وأردد الینا منه السلام بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.