Search
Close this search box.
  • كيف نسأل النّاس ؟
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الانسان في حیاته الدنیا إلی أن یموت یمر بما یوجب السئوال من الغیر، الانسان کما یقال مدني بالطبع یُعطي ویأخذ تمر علیه بعض الأزمات یحتاج إلی معونة الغیر، هنا الشارع المقدس من خلال الآیات والروایات یؤکد علی أمر اذا أردت أن تسئل إجعل سئوالك فیما ینفعك فیما فیه ضرورة! السئوال ذل ولو لإرائة الطریق هذه الایام الأجهزة کاشفة عن الطرق لماذا تسئل الغیر؟ إستغني عن السئوال قدر الإمکان کل سئوال فیه حالة من حالات الذلة الباطنیة والله عزوجل أوکل أمور المؤمن إلی نفسه الا أن یُذل نفسه؛ في القرآن الکریم یصف حالة المؤمنین، المؤمنون لیسوا جمیعاً أغنیاء فیهم الفقراء لا یملکون قوت سنتهم؛ الوصف القرآني لیس فیه مبالغة القرآن أجل من ذلك المبالغة في کتب الأدب في الشعر والنثر هذا کلام رب العالمین؛ یحسبهم الجاهل أغنیاء من التعفف انسان مثلا جائع وهو لا یرید الطعام یعني یُجل نفسه عن السئوال طبعا الطعام الذي لا ضرورة له! أو قل فقیراً یمشي في السوق یری سلعة کمالیة نفسه مُعرضة عنها لم؟ لأنه متعفق والغني مُعرض عنها لئن له مثله اذاً کلاهما مستغنیان؛ الغني نفسه لا تتوق لئن له مثله بل أفضل من ذلك أثاثه أفخر من هذا؛ الفقیر زاهد في الأمر اذاً هو والغني إلی حد سواء بفارق أن الغني اذا إفتقر یوماً نفسه تهفوا ولکن الفقیر المؤمن له کنز في باطنه لا یفنی، تعرفهم بسماهم نعم هذا الفقیر لا یملك قوتاً کافیاً علی وجهِ علائم الضعف علام الجوع مثلا هکذا الفقیر في نظر القرآن الکریم؛ روایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام یقول السئوال یُضعف لسان المتکلم یتفق فقیر یذهب إلی شرکة تجاریة یرید مالاً من صاحبها ویری هنالك امرأة سافرة تشتغل عنده یقول إن نهیت عن المنکر لا یعطیني ما اُرید أسکت اذاً لسانه یضعف لأنه سائل ولو ذهب إلی مکان یعطیهم شیئا لسانه ینطلق یقول یا فلان أُساعدك وعندك منکر أرجوا أن تُقلع عن منکرك یقولها وهو قوي القلب تأتي امرأة سائلة تقول لها یا فلانة ما هذا الحجاب الشرعي؟ لك أن تأمرها بقوة ویکسر قلب الشجاع البطل امیرالمؤمنین بطل الأبطال لأنه کان مستغنیاً الشجاع عندما یکون في مقام السئوال یتحول إلی انسان ذلیل؛ رأیتم بعض رئوساء الدول تدور علیهم الایام یوضعون في السجن خلف القضبان کیف یتکلمون؟ لأنه سائل صار ذلیلاً یعز من یشاء ویُذل من یشاء؛ ویوقف الحُر العزیز موقف العبد الذلیل ویُذهب بهاء الوجه ولهذا بعض الفقراء لماذا یرتکب المنکر أو الجریمة؟ لأنه ذلیل في باطنه اذا ذهبت إلی دولة حي الفقراء یقول لا تذهب هذا الحي في معرض المجرمین من یتاجر بالمخدر والقتل وغیره لئن هذا یعیش ذلة باطنیة؛ وأخیرا ویمحق الرزق: هو یتسول یسئل کذا یکثر ماله یجمع مبلغاً من السئوال رب العالمین یسلط علیه مرضاً یزیل کل ما کسبه ولکن في المقابل صلوات الله علیه یقول التقرب إلی الله بمسئلته؛ کلما ازددت سئوال کلما زدت قرباً وبهاءً وعزةً؛ المؤمن کلما تذلل لربه زاده الله عزةٍ.
عن امیرالمؤمنین التقرب إلی الله بمسئلته وإلی الناس بترکها؛ إلی الله بالسئوال وإلی الناس بترك السئوال، ابراهیم اتخذه الله خلیلا انا عندما أصل لهذه العبارة إتخذ الله ابراهیم خلیلا واقعا مقام مذهل لو أن مرجع التقلید اتخذ انساناً خلیلا کم وزنه؟ کم یفتخر؟ رب العزة اتخذ ابراهیم خلیلا لئن فیه صفتان مع باقي صفاته مُحطم الأصنام ذابح اسماعیل کله في محله ولکت صفتان في ابراهیم؛ لم یرد أحداً ولو بما أمکن ولو ببذل یسیر ولا یسئل أحداً انتهی الأمر لم یرد أحدا ولم یسئل غیر الله عزوجل هذه من صفاته.
طبعا هنا کما یقال قید لا نقول المؤمن لا یسئل وقع في دینٍ مهدد بالسجن یعمل بهذه الروایة؟ غیر معقول! امامنا الصادق علیه السلام یقول لا تصلح المسئلة الا في ثلاث في دم منقطع انسان مطلوب بالدیة هذا لو سئل الدیة انسان قتل قتلاً خطئیاً مثلا مطالب بالدیة، أو غرمٍ مثقل یأتي طالب المال یضرب باب الدار امام أهله وعیاله یصاب بالخجل إذهب خذ دیناً وسُد هذا الامر أو حاجة متقعة انسان بحاجة إلی علاج لا یقول اتأسی بإبراهیم الخلیل لا اسئل احداً هذا الانسان في معرض التلف.
روایة أخیرة أصحاب النبي صلی الله علیه وآله عملوا بهذه القاعدة إلی درجة ملفتة مذهلة؛ النبي قال لأصحابه تبایعوني علی أن لا تسألوا الناس شیئا؟ النبي أطلق القول فقالوا نعم‌ قبلنا المبایعة الآن ما النتیجة؟ یقول فکان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فینزل لها بیده عودة أو شابه علی ظهر الناقة مثلا هذه العودة تسقط إلی الأرض بإمکانه أن یقول یا فلان ناولني بدلا أن ینزل ثم یرکب معاملة یقول أحدهم کان یأخذ المخصرة فینزل ولا یقول لأحد ناولنها کان بإمکانها أن یوفر، في المنزل الماء قریب منك وأنت عطشان لماذا تتکاسل؟ قم وأذهب وأجلب الماء لنفسك لماذا تسئل الخادمة مثلا؟ لا بأس ولکن هکذا کن مستغنیاً قدر الإمکان.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافية والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.