Search
Close this search box.
  • كيف نحول متع الحياة إلى زاد للآخرة؟!
Layer-5-1.png
عناوين المحاضرة
عناوين المحاضرة
Layer-5.png
Layer-5-1.png

كيف نحول متع الحياة إلى زاد للآخرة؟!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.

إنَّ مما أثر عن النبي الأكرم (ص) قول: (إِنَّ هَذِهِ اَلْقُلُوبَ تَمَلُّ كَمَا تَمَلُّ اَلْأَبْدَانُ فَاهْدُوا إِلَيْهَا طَرَائِفَ اَلْحِكَمِ)[١]، وحكم أمير المؤمنين (ع) على قصرها هي من أجمل أنواع الحكم، ومن المناسب أن لا يخلو بيت الإنسان من هذه الكتب الأربعة: القرآن الكريم بتفسير مختصر على هامشه وهذه الأيام التفاسير في متناول الأيدب، وكتاب للدعاء ومن أفضل ما كتب في هذا المجال هو كتاب مفاتيح الجنان وهو بحق مفاتيح الجنان، والصحيفة السجادية لإمامنا السجاد (ع) ومن الأفضل اقتناء الصحيفة السجادية الجامعة الكاملة التي تحتوي على عدة صحف مجتمعة في كتاب واحد، وكذلك كتاب نهج البلاغة لأمير المؤمنين (ع) ولو لم يكن للإنسان مزاج في تصحف الخطب الكاملة؛ فليقرأ الحكم الموجودة في نهاية نهج البلاغة.

من الحكم الجميلة حول الطعام – ومن منا لا يأكل الطعام ولا يستمتع به ولا يهتم للشهي منه وهو من الأمور المتعارفة بين البشر – قوله (ع): (لا تطلب الحياة لتأكل، بل اطلب الأكل لتحيا)[٢]، والكلمة تبين معادلة عامة في مطلق الاستمتاعات في الحياة ولعل الرواية التي تقول: (إِنَّ اَلْمُؤْمِنَ يَتَزَوَّدُ وَ اَلْكَافِرَ يَتَمَتَّعُ)[٣]، تحاول أن تحول كل متعة في الحياة إلى زاد في الآخرة، ولهذا أحاطت الشريعة المقدسة جميع الملذات بالآداب والسنن، ونلاحظ ذلك في الطعام على سبيل المثال من استحباب التسمية والتحميد لله عز وجل على المائدة، وهل تعلم أن من مواضع استجابة الدعاء؛ عقيب الطعام لأنها لا تعد من ساعات العمر؟ ولا تستعجل في تناول الطعام والقيام عن المائدة؛ لأن المائدة هي مائدة رب العالمين قبل أن تكون مائدة زيد وعمر من الناس.

وقد رأيت في بعض النصوص، أنَّ من موارد حضور الملائكة هو الوقت الذي يجتمع الرجل بحليلته ليعطيها الحق الزوجي، وإن كانت بحسب تعبير علماء الأخلاق من الأفعال البهيمية؛ ولكن الله عز وجل يريد أن يفهم المؤمن، أن كل متع الحياة في جميع المجالات إذا كانت مقدمة لهدف أسمى: كدفع الحرام والتقوي على الطاعة هي في الواقع حركة مقدسة ويؤجر عليها الإنسان، وإن الله عز وجل قد جعل الثواب على بعض الأغسال المستحبة لكل قطرة ماء حسنة؛ حتى لا يحتقر المؤمن المتع الدنيوية؛ بل يحولها إلى مقدمة للراحة النفسية، فإذا ارتاح نفسيا تفرغ للعبادة؛ فمن لا معاش له لا معاد له.

[١] عوالي اللئالي  ج١ ص٢٩٥.
[٢] الموسعة الطبية ج٢ ص٣٩٩.
[٣] كشف الغمة  ج١ ص٥٧٢.
Layer-5.png