Search
Close this search box.
  • كيف تكون عادلاً
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من أحب المصطلحات إلی الأمم وإلی الأفراد مصطلح العدل کلمة العدل یعشقها الجمیع حتی الأمم الفاسقة الکافرة تُحب هذه الکلمة، طبعا العدالة تجلیات التجلي الأول منها أعني التجلي الأول کعدل الحُکام والملوك هناك مثل یقال الحکم یبقی مع الکفر ولا یبقی مع الظلم هکذا یُنقل ولهذا الکثیرون ممن حکموا الأرض ممن هکذا أنصف الرعیة إجمالاً طالت حکوماتهم اذاً العدل في الحکم هذا هو أول عدل یراد طبعا عدل الأنبیاء والمرسلین مفروغ منه کلامنا في عدل البشر، من برکات عدل الحاکم أن الرعیة تصلح ولماذا الرعیة تتجاوز تتمرد لأنها تطالب بالعدل فإذا لم تجد تسلك طریقاً آخر اذاً الرعیة تصلح بالعدل.
ما هي علامات العدل؟ کلامنا في روایات اهل البیت علیهم السلام وتصدی امیرالمؤمنین لهذا المفهوم کونه کان مبتلیً الامام الوحید الذي حکم في الأمة هو امیرالمؤمنین صلوات الله علیه والامام المجتبی شطرا من عمره في دائرة ضیقة الحکم الذي صدر في حیاة الأئمة علیهم السلام بعد النبي هي حکومة امیرالمؤمنین صلوات الله علیه الامام عندما یصل إلی العدل وهو الخبیر بذلك یقول لینٌ في حزم اللین والحزم بحسب الظاهر متنافران اللین لیس بحازم والحازم لیس بلین ولکن المطلوب الجمع بینهما هذا للمعنی مطلوب ایضا في الحیاة الأسریة بعض الآباء في الحیاة الزوجیة في الحیاة الأسریة یتحول إلی مُنفق یتبجح یقول انا سخي مع أولادي ولکن أي سخاء مع عدم الحزم؟ بماله یشتري جهاز لولده یرتکب به المنکر ولا حق في الأعتراض أي أب هذا؟ ولهذا من مواقف القیامة یفاجئ الانسان بذنب لم یرتکبه روایة نقلناها قدیما یُؤتی بالإنسان بقارورة صغیرة شبه المحجمة یقال هذا سهمك من دم فلان، فلان قُتل لك سهم من دمه یقول یارب أي قتل؟ انا لا اعلم القتل ما قتلت أحداً یقال أنت شریك في دمه لمَ؟ قلت کلاما باطلا هذا الکلام تفاعل وتفاعل وأدی إلی مقتل بریئٍ أنت شریك في دمه، أقول قیاساً صحیحا یأتي الأنسان یوم القیامة یقول أنت شریك في النظرة المحرمة في العلاقة المحرمة یقول یارب وأي علاقة؟ لي زوجة مؤمنة أي علاقة محرمة؟ یقال أنت بمالك مکنت ولدك علی شيء بدلك الشيء نظر إلی حرام أنت شریك في ذلك، اذاً امیرالمؤمنین علیه السلام یدعونا للجمع بین اللین والحزم واستقصاء في عدل لعل المراد هنا بالاستقصاء المحاسبة یعني الانسان یسئل عن کل شيء یستقصي یقولون فلان یسئل عن کل صغیرة وکبیرة یستقصي ولکن في عدل وإفضال في قصد، مشکلتنا نحن بعض الاوقات هکذا نری السخي المفضال هو الذي یعطي ماله کلما طُلب منه هذا لیس من المنطق ابداً السخي الکریم الجواد یضع ماله حیث یرضي رب العالمین اذاً کُن مفضالاً کن کریماً سخیاً ولکن في قصد، من جمع هذه الأمور یسمی عادلاً کلامنا في العدالة هکذا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه‌.
في حدیث آخر قلنا العدالة نعرفها من أئمة العدل الفضائل أربعة أجناس من جمع الأجناس الأربع صار من أهل الفضائل احدهما الحکمة وقوامها في الفکرة أين تضع الحکمة؟ في الفکرة أن تفکر تفکیرا حکیماً وهنا إخواني بین قوسین کثیر من المصائب وکثیر من البرکات تبدأ بالفکرة، انسان جالس في منزله یأتي في باله یزور فلان فاسق یذهب إلی منزله فیدله علی طریق الفساد والإفساد فکرةٌ إنقدحت عملت بها إلی أين؟ والعکس هو الصحیح تزور عالما مؤمناً یدلك علی خیر اذاً سل الله عزوجل أن یبارك في فکرك! المشاریع تبدأ بالفکرة اصطلاح جدید هذه الأیام یسمی بغرفة التفکیر اجتماع غیر رسمي بین رئیس العمل الموظفین یقولون نفکر معاً التفکیر وانا أقترح هذا المعنی یُطبق في منازلنا أنت مع الزوجة قل لها نجلس معا نفکر في أمر الأولاد ماذا یصلحهم ما حال ولدي فلان ما سلبیة فلان أو فلانة نحن قل ما جلسنا هکذا مجلس، نعم نجتمع لتربیة المال وزیادة المال أما التفکیر في أمر من یعنینا أمره قلیل.
والثاني العفة الفضیلة الثانیة العفة وقوامها الشهوة أين نحتاج العفة؟ في الشهوة غیر البالغ لا شهوة له لا یحتاج إلی العفة بمجرد أن یبلغ یحتاج إلی هذا العنصر وخاصة بالخلوة مع الأجنبیة مثلا.
والثالث القوة وقوامها في الغضب الانسان عندما یغضب لابد أن یتحکم في قوته.
وأخیرا الشاهد والرابع العدل أن تکون عادلاً اذاً کن حکیما کن عفیفا کن قویا وکن عادلا وقوامه أين؟ الآن الحکمة في الفکر العفة في الشهوة القوة في الغضب یقول العدل وقوامه في اعتدال قوی النفس، انا هکذا أفهم من الروایة من امیرالمؤمنین العدالة تنظم الباطن، ترید أن تفکر کن عادلا ترید أن تشتهي کن عادلا ترید أن تغضب کن عادلا ترید أن تحکم کن عادلا قوی النفس کلها تنتظم بالعدالة.
روایة أخيرة في هذا المقام امیرالمؤمنین في وصیتة لولده الوصیة عادة قُبیل الارتحال من هذا الوجود یوصي ولده المجتبی علیه السلام بأمرین ونحن نمتثل بوصیته اولا بالصلاة عند وقتها الصلاة أمر مستقل والوقت أمر مستقل آخر إن الصلاة کانت علی المؤمنین کتاباً موقوتا.
والثاني والعدل في الرضی والغضب اذا أحب انسان احداً أعمی بصره الحب والبعض یعمي ویصم حاول أن تکون عادلا اذا رضیت أو اذا غضبت.

إلهي بفاطمة وأبيها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها بارك لنا في ما رزقتنا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.