كيف تقبل عبادتك

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفض الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
الکثیر منا أمضی عمراً بعبادته ربه مُعظم المؤمنین من ساعة التکلیف إلی ساعته هذه وهو یعبد الله عزوجل هذه العبادة المتعارفة ولکن عندما ینظر إلی قلبه لا یری آثار هذه العبادة ذکر مطمئن بذکر الله تطمئن القلوب تری قلبه مضطرباً ذکر الله عزوجل عبادته مورثة للیقین وهو لا یعیش هذا الیقین علامة عدم الیقین أنه لا یرضی بقضاء الله وقدره في مقام العمل لا یتیقن بحکمة الله عزوجل الذي یجزع علی فقد عزیز فقد مالٍ من یجزع کأنه یقول بلسان الحال یارب لم یکن من الحکمة أن تأخذ ولدي أن تأخذ مالي وبعبارة أسوء یارب لیتك لم تفعل هذا لو نطق به الانسان لکان في مقام الکافرین لئن من موجبات الکفر أن تتهم ربك بعدم الحکمة اذاً لماذا نحن لا نعیش هذا المعنی؟ الجواب في روایات ائمة اهل البیت علیهم السلام کلامنا في شروط العبادة، العبادة البلیغة المؤثرة اولها التفقه في العبادة انسان توضأ وضوءً باطلا غسلا باطلا وهو غیر معذور فیه جاهل ومقصر هذه العبادة هذه الصلاة لو صلاها في جوف الکعبة وأُغمي علیه من الخشوع ما الفائدة؟ عندما یخرج من الکعبة مثلا یتذکر أن وضوئه کان باطلا کأنه ما صلی ومع الأسف هذا المعنی اجعلوه في بالکم علیکم بتعلم آداب الطهورات الثلاث الغسل والتیمم والوضوء کنت مشتبهاً في القرائة في الحمد والسورة هذا مغتفر في بعض الحالات ولکن الصلاة من دون طهور هذه الصلاة باطلة ولو کان بعذرٍ، انسان صلی وما توضئ ساهیاً لا یعذر علیه أن یعید صلاته ولهذا التفقه في الدین من موجبات قبول العبادة لا خیر في عبادةٍ لیس فیها تفقه هذا اولا.
وثانیا الیقین أن یصل الانسان إلی درجة یری الله عزوجل أمامه هذا یحتاج أن نقول له اخشع في صلاتك کیف لا یخشع وهو یری نفسه بین یدي من؟ روایة طریفة عن الامام الباقر علیه السلام في قصة یوسف وزلیخا لما همت به وهم بها قالت کما أنت یعني یا یوسف قف مکانك همت به ولکن قالت الآن قف مکانك قال ولمَ؟ قالت حتی اُغطي وجه الصنم لا یرانی صنم امامنا نغطیه حتی لا یرانی،
في روایة أخری قال لها یوسف أتستحین من صنمكِ وهو لا یسمع ولا یبصر ولا أستحي انا من ربي؟ یعني لي الحق أن اعمل ما اعمل اذاً من عاش الیقین من الطبیعي أن یُقبل علی صلاته اذا تقین العبد بمقام ربه خاف مقام ربه الصلاة في المسجد أحب إلیه من الصلاة في المنزل هذا منزلي وهذا بیت الله أي نسبة بین منزلي وبین بیت الله عزوجل؟ طبعا الأملاك کلها له، له ملك السماوات والأرض ولکن المسجد له مزیة تشریفية. هذا ثانیا اذاً التفقه ثم الیقین.
ثالثا التفکر بعض المؤمنین قبل أن یصلي بفترة ولو قصیرة یتفکر في عظمة الله عزوجل انا هذا المعنی قلته والبعض جربهُ لو نظرت إلی مشهد في التلفاز یبین عظمة الخالق بعض القنوات متخصصة بعرض عجائب الطبیعة علیك بذلك تنظر إلی عظمة الله في الأفلاك في المجرات في أعماق البحار في أذقال الغابات في أعماق النفس الإنسانیة ثم تأتي للمسجد وتقول ایاك نعبد وإیاك نستعین، من باب الطریفة نقول تتوقع منزلا بمئة متر أو مئتي متر وأنت قبل قلیل نظرت إلی ملکوت السماوات صاحب المجرات یعجزه أن یعطیك منزلاً؟ وما قیمة هذا المنزل في هذا الکون الفسیح ؟ ایاك نستعين تستعین بمن؟ هذا المُلك الواسع، التفکر في آلاء الله روایة عن امیرالمؤمنین علیه السلام نعم العبادة رب العالمین هکذا یقبل من العبد الیسیر الآن العبادات المعروفة علمناها العبد یصل إلی درجة رب العالمین یسجل له بکل نظرة عبادة، اذا ذهبت إلی المسجد الحرام ماذا في الرسالة في مناسك الحج؟ علیك بالصلاة علیك بالطواف وعلیك بالنظر إلی الکعبة، ثلاث أعمال في المسجد الحرام کن طائفا أو مصلیاً أو علی الأقل انظر إلی الکعبة هذه النظرة توجب لك الرحمة الإلهیة وحقیقتاً من جربها من ینظر إلی الکعبة هذا یری في نفسه شیئا لا یراه عند النظر إلی البساتین والورود هذا نظر إلی بیت الله عزوجل.
النظر إلی العالم عبادة الکعبة حجارة ترمز إلی الله عزوجل والعالم بمنطقه یذکرك بالله عزوجل، النظر إلی الامام المُقسط عبادة النظر إلی الوالدین برأفة ورحمة عبادة وإلا النظرة الغاضبة لا قیمة لها بل فیها وزر أن تنظر إلی الوالدین، والنظر إلی أخ توده في الله عزوجل عبادة ولهذا اذا أحدكم استمع إلی خطیب إلی واعظ مؤمن استماع کلامه عبادة والنظر إلی وجهه عبادة تفوز بعبادتین في آنٍ واحد.
ختامه مسك وحقیقتاً هذا مسك الختام عن امامنا الصادق علیه السلام إن فوق کل عبادة عباده ولکلٍ درجات مما عملوا وحُبنا اهل البیت أفضل عبادة لمَ؟ لئن هذا الحب یدعوك إلی العمل قل إن کنتم تحبون الله فأتبعوني یحببکم الله.

اللهم ارزقنا مودتهم وولایتهم ارزقنا شفاعتهم في الآخرة لا تفرغ بیننا وبینهم طرفة عین ابدا أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.