كيف تحفظ لسانك

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك عضو في بني آدم هذا العضو في رأسه له ما له من الآثار العینان والأذنان تستقبلان المعاني العین لا تفعل شیئاً تلتقط الصور الأُذن تلتقط الأصوات ولکن اللسان یصدر الصوت جهاز کما یقال مُرسل العینان والاُذنان جهازان مستقبلان ولهذا أحدنا یمر في مکان فیه غناء محرم لا حیلة له یقول ماذا أصنع طبلة الاُذن تتحرك رغم أنفك الفقهاء یقولون یقولون علیك بعدم الإستماع یعني لا تلتفت وإلا شئت ام أبيت أنت تسمع الصوت، رب العالمین جعل لنا جفنین ألم نجعل له عینین! العینان ایضا تسیطر علیهما عند الحرام إما بغمض البصر أو بغض البصر تغمض العین لا تری شیئا تغض البصر تصرف نفسك عن المنظر ایضا خرجت من القضیة سالماً وکذلك الفم وکذلك اللسان رب العالمین جعل اللسان بین قُضبان الأسنان بمثابة قضبان السجن جعل لسانك محبوساً وامام الأسنان حارسان ایضا من الشفتین لا أحد یدعي أنه انا مجبور علی الکلام قد تقول انا مجبور علی السمع ولکن هناك أحد یفتح فمك قهراً؟ ولو أراد انسان أن يجعلك تتکلم قهراً اصلا الکلام لا یأتي قد یفتح الفکین عنوةً ولکن فتح الفکین لا یلازم الکلام نعم الانسان تحت التعذیب قد یقول شیئا وفي المحاکم عندما یریدون الطعن في اعتراف یقولون قاله قسراً تحت التعذیب مثلا الکلام لا قیمة له.
بعد هذه المقدمة نرجع إلی ما في تراثنا الروائي امیرالمؤمنین له کلمة جمیلة کباقي کلامته یقول إن لسان المؤمن من وراء قلبه القلب یفکر القلب هنا أي الباطن أي العقل أي المنطق یفکر یأخذ قرارا أن یقول لا أو نعم یتکلم بعدها اذاً اللسان وراء القلب وإن قلب المنافق من وراء لسانه یقول بعد إذٍ أنما قاله کان صواباً أو خطأً یا لها من سخافة ثم یعلل صلوات الله علیه یقول لئن المؤمن اذا عملنا بهذه الروایة العلویة صرنا في مقام علوي بکلماته لأن المؤمن اذا أراد أن یتکلم بکلام تدبره في نفسه، یسکت یقلب الکلام سلبیة الکلام ایجابیة الکلام یرید أن یغصب یظهر غضبه اولا هذا في محله في غیر محله! اذاً یتدبر في نفسه فإن کان خیراً أبداه وإن کان شراً واراه یرید أن یقول شیئاً یفرمل فورا یعلم أن هذا الکلام في غیر محله وإن المنافق یتکلم بما أتی علی لسانه کأنه جهاز مبرمج هذا الجهاز لا عقل فیه لا یدري ماذا له وماذا علیه وخاصة هذه الایام وسائل التواصل في لحظة غصب یُرسل رسالة إلی أحدهم في المحکمة یدان بها یقولون أنت الذي قلت وکتلت فیدخل السجن یقال یا فلان لماذا کتبت؟ یقول ساعتها فقدت عقلي هذه الأیام کل شيء موثق صوتك یُسجل کلامك يُحفظ لا تکتب ولا تقل کل شيء هذا یجرك إلی الدواهي.
هنالك روایة عن امیرالمؤمنین من آفات اللسان یوم القیامة تُعطی قارورة من الدم یقول یارب انا لست بقاتل یقال هذا سهمك من دمه عندئذ یأتيه الخطاب قلت کلاما علی أحد هذا الکلام تفاعل وتفاعل إلی أن وصل إلی أحدهم فقتله هذا سهمك من دمه، هذا یتفق في البیئ العشائریة مثلا امرأةٌ حادتث انساناً أجنبیاً صاحبنا یبالغ فلانة خانت زوجها الزوج یصدق فیقتلها دمها علی من؟ علی هذا المحرض.
کلمة مختصرة من امیرالمؤمنین علیه السلام کم من دمٍ سفکه فم! الدم والفم متقاربان کلام بلیغ جداً وفي کلمة أخری کم من انسان أهلکه لسانٌ الفم والدم واللسان والانسان هکذا یعلمنا امیرالبیان، الانسان اذا تمادی في طریق الباطل صار هذاراً قوالا لسانه یُصبح کالکلب العقور یتفق فلان مثلا عندما نواجه یقولون هذا الانسان إحذر لسانه یهاجم کل أحد وبتعبیر العرف یقولون لا یسلم أحد من لسانه هکذا الکلب العقور، الکلب لا یمیز بین المؤمن والکافر یهاجم کل أحد القرآن یبین مثله کمثل الکلب إن تحمل علیه یلهث أو تترکه یلهث یعني له طبیعة ثابته، اللسان سبعٌ الآن کلب أو سبع المعنی واحد یعني یهاجم بلا حساب ولا کتاب یتفق انسان تُسلب منه نعمة إما ماله یفنی یفقد عزیزاً له منصباً والأهم من ذلك راحةً باطنیة یعیش القلق بعد إن کان مطمئناً یفقد التوجه في الصلاة بعد أن کان خاشعاً عندما یراجع تأریخه یری أنه قال کلمة باطلة، رب کلمة سلبت نعمه.
لا تعاتب الأیام لا تدعي أن فلان سحرني کذا کذا أنت صاحب المصیبة قلت کلمةً سلبت نعمةً الآن دعنا عن کلمة سفکت دماً لا أقل من ذلك فأخزن لسانك کما تخزن ذهبك وورقك هذه الایام في جیوبکم محافظ یجعل الانسان ماله داخل المحفظة وعلیه زر یکبسه لئلا یسقط منه سهوا لا تجعل هکذا لسانك أقل من المال إجعل في محفظة حریزة.
امیرالمؤمنین علیه السلام یقارن بین السنان واللسان، انسان مثلا بیده سیف الشیطان یرکبه یضرب به بریئاً یقطع عضواً یجرح عضواً یندمل ولکن حد اللسان یقطع الآجال، حد السنان یقطع الأوصال وحد اللسان یقط الآجال کما قلنا الآن یقطع الآجال بأي معنی؟ یقطع أجل الغیر یعني کلامه یوجب الفتنة أو یقطع الآجال یقطع عمره اذا تکلمت علی رحم انتم تعرفون هتك الحرم یوجب قصر العمر.
وأخيرا سل الله عزوجل أن یقیك شر اللسان کما دعی به علی علیه السلام حدیثنا کله علی مائدة امیرالمؤمنین صلوات الله علیه، ماذا کان یدعوا؟ یقول اللهم اغفر لي رمزات الألحاظ کلمة مبهمة قلیلا ولعله یقصد بذلك خائنة الأعین رمزات الأحاظ لحظ العین النظر یعني الانسان ینظر بطرفٍ خفي هکذا یوهم أنه لا ینظر وینظر وسقطات الألفاظ یتکلم کلاماً فیه ما فیه یسقط من خلاله وشهوات الجنان الانسان قد لا یرتکب الحرام ولکن في قلبه شهوة مشتعلة یتمنی الشهوة حلالا کان أو حراماً هذه ایضا إستعذ بالله منها الشاهد أين؟ وهفوات اللسان اذاً سل الله عزوجل أن یجنبك هذه الآفات بمنه وکرمه.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر أبلغه عنا تحیة کثیرةً وسلاما والفاتحة مع الصلوات.