Search
Close this search box.
  • كيفية مراقبة النفس ومحاسبتها
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم

بسم الله الرحمن الرحیم

وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

 

الکثیر منا سقف اعتمامه أن یعمل بالواجب ویترك الحرام ویری بأنه هذا قد وصل الی نهایة الطریق والحال أنه في روایات اهل البیت علیهم السلام وفي الکتاب ایضاً سقف اهتمام المؤمن اعلی من هذا السقف، هل هناك سقف بعد التقوی؟ نعم! هذه في سورة الحشر اتفاقا هذه الآیة من الآیات التي تدل علی همة المؤمن وأن له طموحاً فوق هذا الطموح المتعارف، مرة انسان همهُ بطنه وفرجه یأکل ما یشتهي ویعمل ما یشتهي هذا ملحق بالبهائم کلامنا عن الملتزم! الملتزمون علی قسمین قسم همه قلنا اداء الواجب وترك الحرام هذا من اهل الجنة ولکن الکلام في طائفة أرقی یا ایها الذین آمنوا اتقوا الله التقوی والسقف الاول علی اهمیتها هي السقف الاول ولتنظر نفس ما قدمت لغد هذه آیة یقولون تدل علی المراقبة ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله اتفاقا بعد ذلك ایضا أمر بالتقوی کأن هناك نوعان من التقوی تقوی قبل المراقبة وتقوی بعد المراقبه، الانسان المتقي بلا مراقبة یعمل ما یعمل بمثابة تاجر له تجارة ولکن لیس له محاسب لیس قسم امور المالیة طبیعي هذا لا یعلم ما له وما علیه بخلاف المتقي مع المراقبة المحاسبة هذا الانسان له حساب آخر.

الآن کیف نحاسب انفسنا؟ هناك حساب مع العمل طبعاً موضوع المحاسبة والمراقبة بحث مفصل في کتب الاخلاق اجمالاً یذکرون عدة مراحل منها المشارطة ومنها المراقبة ومنها المحاسبة ومنها المعاتبة ومنها المعاقبة خمس مراحل في هذا الطریق.

المشارطه؛ صباحا وهو یتوجه للعمل یلقن نفسه یا فلان أشترط علیك ایتها النفس أن لا تتكلمي حراماً لا تنقص من واجبك الوظیفي لا تنظر الی زمیلتك في العمل نظرة مریبة وهکذا یشارط نفسه یلقن نفسه ما علیه وهکذا قبل السفر للخارج مثلاً.

ثم یراقب نفسه المحاسبة بعدئذٍ حین العمل یراقب هو ینظر الی امرأة یستحسنها هناك استحسان هکذا طبیعي لیس فیه شهوة أو ریبة هو عندما یستحسن یدقق في نیته في قلبه هذه النظرة هل هي شهویه هل هي بریئه؟ حین النظر یراقب، انسان یتکلم علی مؤمن یراقب هل هذا من مستثنیات الغیبه؟ هل هذا متجاهر؟ هل هذا من مصادیق المشوره؟ وهکذا.

ثم یحاسب الآن العمل انتهی هو نظر للمرأة تکلم معها ذهبت الآن یجلس یحاسب نفسه في ما مضی في ما عمل ثم المعاتبة اذا رأى نفسه مقصراً یعاتب نفسه، نحن رأینا بعض الشباب هؤلاء هنیئاً لهم طبعا بمعنی من المعاني یأتي یقول ماذا اعمل لأترك الحرام؟ نقول له أي حرام؟ طبیعة الحرام ماذا؟ حتی تأتي الوصفه مطابقه، قبل أن یتکلم تجري دموعه علی خدیه خجلاً وندامة حتی البعض یستنکف یقول لا تسئلني عما فعلت المهم ما هو الطریق الی التوبه؟ هذه معاتبه.

وثم المعاقبة طبعا المعاقبة الشرعية لو أن انساناً أکل حراماً هذا الیوم غفلةً أو تغافلاً من باب قلة المبالات ینوي أن یصوم ایاماً الصوم هذا عقوبة شرعیة ينوي أن یقوم مثلاً اربعین لیلة اذا ارتکب حراماً قویاً لیلة من اللیالي سهر علی الحرام یُلزم نفسه الآن بالنذر بالقسم بالعهد أن يصلي اربعین لیلة یقوم اللیل هذه معاقبة راجحه، واتفاقا بعض الناس اصبح من مدمني صلاة اللیل من وراء معصیة ارتکبها لا اقول هذه معصیة مبارکة أقول معصیة المؤمن بعض الاوقات حافز له علی تغییر مسیرته في الحیاة الآن الندامة الخجل الاستغفار الجدي الآن نحن أحدنا قد لا یعصي ربه فترة من الزمن لیلة الجمعة عندما یقول اللهم اغفر لي الذنوب کذا وکذا یقرأ الدعاء قرائةً اما العاصي عندما یصل لهذه الفقرات حقیقتاً یعیش حالة الندامة مع دعاء امیرالمؤمنین صلوات الله علیه، الآن امیرالمؤمنین سُئل عن کیفیة محاسبة النفس؛ من أولی من على علیه السلام في بیان طریقة المحاسبه؟ یقول اذا اصبح ثم امسی یقولون من اوقات المحاسبة وقتان مهمان عقیب الصلوات النفس منفتحة منشرحة في المسجد یراقب عملخ من الصباح الی اللیل في صلاة المغرب مثلا ومنها ساعة النوم قبل أن ینام بدلاً من التفکیر في کل ما هب ودب ایضا یستعرض الفلم من الصباح الی اللیل بني آدم له طبیعة خلاقة من الممکن أن تتذکر کل خطوة من خطواتك، یقول رجع الی نفسه یقول هکذا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه کما في کتاب مکارم الاخلاق یقول یا نفس إن هذا یوم مضی علیكِ طبعا النفس مؤنث یخاطبها بالتأنيث، لا یعود الیكِ ابدا هذا الیوم مضی لو أنفقت الملیارات یستحیل أن ترجع لك هذه الساعات والله سائلك عن في ما أفنیته یا لیت هذا الوقت انتهی وذهب هناك مسائلة یوم القیامة فما الذي عملتِ فیه؟ أذکرتِ الله أم حمدتیه؟ أقضیتِ حق أخٍ مؤمن؟ نفستِ عنه کربته؟ أحفظتیه بظهر الغیب في اهله وولده؟ أحفظتیه بعد الموت في مخلفیه؟ أکففتِ عن غيبة أخ مؤمن بفضل جاهك؟ أعنتي مسلماً؟ ما الذي صنعتِ فیه؟ امیرالمؤمنین یطرح مجموعة من التسائلات وأنت أضف الیها باقي التسائلات فیذکر ما کان منه فإن ذکر أنه جری منه خیرٌ حمد الله عزوجل وکبره علی توفیقه؟ یقول الله اکبر أو الحمدلله علی التوفیق في هذا الیوم وإن ذکر معصیة أو تقصیراً اخواني التفتوا جیداً نحن عیوننا دائما علی المعاصي یقول علی التقصیر، انسان من المفروض توقع اُمه منه أن یزورها في الأسبوع مرتین إن زارها مرة هکذا یُعد مقصراً وإن لم یکن عاصیاً، وإن ذکر معصیة أو تقصیرا استغفر الله عزوجل وعزم علی ترك معاودته اذاً هذه الطریقة التي یذکرها امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه في محاسبة النفس.

کلمة أخيرة في هذا الیوم إن شاءالله تکون في بالنا دائماً وابداً؛ المؤمن اجمالاً یحمل هم نفسه همهُ نفسه نحن عادة همنا في الخارج في المنزل في الدابة في الزوجة في الاولاد آخر ما نهتم فیه هذه النفس التي تبقی معنا ابد الآبدین، النبي صلی الله علیه وآله وسلم یعلمنا طریقة التعامل مع النفس لا یکون العبد مؤمناً حتی یحاسب نفسه أشد من محاسبة الشریك شریکه والسید عبده هکذا له حرص علی محاسبة نفسه وهنیئاً لمن تجهز للعرض ولا حساب علیه الیوم یوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل موتوا قبل أن تموتوا حاسبوا انفسکم قبل أن تُحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.