كظم الغيظ

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك اصطلاح کظم الغیظ وقد ورد في القرآن الکریم والکاظمین الغیظ والعافین عن الناس وفي آیة أخری واذا ما غضبوا هم یغفرون، اولا الانسان لا یمکن أن یعیش في هذه الدنیا من دون غصب لئن الامور علی خلاف مزاجه کثیراً ما یتفق هل هنالك انسان یدعي أن کل ما یجري حوله مطابق لمزاجه وعلی فرض أنه مطابق لمزاجه من یقول أن هذا هو الحق؟ المهم الانسان یمکن أن یتحکم في نفسه اما الغیر لا یمکن التحکم به ومن هنا الغضب له مثیرات! في الیوم مرة بالاسبوع مره، ومن هنا یحتاج الانسان الی موعضة في هذا المجال.
اولا الروایات والآیة تقول والکاظمین الغیظ من کظم غیظاً فرق بین غیظ لا یأتي اصلا هناك قوم متحلمون ولکن هذه واقعية أن الانسان له غیظ ولکن یکظمه بتعبیر العرف یبتلع غیظه یمتص غضبه وبعبارة أوضح لا یبدي غضبه خارجاً هو في باطنه یغلي ولکنه لا یُظهر غضبه طبیعي هذا الغلیان وکظم الغیظ کالقِدر الکاتم رأيتم القِدر الکاتم کیف فیه غلیان ولکن ظاهره هادئ، اولا جزائه؛ رب العالمین هذا الباطن یملأه الروایات مختلفة بعض الروایات تقول ملأ الله جوفه ایماناً بعض الروایات امناً وایماناً ولهذا اتفاقا هذا شيء مجرب احدنا یغضب یکتم غیضه القضیة اقل من ساعة واذا بهذا الغضب یرتفع تماماً اوله کظم ولکن في الأخیر روح وریحان یری ارتیاحاً في باطنه، وهنا مقولة واردة في بعض الروایات وهي مقولة حکمیة کلام جمیل یقولون هکذا الندامة علی عدم الغضب قابلة للتعویض ولکن الندامة علی الغضب جبره صعب جداً، مثلا موقف یستوجب مني الغضب ولکن کظمت غیظي لهذه الروایات رأيت بعد یوم أن کظم الغیظ هذا لم یکن في محله کان لابد أن أغضب! اذاً الیوم اغضب یمکن التدارك ولکن إن غضبت في غیر محله الآن تعال اجبر الکسر الامد مشکل الطرف الآخر قد لا یرضی وإن رضي ماذا تعمل بالیوم الذي مر علی من غضبت علیه؟ زوجة طوال اللیل تتقلب في الفراش لغضبك علیها طبعا بغیر حق اصبح الصباح سامحتك ولکن طوال اللیل هذا عند الله لم یذهب سدی ولطالما دعت علیك هي سحبت دعواها ولکن رب العالمین کما یقال في القانون الحق العام یقتص منك یقول هي رضیت ولکن انا الرب اُعاقبك علی هتك حرمة هتکتها اذاً ماذا نعمل؟ في روایات اهل البیت هناك اقتراحات عملیة منها الوضوء الروایة تقول إن الغضب من الشیطان عن النبي صلی الله علیه وآله وأن الشیطان خُلق من النار وانما تطفئ النار بالماء فاذا غضب احدکم فلیتوضأ هذا شيء مجرب وخاصة الوضوء الذي فیه دعاء اللهم بیض وجوهي أعطني کتابي بیمیني الروایة لم تُکمل ولکن لو صلی رکعتین هل یبقی من غضبه شیئاً؟ والاقتراح الآخر تغییر الحالة التي هو فیها اذا غضب احدکم وهو قائم فلیجلس فاذا ذهب عنه الغضب والا فلیضطجع بعض الاطفال لهم صفة جمیلة یا لیت الکبار یتأسون بالاطفال! الطفل عندما یغضب ماذا یعمل؟ یذهب في غرفته ویذهب تحت اللحاف هکذا یعني انا غضبان المؤمن ایضا اذا غضب فلیضطجع یقولون له یا فلان الآن وقت الغداء وقت العشاء یقول لا انا اعیش حالة الغضب مم یا فلان؟ من المنکر الفلاني مثلا هذا نعم السبیل الی الردع.
کلمة أخيرة لیس معنی ذلك أن المؤمن انسان لا شخصیة له لا قوام له انسان هلامي زئبقي لیس هکذا، المؤمن حیلم ولکن اذا غضب لا یقول لغضبه شيء اتقوا غضب الحلیم! الحلیم اذا غضب غضبه کاسر، المؤمن لا یغضب ولکن إن غضب طبعا غضب لله عزوجل غضه هذا بلیغ جداً واتقوا غضب انسان مؤمن دعا علیك البعض یرمي اعدائه بسهام اللیل لا تُغضب مؤمناً فإن غضبه مهلك.
من برکات کظم الغیظ أن الله عزوجل یکف غضبه عنك نحن من الصباح الی اللیل کم نرتکب ما یُغضب رب العالمین؛ کما تکظم غیضك عن أخيك رب العالمین ایضا یؤخر العقوبة إن وجدك حلیماً علی اخوانك المؤمنین.

اللهم ارزقنا توفیق الطاعة وبُعد المعصیة وأکرمنا بالهدی والاستقامة اللهم جنبنا رجز الشیطان الرجیم نعوذ بك من همزه ولمزه وکیده ووسوسته إنك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.