في رحاب سورة التوحيد – 2

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وافضل الصلاة وأتم السلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين

السلام عليكم اخواني اخواتي جميعا ورحمة الله وبركاته

احدنا له بطاقة ذاتية في هذه البطاقة بيان ولادته بيان اسمه في سورة التوحيد رب العالمين يبين نعته ونسبته اولاً قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد جانب الولادة اجعله صفراً أحذف هذه الفقرة لم يلد ولم يولد هكذا في ختام السورة اما في ابتداء السورة قل هو الله احد، قرأنا التوحيد عمراً ولم نتفقه معنى هذه السورة كلامنا اليوم ليس ترفاً في الكلام ليس علماً زائداً علم لابد منه كيف تلهج بالتوحيد قديماً وجديدا ومستقبلا وأنت لا تعلم ما معنى هو ما معنى الله الصمد ما معنى الجلالة نحوم حواماناً كما قلنا اولا قل هو الله احد هو ثم لفظ الجلالة ثم هو احد ثم صمد انظروا الى الترتيب اولا هو اشارة الى جهة مبهمة عندما تقول جائني فلان بينت الذي جاء اما عندما تقول جائني هو لا تعلم ماذا يريد تبهم أبهمت لغرض ما اذاً كلمة هو عبارة مبهمة قل هو ثم تبدأ بالبيان شيئا فشيئا هو من؟ الله هذا الرب هذا الاسم أكثر من ألفي وخمسمائة مرة في القرآن الكريم ورب العالمين يذكر نفسه بلفظ الجلالة اذاً هو ولكن بعد قليل تقول الله هذا الاسم العظيم الدال على كل صفات الجلال والكمال تعود من هذا اليوم أن لا تذكر هذا الاسم الا وأنت متأدب لا تقل لفظ الجلالة من دون زيادة قل سبحانه وتعالى جل جلاله عم نواله سبحانه الى آخره كن مؤدباً في ذكر لفظ الجلالة بعض الناس يتكلم هكذا يذكر لفظ الجلالة بلا زيادة بلا وصف عند ذكر النبي يصلي عليه عند ذكر الامام يقول عليه السلام ولكن عندما يصل لذكر الله عزوجل لا تراه مؤدباً تأدب حتى بعض المتأدبين وهو مستلقي يريد أن يقول قال الله عزوجل يجلس جلسة مؤدبة لا يذكر لفظ الجلالة الا وهو في هيئة حسنة هكذا الأدب ولعل البعض لا يذكر هذه اللفظة المباركة الا وهو متوضأ المهم كلما زدت أدباً كلما زدت قرباً من مولاك قبل أن انتقل الى لفظ الجلالة ثم احد هذه الرواية لفتت نظري اتفاقا في بعض الأدعية ليس فيها الا كلمة هو لا لفظ الجلالة ولا بيان لصفاته اميرالمؤمنين صلوات الله عليه يقول رأيت في المنام قبل بدر بليلة رأيت الخضر في المنام فقلت له علمني شيئاً انصر به على الأعداء يبدوا هذا الولي العظيم أو قل النبي كان محضوضاً من بين اولياء الله موسى أتبعه ليعلمه مما آتاه الله عزوجل اميرالمؤمنين في المنام يقول للخضر علمني شيئا ما المانع؟ موسى كان من أولوا العزم يطلب شيئا من العلم من هذا النبي أو من هذا الولي طبعا منام اميرالمؤمنين ليس كمنامنا هذا المعنى قلناه كثيراً حتى لو رأيت عالماً ولياً في المنام يعلمك ذكراً لا تعتمد على هذا الذكر ما دام المنام ليس بحجة كل شيء فيه ليس بحجة ولكن منام اميرالمؤمنين من نوع آخر، قبل معركة بدر طلب اميرالمؤمنين من الخضر أن يعلمه دعاء فقال له قل يا هو يا من لا هو الا هو اصبح اميرالمؤمنين ذكر الرؤيا لرسول الله رؤيا ملفتة الواعظ المعلم هو الخضر والدعاء ما ذكرناه فقال النبي لأميرالمؤمنين علمت الاسم الاعظم، فقال علي عليه السلام فكان على لساني يوم بدر دعائي يوم بدر كان هذا الدعاء الشريف اذاً عبارة هو اشارة الى ذات العزة والجلال بأي معنى؟ بمعنى الآن طبعا انا أقول هذا المعنى وانا خائف أن لا أوصل الفكر لك ولكن مستعيناً بالله عزوجل اقول كأنك تقول يا رب انا عاجز عن وصفك اقول أي شيء؟ لا اقول يا الله ولا أقول يا رحمن لا اقول يا رحيم اقول يا هو اشير الى جهة مبهمة عندي من انا وأنت؟ انا الجاهل كيف أصفك؟ فيك يا أعجوبة الكون بدى الفكر كليلا كلما اقدم فكري فيك شبراً فر ميلا يا من لا يعلم من هو الا هو اذاً كلمة يا هو أو تقول هو كأنك تقول يا رب لست في مقام ذكرك لا اسماً ولا وصفاً اشير لك على نحو الأبهام يعني يا رب انا متحير فيك وله فيك المعاني هنا عميقة ولهذا في سورة التوحيد قل هو تبتدأ بالضمير ولكن هناك أنتعاشة بعد هذا الأبهام قل هو الله احد ليس بواحد ليس ممن يقاس بغيره ليقال هو واحد في عالم الأعداد عندما تقول جائني واحد فرضت له ثانياً ولكنك تقول قل هو الله احد لا ثاني له لا ثالث له ولم يكن له كفواً احد لا يقاس به احد ثم بعد ذلك تقول الله الصمد ذكرته بضمير مبهم بينته بلفظ الجلالة وصفته بالأحدية الآن تصفه بما يدل على الفعل الله الصمد ما معنى الصمد؟ ايضا هناك معاني دقيقة وعميقة امامنا الجواد عليه السلام يبين لنا معنى الصمد السيد المصمود الي في القليل والكثير في الحوائج في الملمات أفزع لله الواحد الأحد الصمد يعني يا رب مدحتك بالهوية مدحتك بلفظ الجلالة ذكرتك بالأحدية أنت ما دمت كذلك أنت الذي يلتجأ اليك الله الصمد اذاً من عرف الله على حقيقته كيف يلتجأ الى غيره ولهذا علمائنا قالوا يتفرع من التوحيد في الذات والأفعال والصفات التوحيد في الحاكمية لا حاكم الا هو التوحيد في الخالقية لا خالق الا هو والتوحيد في العبادة لا معبود الا هو، ماذا كنا نقول في سورة الفاتحة اياك نعبد، سر اياك نعبد في سورة التوحيد لأنك أحد فرد صمد لم تلد ولم تولد جعلتك معبوداً من توغل في أبحاث التوحيد وفهم صفات الجلال والكمال هذا الانسان تصبح عبادته منحصرة به هذا الذي قلناه حومان جولة سريعة حول هذه السورة المباركة انتهى الحديث في سورة التوحيد وكأنه لم نقل شيئا رجعنا الى الصفر، اخواني بالله عليكم في حياتكم الدنيا في اليوم كم تجعل نصيباً لبطنك لزوجتك واولادك اجعل نصيباً في عمرك هذا لفهم معارف القرآن والتوحيد قبل ايام قصيرة ألتقيت بأحدهم لم يكن في زي اهل العلم رأيته ممن قل نظيره في فهم أبحاث التوحيد وله مؤلفات في هذا المجال قلت له يا فلان من أين وصلت ما هذه المؤلفات الدقيقة العميقة؟ انصافا رأيت بعض مؤلفاته تضاهي مؤلفات كبار القوم قال بجهدي بتعبي نعم انسان يعالج الناس في المستشفيات ولكن يرجع الى المنزل يتأمل في أبحاث التوحيد أجمع بين عملك وبين العلم ما المانع أن تكون في النهار كاداً لعيالك ولكن في الليل في السهر بين الطلوعين اتفاقا يقال من افضل أوقات طلب العلم ساعة السحر تريد أن تفهم القرآن تأمل في القرآن ساعة السحر بين الطلوعين نمت نومة مريحة لم تنشغل بالسوق وغيره خذ تفسيرا ساعة السحر بين الطلوعين اقرأ صفحة من القرآن مفسرةً بعد سنة تلم بشيء من أسرار القرآن الكريم هنيئاً لمن مشى في هذا الطريق اللاحق.

انتهى الحديث من تمكن من هذه الأبحاث عندما يصلي يقبل في صلاته لا اريد أن أمن عليكم بعد هذا اليوم عندما تقرأ التوحيد الا ترى حلاوة جديدة في هذه السورة أشرنا لمقام الهوية أشرنا للتوحيد في الصفات والذات والأفعال أشرنا الى معنى الصمدية بينا الوجه أن هذه السورة ثلث القرآن وهناك أبحاث وأبحاث هذا المقدار يجعلك تتأمل أجمالاً في هذه السورة الكريمة هنيئا لمن كان من المقبلين في صلاته، قرأت الحمد والسورة تأملت في المضامين الآن تركع وتسجد نتكلم لاحقا في أسرار السجود والركوع اذاً من أتقن السورتين الفاتحة والسورة عندما ينحني أمام الله عزوجل يعيش يعض المشاعر وعندما يسجد يحلق يترقى في عالم القرب الى الله عزوجل رتبة السجود أعلى من الركوع ولكن هذا التحليق لمن حلق في عالم المعاني.

الهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك ألهمنا ذكرك وشكرك اجعلنا من المتوسلين والمتوجهين بك واليك ومنك اللهم فقهنا في كتابك اللهم ابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد الينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.