Search
Close this search box.
  • في رحاب الآيتين: السادسة والسابعة من سورة الجمعة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
بعض الناس حقیقتا مبتلی لا أدري الامر اُسمیه مرضا أم لا؛ مرض حب الذات أو عشق الذات هذا المرض في علم النفس یُدرس؛ انسان یعتد بنفسه طبعا هذا الاعتداد یظهر علی شکل تکبر علی الغیر یظهر علی شکل عدم تحمل لنقد الغیر لأنه یری نفسه عظیماً، المؤمن من صفاته أنه لا یعیش هذه الحالة لأنه لا یعلم العواقب ولهذا اذا رأيت انساناً أنت أعلی منه علماً وعملاً قل لعله هو خیر مني البعض یقول کیف؟ هذا خلاف الوجدان انا امام في المسجد وهذا مأموم فاسق یتفق مأموم فاسق یصلي خلف امام عادل! الجواب أنت لا تعلم عواقب الامور هذا الذي تراه هو فاسقاً قد ینغلب إلی أفضل الخلق کما اتفق الحر الذي قُتل مع سید الشهداء وهذا الامام قد ینغلب علی عقبیه کبعض الخوارج الذین کانوا مع امیرالمؤمنین وشرکوا في دمه أخیراً، اذاً لا تجعل لنفسك مزیة لأنك لا تعلم عواقب الامور اولا ثم لا تعلم من هو الذي قبله رب العالمین ومن الذي لم یقبله؛ قابیل قدم قرباناً وهابیل قدم قرباناً قابیل ما کفر بالله عزوجل قدم قربانا فتُقبل ولم یتقبل من الآخر اذاً قد تکون أنت من الذین لم یقبلهم رب العالمین الآن بإي مانع منها الظلم الذي ذکرناه في حلقة سابقة، اذاً القرآن الکریم یعتب علی علماء الیهود یدعون أنهم الشعب المختار وانهم أحباء الله عزوجل القرآن الکریم یقول قل یا ایها الذین هادوا إن زعمتم باللغة یقول انما فلان یزعم غیر ما یقول فلان یقول؛ یزعم فيه رائحة الإدعاء الباطل یزعم یعني یقول کلاما بغیر حق لیس اهلاً له، اذاً إن کنتم یا ایها الذین هادوا إن زعمتم إنكم اولیاء لله من دون الناس، الاختبار بسیط جداً ولا یحتاج أن تراجع الغیر لماذا تبحث عن انسان قد کُشف له الغطاء؟ انسان یرجم بالغیب یفتح القرآن بتعبیر البعض هذه الایام؛ المقیاس واضح جداً فتمنوا الموت، الموت عبارة عن اللقاء مع الله عزوجل کل مسیحي نصراني أو یهودي أو مسلماً اصحاب الدیانات الثلاث یعتقدون بالمبدأ والمعاد الآن علی اختلاف في التفاصیل، أنت النصراني أنت اليهودي أنت المسلم تعتقد بالمعاد؟ نعم تعتقد بالجزاء؟ نعم تعتقد بالجنة؟ نعم أنت اذا کنت ولیاً من اولیاء الله عزوجل اذاً الحور العین تنتظرك الجنة أمامك اذاً أنت مُقدم علی عالم أرحب وأوسع وأکثر التذاذاً من هذه الدنیا اذاً لماذا تخاف من الموت؟ القرآن الکریم لا یطلب منا أن لا نخاف بل یطلب ما هو أرقی أن نطلب الموت، الشاب الذي انتظر من یهواها سنوات من عمره عندما یقال بعد الشهر لیلة زفافك هذا الانسان الا یعد الساعات لیصل إلی تلك اللیلة؟ بخلاف من قیل أنت بعد شهر سیُلقی بك في السجن طبیعي الساعات تمضي ثقیلة علیه، اذاً لکل احد من دون مراجعة أحد مقیاس الولایة لله عزوجل مقیاس القرب من الله عزوجل لیس عدم الخوف وانما تمني الموت کما کان علی علیه السلام والله لأبن أبي طالب أنس بالموت من الطفل بثدي أمه، اذاً هکذا المقیاس الذي یذکره رب العالمین.
ثم یقول القرآن یجیب عن الاشکال لماذا أنتم لستم اولیاء؟ لأنكم لا تتمنون الموت! لماذا لا تتمنون الموت؟ بما قدمت ایدیکم! طبیعي انسان ینتقل من عمران إلی خراب من لذة إلی غصة طبیعي لا یتمنی الموت بما قدمت ایدیهم.
الآن نختم الحدیث: ظاهر الکلام الیهود الذین حُملوا التورات کالحمار الحامل للکتاب هؤلاء لیسوا باولیاء الله لأنهم لا یتمنون الموت هکذا درسنا في الحوزات أن المعلول دائر مدار العلة یدور حیث ما دار، لو وُجد عالم لا یعمل بعلمه لو وُجد انسان لا یتمنی الموت معنی ذلك أنه لیس من اولیاء الله عزوجل بمقتضی هذه الآیة التي جعلت الولایة الألهیة متوقفة علی تمني الموت.

اللهم اجعل حیاتنا نعم الحیاة ومماتنا نعم الممات لا تجعل الدنیا اکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.