Search
Close this search box.
  • في رحاب الآيتين: الثامنة والتاسعة من سورة الجمعة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
لازلنا علی مائدة سورة من سور القرآن الکریم وهي سورة الجمعة وقلنا هذه السورة من السور التي تُتلی في مناسبات متعددة ليلة الجمعة صبیحة الجمعة في ظهر الجمعة من المناسب المؤمن الملتفت لنفسه أن یحفظ هذه السورة اولا ویلتفت إلی مضامینها ثانیاً، وصلنا إلی هذه الفقرة ثم تُردون إلی عالم الغیب والشهادة فیُنبئکم بما کنتم تعملون، هذه الآیة یمکن أن نُعبر عنها بغرر الآیات القرآنیة؛ الآیات القرآنیة فیها آیات تدعوا للمراقبة وللمحاسبة هذه الآیة فیها دلالة أکیدة علی المؤمن أن یلتفت علی نفسه في سلوکه عالم الغیب والشهادة، ما معنی هذه الجملة؟ معنی هذه الجملة أن الله عزوجل لیس امامه خلوة أو جلوة کل العالم في محضره کل الأشیاء بعینه التي لا تنام وعلیه الالتفات لهذه الحقیقة یجعل المؤمن لا یری في حیاته غیباً وشهوداً خلوةً وحضوراً ولهذا الریاء لا یأتي بالنسبة للمؤمن؛ رأیتم انسان یرائي لوحده؟ الذي یرائي لوحده یُشك في عقله، یعني یُتقن صلاته مع نفسه ریاءً هذا لا یُعقل، المرائي یلاحق الغیر فاذا کان الغیر لا وزن له اذا کان الله عزوجل یراه في کل الأحوال کما قال امیرالمؤمنین علیه السلام عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعینهم وعلیه أن الالتفات لهذه الجملة من موجبات تشدید المراقبة، ویا لیت الأمر انتهی عند هذا الحد یعلم الغیب والشهادة المشکلة فیما بعد فینبئکم بما کنتم تعملون، یعني رب العالمین یأتي في یوم من الایام یُنبأ العبد بما عمله في حیاته الدنیا.
مرة الذي یُنبئك یُخبرك اخباراً مجرداً مرة ینبئك مقدمةً للمحاسبة القاضي ینبئك بالخبر، المدعي العام یقول ما هي جرمتك ولکن کل ذلك مقدمة للمحاکمة، اذاً رب العالمین ینبئکم بما کنتم تعلمون وطبیعي کلما عظم مقام المُنبئ أو المُخبر الانسان عندما یقف امام المنبئ والمُخبر یزداد خجلاً هذا أقل العذاب، یقال الخجل والوجل هذا عذاب نفسي في بعض الحالات اکثر من عذاب البدن ولهذا یقول احدنا في العُرف لیت الارض انشقت بي امام فلان یعني إرتکبت هفوة لا تلیق امام احدهم، اذاً المؤمن کل عمل یعمله في الحیاة الدنیا یحسب حساب الجواب یوم القیامة، اذاً الآیة کما قلنا الالتفات إلی مضمونها من موجبات المراقبة والمحاسبة الشدیدة.
ثم في ختام هذه السورة یا ایها الذین آمنوا خطاب رب العالمین للعبد عندما یقول یا ایها الذین آمنوا المفروض أن یعیش الانسان شیئاً من الفخر إلهي کفی بي عزاً أن تکون لي رباً أو أکون لك عبدا، المهم الانسان عندما یخاطب بیا ایها الذین آمنوا یعیش لذة الخطاب ولهذا قالوا لذة الخطاب ذهبت بالعناء العمل اذاً یا ایها الذین آمنوا ولهذا من المناسب کما هو المطلوب من الانسان ولو في قلبه یقول لبیك یا ربي ماذا ترید مني؟ عادة عبید الدنیا عندما یسمعون المولی ینادیهم یقولون لبیك ماذا ترید؟ اذاً یا ایها الذین آمنوا في الواقع خطاب من الله للعبد یستحق له أن یکون العبد في مرحلة الامتثال.
اذا نودي للصلاة من یوم الجمعة فأسعوا إلی ذکر الله، طبعا نحن مطالبون في السعي في کل الصلوات حافظوا علی الصلوات ولکن خصوص صلاة الجمعة من شعائر الاسلام ولهذا في هذه الصلاة هناك خطبة متناولة لأمور المسلمین هذه صلاة ممیزة، رب العالمین أعفانا عن رکعتين لنستمع إلی کلام المتحدث یذکرنا بقضایا الامة بمشاکل المسلمین یعني رب العالمین ألقی رکعتین خطاب من العبد إلی ربه لیستمع المصلي في یوم الجمعة إلی خطبة الجمعة فأسعوا إلی ذکر الله.
في بالي هکذا یقول بعض العلماء یقول اذا ذهبت إلی الصلوات الواجبة إذهب بطمأنینة لا داعي إلی المشي بالعجلة ولکن في خصوص صلاة یوم الجمعة الآیة تقول فأسعوا إلی ذکر الله یعني علیك بالسعي بالمشي الذي فیه حالة من حالات الاصرار والاهتمام للوصول إلی هذه الصلاة المبارکة.

وفقنا الله وایاکم لئن نکون من عباده المصلین وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.