Search
Close this search box.
  • في رحاب الآيتين: التاسعة والعاشرة من سورة الجمعة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
وصلنا إلی هذه الآیة المبارکة من سورة الجمعة فأسعوا إلی ذکر الله وذروا البیع ذلکم خیر لکم إن کنتم تعلمون، لماذا رب العالمین جعل في مقابل ذکر الله عزوجل ذکر البیع والحال بأن الشراء مطلوب منهي عنه ایضا لکل بیع شراء وهنالك غیر البیع کالإلتهاء بانواع اللهو المتعارفة هذه الایام، رب العالمین اختار البیع لئن الانسان عادة في البیع ینشغل یرید أن یربح ربحاً قمة التشاغل بالدنیا في الحیاة الدنیا هي عملیة البیع، اذاً البیع عینة من عینات الاشتغال والإلتهاء بالحیاة الدنیا، القرآن الکریم یذکر هذه العینة المشغلة اذا کان البیع فیه ربح البیع الذي فیه معاوضة رب العالمین یقول ذروا هذا البیع فکیف بالأباطیل؟ کیف بالمجالس اللاهیة؟ کیف بالمسلسلات التي لا طائل تحتها؟ انسان یفتح دکانه للتجارة للکسب للمعیشة رب العالمین یقول أغلق الحانوت واذهب إلی المسجد، الذي یجلس امام الباطل ألیس بطریق أولی رب العالمین یقول ذروا ذلك الشيء؟ اذاً الذي لا یترك البیع والشراء والأباطیل کأنه في مقام العمل یقول یارب بیعي خیر من ذکرك بیعي خیر من ثوابك هکذا، کم رب العالمین إدخر لك من الأجر في صلاة الجمعة ولکن في مقام العمل تقول هذه الدریهمات خیر لي من جنتك من جزائك.
اخواني اخواتي قبل أن نُکمل الحدیث في هذه السورة المبارکة نحن مشکلتنا لا نفرق بین لسان الحال ولسان المقال تذهب إلی زیارة أحدهم یتبرم من مجیئك يعني لا یرید أن یستقبلك ولکنه یستحي من نظراته من وجناته من تصرفه تعلم أنه أنت ضیف غیر مرغوب فيك یتأذی ویخرج، تقول یا فلان انا ما قلت شیئاً! تقول الکنایة أبلغ من التصریح فعلك یدل علی أنني ضیف ثقیل عندك هذا یسمی في العرف لسان الحال، القرآن الکریم في سورة الفاتحة ماذا نقول؟ ایاك نعبد وایاك نستعین نحن إدعائنا أنه یارب نعبدك حصراً نستعین بك حصراً ولکن في مقام العمل ماذا؟ نستعین بکل احد الا الله عزوجل، الا یقول الشاعر ذلك الفقیه اُرجوزته تلهج في ایاك نستعین وأنت غیر الله تستعین؛ تلهج في کل یوم کم مرة تقول ایاك نعبد؟ بعدد الصلوات الواجبة وأنت في کل موقف کلامك کأنه أنت في مقام العمل تقول شيئاً بخلاف ما تقول، ولهذا أقول من الممکن أن تقول الملائکة إلی متی تکذب علی الله عزوجل؟ ایاك نعبد وایاك نستعین، ولهذا کبار المؤمنین کبار الخاشعین بعد الصلوات یستغرون من صلاتهم إلهي إن کان فیها خلل أو نقص من رکوعها أو سجودها فلا تؤاخذني يعني انا صلیت لك ولکن في الصلاة قلت کلمة لیست اهلاً لها، انا في مقام العمل لست کذلك ولهذا في سورة الجمعة یقول وذروا البیع الذي لا یترك البیع والشراء والإلتهاء والدراسة وأي شيء یعني یقول یارب في مقام العمل انا ما فیه خیر من هذه الصلاة ولکن الله عزوجل یقول ذلکم خیر لکم.
هنا ملاحظة: قد البعض یقول لماذا رب العالمین یستعمل صیغة التفضیل؟ ذلکم خیر لکم یعني خیر من البیع والحال بأنه لا قیاس بین الصلاة والبیع رب العالمین یرید أن یقول هذا خیر وهذا لیس بخیر فلماذا جاء بکلمة الخیر؟ الجواب یقول علماء البلاغة أن صیغة التفضیل لا تُستعل دائماً في القرآن الکریم في مقام التفاضل ومثاله المعروف ربي السجن أحب إلي یوسف علیه السلام ماذا قال؟ قال السجن أحب إلي من الکون في قصر زلیخا طبعا یوسف علیه السلام کان یکره هذا القصر بما فیه من المعصية لیس معنی کلام یوسف أنه اُحب السجن واُحب القصر لا؛ أکره هذا القصر، اذاً کلمة أحب یعني هذا حبیب وهذا بغیض إلی قلبي لیس المقام مقام التفاضل یکن هذا معلوما القرآن کثیراً ما یستعمل هذه الصیغة؛ فإذا قُضیت الصلاة فأنتشروا في الأرض وأبتغوا من فضل الله یعني ترید أن تتکسب؟ نعم تکسب ولکن هذا التکسب اجعله مقترناً بذکر الله عزوجل، هناك ذکر الله ذُکر مرتین في هاتین الآیتین اسعوا إلی ذکر الله یعني الصلاة الواجبة ولکن بعد الفراق من الصلاة یقول واذکروا الله کثیراً یعني في غیر الصلاة حین العمل، الآن خرجت من المسجد ذهبت إلی الجامعة وأنت في الجامعة اُذکر الله کثیراً، خرجت من المسجد دخلت السوق لتتاجر اُذکر الله کثیراً طبعت الذکر الکثیر هنا الذکر الذي یحجزك عن الحرام لا الذکر اللفظي الذي ترتکب معه الحرام هذا الذي نحن مطالبون به بعد صلاة الجمعة.

إلهي بحق اولیائك وبالصالحین من عبادك اجعلنا من عبادك حقاً والذاکرین لك في اللیل والنهار إنك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.