Search
Close this search box.
  • في رحاب الآية الثانية والرابعة من سورة الجمعة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وصلی الله علی سیدنا ونبینا محمد وآله الطیبین الطاهرین
نحن في حیاتنا الدنیا نبحث عن انواع النعم وانواع المتع طبیعة الانسان تمیل إلی ما یریحه إلی ما یوافق مزاجه، طبیعي علی رأس شهوات الدنیا کما ذکر القرآن الکریم زُین للناس حب الشهوات من النساء والبنین والقناطیر المقنطرة من الذهب والفضة إلی آخره ولکن رب العالمین في سورة الجمعة یفتح لنا باب من ابواب التعرف علی فضله ما هو ذلك الفضل؟ یقول ذلك فضل الله یؤتیه من یشاء، اشارة إلی أي شيء؟ اشارة إلی ما ذکره قبل قلیل وهو أن یتزکی الانسان وأن یتعلم الکتاب والحکمة النبي بُعث تالیاً ومزکیاً الذي وصل إلی مرحلة التزکیة ومعرفة الکتاب والحکمة هذا الانسان حقیقتا حاز علی الفضل العظیم ذلك فضل الله، یعني في اللغة العربیة کلمة یشار إلی شيء المتمیز سواء کان متمیزاً سلباً أو ایجاباً؛ ذلك اشارة إلی المقام الرفیع مو هذا، هذا إلی الأمر القریب اما ذلك فضل الله أو ذلك الخزي یُستعمل کلمة ذلك الامرین فذلك يعني هذا المقام العالي ذلك فضل یؤتیه من یشاء وفیه رائحة الحصر إن هناك فضل فهذا هو الفضل قل بفضل الله ورحمته فبرحمته فذلك فلیفرحوا، اذاً اخواني اخواتي في حیاتكم إبحثوا عن هذا الفضل، الفضل الذي لا یبقی لا یُعد فضلاً ممیزاً، هناك مضمون روایة جمیلة في روایات اهل البیت علیهم السلام أنه لو کانت الدنیا ذهباً فانیاً والآخرة کانت خزفاً باقیاً ایهما أفضل الخزف الباقي أو الذهب الفاني؟ لا مضمون الروایة کما قلنا قدمت الآخرة علی الدنیا فکیف والدنیا خزف فان والآخرة ذهب باق؟ اذاً لنجعل اعیننا نفوسنا تطلعاتنا إلی هذا الذي یبقی ذلك فضل الله.
ما هو الفضل؟ قلنا قبل قلیل الفضل هو ویزکیهم قلنا التدبر مهم في کتاب الله عزوجل البعض یقول انا تعبت عمراً اُصلي صلاة اللیل اُصلي اول الوقت کذا أزور الزیارات وما وصلت إلی مقام یُعتد به أقول هو یزکیك أنت ما علیك أنت هيئ الاسباب، في عالم الزراعة اذا بذر الزارع زرعه وسقی بذره علیه أن ینتظر نحن الزارعون، من لم یبذر من لم یسقي زرعه هذا لا یأمل أن یکون منتجاً زارعاً ولکن أنت قم بما علیك ورب العالمین یقول بما علیه فإذاً هو یزکیهم ما ذکر التزکیة المنسوبة إلی العبد ذکر التزکیة المنسوبة إلی نفسه هو الذي یزکیهم، ولهذا اذا رأیت أن هذا الزرع لم ینبت مشولة في بذرتك المشکلة في سقیك المشکلة في انتضام سقیك المشکلة في الدیدان التي في الأرض المشكلة في أنك ما حصدت الزرع الذي نبت قد یکون زرعك جاهز للحصاد ولکنك ما حصدته اذاً اذا لم تُرزق النتیجة والثمرة فأعلم أن هناك خلل في المقدمات المنسوبة إليك اذاً هذا المعنی نجعله علی بالنا.
ما هو الفرق بین یعلمهم الکتاب والحکمة؟ أليس الکتاب هي الحکمة المتجسدة؟ الیست الحکمة في القرآن الکریم؟ لماذا قال ویعلمهم الکتاب والحکمة؟ هنا بحث بین العلماء والمفسرین طبعا في اللغة العربیة العطف بالمترادف أمر ممکن رأيت أسداً هزبراً ممکن کلاهما بمعنی الأسد فإذاً یمکن أن نقول بأن الحکمة هي الکتاب الکریم ولکن الأفضل کما یقولون التغایر أو تأسيس المعاني مقدم علی التأکید، عندما یتکلم المتکلم أن يأتي بکلام مترادف هذا خلاف الاصل، الاصل أن یکون کلاماً جدیداً اذاً الحکمة أمر سوی القرآن الکریم، ما هي هذه الحکمة؟ فُسرت بکلام النبي وسنة النبي الکتاب هو القرآن الکریم والحکمة هي السنة النبویة وبعد النبي العترة الطاهرة، اتفاقا هذه الآیة من الأدلة علی أن العترة مکملة لکتاب الله عزوجل کما أن الحکمة مکملة للکتاب اذاً الکتاب اشارة للقرآن الکریم والحکمة اشارة إلی سنة النبي صلی الله علیه وآله.
البعض یقول بأن المراد بالحکمة هنا الجانب الحکمي من الشریعة، الشریعة فیها عقائد؛ آیات التوحید آیات المعاد الشریعة فیها أحکام جزئیة احکام الطلاق وإلی آخره فیها حکم بلیغة ولهذا في حکم لقمان لیس احکام شرعیة، سورة کاملة بإسم لقمان وإذ قال لقمان کذا وکذا وکذا حتی أن أئمة اهل البیت علی عظمتهم ینقلون حکم لقمان هذا أمر عظیم، عادة الراوي منزلة المروي عنه أعلی من الراوي ولکن المعصوم یذکر حکمة لقمان بل رب العالمین ینقل حکمته، اذاً الجانب الوعظي الحکمي من القرآن الکریم رب العالمین میزه بالقول ویعلمهم الکتاب والحکمة ولهذا علی أحدنا عندنا الآن آیات الاحکام في القرآن الکریم هي مادة للفقیه الآیات التي فیها أحکام شرعیة آیات الوضوء آیات التیمم إلی آخره، ولکن علی المؤمن المتؤمل أن یتدبر في آیات الحِکم آیات الموعظة قصص السالفین قصص الغابرین سلوك الأنبیاء مع غیرهم، رحم الله الشهید الصدر الاول له کتاب المدرسة القرآنیة فیها سنن الأنبیاء السنن التأريخية المقتبسة من کتاب الله عزوجل هذه السنن لا تنخرم لن تجد لسنة الله تبدیلا بعض هذه السنن یوجب تقویة قلب المؤمن في مقارعته للظالمین والکافرین.

جعلنا الله الله وایاکم من المتدبرین في کتابه إنه سمیع مجیب وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.