Search
Close this search box.
  • فخر المؤمن
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
من العناوین المذمومة في الشریعه؛ الفخر المراد بالفخر أن یذکر الانسان مزایا اُسرته قبیلته عشیرته؛ یقول نحن من الاُسرة الفلانیة آبائنا اجدادنا کانوا کذا وکذا وبعض الاوقات الانسان یفتخر بأبيه مباشرة یقول أبي کان کذا وأبي کان کذا طبعا الذي یفتخر بحسبه أو یفتخر بأبيه بقبیلته أو بوالده کأنه یطلب من الناس الاحترام والثناء یعني قدروني لأبي قدروني لعشیرتي قدروني لقومیتي وبعض الاوقات الانسان یفتخر بنفسه انا الذي کذا انا الذي عملت کذا انا صاحب هذه المشاریع انا صاحب هذه الثروة الی آخره کل هذه المفاخر مذمومة في الشریعة وفي بعض التعابیر هناك ذم الآن تعبیر لاذع ما شئت فعبر؛ القرآن الکریم في سورة الجمعة یقول کمثل الحمار یحمل أسفارا في سورة أخری یقول مثله کمثل الکلب، امیرالمؤمنین صلوات الله علیه استعمل هذا التعبیر تأسياً بکتاب الله عزوجل انظروا الی هذه الروایه؛ افتخر رجلان عند امیرالمؤمنین هذا مثلاً الآن ما ذکر وجه الفخر یبدوا انهم یفتخرون بالماضین منهم بالآباء والاجداد والعشیرة فأفتخر رجلان فقال أتفتخران بأجساد بالیة وارواح في النار؟ یبدوا الفخر لعله کان بالجاهلیین منهم انا الذي کان جدي مثلا من کبار الجاهلیة یقول هؤلاء اجسادهم بالیة وارواحهم في النار تفتخر بهؤلاء؟ ثم یقول علی علیه السلام یقول إن لم یکن عقل فإن لك خلقاً بتعبیرنا الیوم عندك ذوق عندك فهم الآن عقل غیر متحقق ولکن لك خُلق الانسان صاحب خُلق وإن کان کافراً الخُلق یقول لیس الفتی کان أبي إن الفتی من یقولها انا ذا؛ أنت اذا کنت بطلاً طبعاً الفخر بنفسك ایضا مذموم وإن لم یکن لك تقوی فإن لك کرماً ایضا یعود الی حُسن السجیه، ثم یقول الامام یعني لا عقل له ولا‌ خُلق له ولا تقوی له ولا کرم له لا دین کما قال الحسین علیه السلام فکونوا أحراراً في دنیاکم؛ الذي لا دین له ولا خُلق له علی علیه السلام امیرالمؤمنین ولي المؤمنین له الحق أن یقول والا فالحمار خیر منك ولست خیر من أحد تفتخر یقول أنت اذا کنت هکذا فهذا الحیوان خیر منك، أراد علی علیه السلام بتعبیرنا أن یکسر رأسه یفتخران فقارنه بهذا الحیوان لکي یخفف من تفاخره، المهم الافتخار والفخر کما قلنا مذموم هذا من موجبات التقاعس رأينا بعض اولاد الأثریاء أو حتی بعض اولاد الوجهاء هؤلاء لا یعملون لا یکدون اعتماداً علی نسبهم وحسبهم ولهذا الروایة عن علی علیه السلام یقول أهلك الناس اثنان خوف الفقر وطلب الفخر؛ خوف الفقر یجعل الانسان متقاعس لا یتقدم في الحیاة لا یستثمر لا یتاجر دائما یخاف من الانتکاسة وطلب الفخر یرید أن یعیش علی الماضي یرید أن یعیش علی العناوین والاوهام هذا انسان طبیعي لا یتقدم.
من موجبات الفخر الریاسة آفة الرئاسة الفخر واقعا المؤمن لو تُرك وشأنه الخمول أحب الیه من الشهرة بعض الناس مثلا یقال أنت معروف في الدواوین معروف في عالم الصحافة یفتخر بذلك ویرتاح أو تعلم أن المجهولیة من النعم! بعض الناس المعروفین عندما یرید أن یصلي رکعتین مثلا في المشاهد لا یمکنه لتکالب الناس علیه وقد یصدف اقبال الناس علیه انا دائما أقول لإخواني اقبال الناس علیك حقیقتاً لا قیمة له لم؟ لئن الناس لا یعلمون عواقب الامور هم اطلعوا علی دیوانك هذا الذي یُقبل علیك یقبلك من رأسك الی قدمك هل یعلم عاقبة أمرك؟ هذا اولا وثانیا هل یعلم باطنك؟ رب العالمین ستار العیوب یا من أظهر الجمیل وستر القبیح الناس یرون صلاتك في المساجد اما في الخلوات ایضا یرون؟ عادة اهل المعاصي یتسترون بالمعاصي اذاً آفة الرئاسة الفخر، الآن إن کان ولابد أن تفتخر طبعا إن کان ولابد؛ الفخر ممنوع في الروایة تقول المفتخر بنفسه أشرف من المفتخر بأبيه طبعا المفتخر علی کل التقادیر مذموم یقول إن کان یعني ولابد من الفخر أنت قدم شیئاً لا تعول علی شرف أبيك فإن هذا لا ینفع في هذا المقام.
کلمة أخیرة أو ما قبل الأخیر من موجبات نفي الفخر والعجب أن یتأمل الانسان في اوله ونهایته عجباً للمختال الفخور وانما خُلق من نطفة ثم یعود جیفة انتم تعرفون النطفة والجیفة کلاهما من النجاسات المذکورة في الرسالة العملیه؛ وهو في ما بین ذلك لا یدري ما یصنع! في عبارات أخری یحمل العذرة ایضا نجاسة ثالثه، الذي یتأمل في واقع أمره هذا یخفف من فخره.
الآن الکلام الاخیر ختامه مسك هذا کله فخر باطل ولکن هنالك فخر حقیقي الانسان المؤمن له فخر ولکن لا بآبائه وأبيه ولا بعشیرته وماله ثلاث هن فخر المؤمن وزینه في الدنیا والآخرة العشائریة القِبلیة هذا کله في الدنیا ولکن فخر المؤمن وزینه في الدنیا والآخرة ثلاثة أمور إن شاءالله کلکم من مصادیقه اولا الصلاة في آخر اللیل غریب هذا صلاة اللیل لا أدري ما هذا الدواء الذي یدخل في کل ترکیبه؟ یبدوا کل الامراض یدخل في ترکیبتها صلاة اللیل، فخر المؤمن اشراف امتي حملة القرآن واصحاب اللیل! الصلاة في آخر اللیل.
والثاني ویأسه مما في أيدي الناس؛ المؤمن عینه علی فضل الله عزوجل قل بفضل الله ورحمته فبذلك فلیفرحوا مضمون الآيه؛ واسئلوا الله من فضله في سورة الجمعة ذلك فضل الله یؤتیه من یشاء قل یارب أنت زدني من فضلك لا تجعل عینك علی ما في أيدي الناس.
والآخر إن شاءالله کلنا لنا هذا الامتیاز لا اقول مجاناً ولکن بحمدالله رُزقنا کلکم رُزقتم هذا الفخر ولکن ایاکم وایاکم أن یسلبها منکم الشیطان قبل الموت ولو بلحظة الآن قیام اللیل لسنا من قیام اللیل کلنا یعني کلنا من اهل قیام اللیل البعض! الیأس مما في أيدي الناس ایضا نحن عندنا طمع في الناس البعض منا ولکن بحمدالله کلکم واجدون لهذا الفخر هنیئاً لکم اُشکروا علی هذه النعمة علی هذا الفخر زینتکم في الدنیا والآخرة ما هو؟ ولایة الامام من آل محمد صلی الله علیه وآله وسلم.

نسئل الله عزوجل بحرمة وآله محمد أن یثبتنا علی ولایتهم وأن لا یسلبنا محبتهم ویرزقنا جوارهم في الدنیا والآخرة والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.