سجدة الشكر

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
امامنا زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه لقبه الممیز أنه سجاد بمعنی کثیر السجود حدیثنا في هذا المختصر حول السجود، السجدة اولا اول عبادة رب العالمین أمر بها الملائکة عندما خلق آدم ما قال ارکعوا قال فقعوا له ساجدین؛ السجود کما تعرفون أعلی درجات التذلل لله عزوجل اشرف مکان في الانسان هو الرأس علی مني بمنزلة رأسي من بدني واشرف مکان في الرأس الناصیة الجبهة ولهذا الانسان اذا أراد أن یذل احداً یأخذ بناصیته وینزله إلی التراب هذا اعلی درجات الذله، الانسان یجعل اشرف موضع من وجوده أي من الرأس علی أذل شيء في الوجود؛ الذلة هنا بمعنی الرخص! الارض اما یابسة أو محیطات الماء طبعا الماء الذي یُشرب لا میاه البحار لها قیمة ولهذا یباع بأسعار؛ اما التراب مقدار من التراب مع مقدار من الماء الذي یُشرب الماء له قیمة أکبر المهم التراب أرخص شيء ولهذا یوم القیامة یقول الکافر یا لیتني کنت تراباً أرخص شيء في العالم.
نرجع ونقول السجود وضع اشرف شيء علی أرخص شيء وهو التراب طبعا هذه حرکة ظاهریة واما الباطن فلا یعلمها الا اولیاء الله، اخواني هناك عبارة في روایات اهل البیت هذه العبارة قل ما یُلتفت الیها وحتی لو قرأنها نمر علیها مروراً عابراً، تقول الروایة مضمون الحدیث لو یعلم المصلي ما یغشاه من جلال الله ما انفتل من صلاته أي ترك الصلاة يعني بقي في المسجد إلی أن یفقد هذه الحالة من الجلال، طبعا قلنا هذه الحالة لیست للجمیع لو یعلم المصلي بعض المصلین لهم هذه الحاله، طبعا هناك حد أدنی من الجلال الالهي يغشى المصلي.
الآن السجود له حالات وله مواضع منها سجود الصلاة قلنا للاخوان لئن کان الانسان ساهیاً في قیامه في رکوعه في تشهده في تسلیمه فلیتقن السجود حین السجود یحاول أن یکون متذکراً، الآن في الرکعة الاولی الثانیة الثالثة کان ساهیا في الرکعة الرابعة یحاول أن یختم صلاته بخیر، الرکعة الأخیرة سجدتان علی فرض سهی في السجدة الاولی یتدارك الموقف، آخر موقف مهم في الصلاة السجدة الأخیرة من الرکعة الأخیرة فلیحاول الانسان أن یتقن هذه السجدة والمؤمنون عادةً تعرفون في السجدة الأخیرة یدعون ربهم یا لطیف ارحم عبدك الضعیف وغیره وفي غیر الجماعة لا بأس الانسان یطیل في هذه السجدة الأخیرة من الرکعة الأخیرة ولا مانع ابداً یقرأ فقرات من دعاء کمیل من دعاء أبي حمزة المهم یختم صلاته بخیر هذه حاله.
ومنها سجود الشکر انسان جالس مع عائلته یتذکر نعمة من نعم الله ینظر إلی وجه ولده یرتاح لذریته لولده لزوجته الآن الولد وُلد قبل سنوات الآن تذکر هذه النعمة یا لها من نعمه یسجد لله شکرا‌ً شکر في ساعة المیلاد عندما یُبشر الولد الآن تذکر أن هذه حقیقتا نمعه، یسجد لله عزوجل طبعا هذا السجود له آثار رب العالمین یبارك في هذا الولد أنت الآن مستمتع بهذا المولود طفل یناغيك وتناغیه تسجد لله شکراً وتقول ربنا هب لنا من أزواجنا هذه دعوة مستجابه.
بعد هذا الحدیث نأخذ جولة سریعة في روایات اهل البیت علیهم السلام؛ اولا المطلوب من المؤمن طبعا المطلوب لا من باب التعمد کأن الوجه وجه مؤمن مطلوب عند الله عزوجل أن یکون فیه آثار السجود سیماهم في وجوههم من أثر السجود طبعا أعوذ بالله من البعض من الممکن لا قدر الله یأتیه الشیطان ویعمل بعض الحیل لیجعل أثر السجود في جبهته هذا أشد الناس خسراناً هذا منافق لا کلام فیه کلام انسان واقعا هکذا یحب السجود بین یدي الله عزوجل یقول الامام صلوات الله وسلامه علیه إني لأکره الرجل أن تکون جبهته جلحاء یعني هکذا صافیة لیس فیه أثر السجود طبعا لعل کنایة والله العالم من قلة اُنس هذا الانسان بالسجود بین یدي الله عزوجل واقعا لو مات الانسان وعلی جبهته آثار السجود وبالفعل بعض المؤمنین یتأذی عندما یری آثار السجود في وجه! یقول یارب انا اُرید أن أعبدك سراً الآن جعلت هذا الأثر في جبهتي الأمر اليك أعذني من العجب، طبعا الامام زین العابدین صلوات الله وسلامه علیه اصلا ملقب بذي الثفنات کان علی مواضع السجود من بدنه آثار کانت هذه الآثار تُقص لخشونتها ویبوستها المهم هذه صفة من صفات المؤمن.
في روایة أخری الشیطان عدوه السجود لأنه اُکل في هذه الحرکة الشیطان اختباره کان اختباراً بسیطاً واقعا هذا اللعین المطرود من رحمة الله عزوجل ما کان ذلك الاختبار الشاق ولکن المتکبر له اختبار شاق عندما یسجد المؤمن الشیطان کأن یتذکر ایام خلقة آدم ماذا یقول؟ یقول قال الشیطان واویلاه، نحن عندما تحصل عندنا مصیبة کارثة نقول واویلاه یقول الشیطان طبعا الروایة هکذا إن العبد اذا طال السجود حیث لا یراه احد الآن امام الناس ممکن فیه شائبة الریاء سجدة سریعة هم قد لا یثیر الشیطان، اذا اطال وفي خلوة اللیل وهنیئاً لمن غلب علیه النوم في صلاة اللیل وهو ساجد جسمه في الأرض وروحه في السماء؛ واویلاه اطاعوا وعصیت وسجدوا وأبيت هذا مطیع وانا عاصي کأنه یعیش الحسره.
روایة أخری أن أقرب ما یکون العبد إلی الله عزوجل وهو ساجد تقول الروایة ادعوا إلی الله لدنیاك وآخرتك هذه فرصة ذهبیة لتدعوا الله عزوجل.
کلمة أخيرة ایضا هذه روایة عن امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه في تفسیر السجدتین؛ الانسان یسجد یرفع رأسه یسجد یرفع رأسه أربعة حرکات ما هي هذه الحرکات الأربع؟ یقول علی علیه السلام معناه منها خلقتني يعني من التراب ورفع رأسك من السجود معناه منها أخرجتني الآن هذا الاخراج هو الاخراج الاول بعد نفخ الصور أو لا أخرجتني من التراب في الحیاة الدنیا، السجدة الثانیة والیها تعیدني منها خلقناکم وفیها نعیدکم ورفع رأسك من السجدة الثانیة ومنها تخرجني تارة أخری اذاً خُلقنا من التراب نعود إلی التراب نرجع إلی التراب رب العالمین فاذا نُفخ في الصور أخرجنا من الاجداث سراعاً هذا ایضا من معاني السجود؛ علی کلٍ المؤمن له حقیقتاً اُنس بالسجدة وهذه کلمة للخواص یقال في عرف الاولیاء الصالحین أن السجود من موجبات الادمان ناس یدمنون علی المسکر وقوم یدمنون علی السجده، اذا ألمت به الغموم والهموم من مروحات القلب ومذهبات الهموم والغموم هذه مجرب عند اهلها أن یسجد بین یدي الله عزوجل وخاصة بعد الفریضة لئن السجدة الصلاتیة فیها مواضع تقید؛ السجدة المسترخیة هذه للبعض، أحدهم کان یقول وهو من عامة الناس لا من العلماء قال لي ذات مرة قلت من یمشي في الطریق یصل یقول بعض الاوقات أحس کأن جبهتي تحتاج إلی السجود کأن هناك نقص کأن هناك وجع ما شئت فعبر هذا لا یسکن الا عندما أضع رأسي علی التراب روحي تسکن؛ هنیئاً لمن کان بهذه المثابة بعض الناس ینام اللیل علی شوق أن یستیقض في نصف اللیل فیسجد هذه السجدة الممتعة.

أذاقنا الله وایاکم حلاوة السجود والعبادة بین یدیه وصلوات علی امامنا زین العابدین وقرة عین الساجدین اللهم ارزقنا زیارته في الدنیا وشفاعته في الآخره إنك علی کل شيء قدیر.