Search
Close this search box.
  • سبل إستنزال الرحمة الإلهية
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

حديثنا الليلة حول الرحمة الألهية هذه الرحمة التي من آثارها كل بركة في هذا الوجود حتى هذه الرياح نشرها برحمته رب العالمين جعل ما في الوجود من آثار رحمته فأنظر الى آثار رحمة الله اذاً الرحمة الألهية من آثارها وجود هذا الكون الفسيح ولولا هذه الرحمة رب العالمين لو عجل للناس العقوبات ما ترك علة ظهرها من دابة القوانين الوضعية الحكومات هكذا من يقترف جربمة يقتص منه ولكن في حكم الله عزوجل في تعامل الله عزوجل مع العباد طالما أمهل وأمهل الى أن يعود العبد والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
بعد هذه المقدمة كيف نستنزل هذه الرحمه؟ هناك رحمة عامة يوم عاشوراء عندما جلس قاتل الحسين عليه السلام ليقترف جريمة التأريخ الكبرى كان يستنشق من هذا الهواء كما الحسين عليه السلام كذلك نعمة الحاذبية نعمة الهواء نعمة الطعام كل هذه إنعكاس للرحمة الرحمانية ولكن الكلام الليلة في الرحمة الرحيمية كيف نستنزل الرحمة الخاصة؟ في روايات اهل البيت وخصوصا في كلمات اميرالمؤمنين ذكر لموجبات نزول الرحمة كلمة تستنزل الرحمة كأن الرحمة هكذا واقفة سمعنا هذه الايام العلم الحديث وصل الى درجة السحب غير الماطرة يرشون عليها مادة تجعل هذا السحاب تمطر يعني بهذه المادة يستنزلون المطر اذاً الرحمة كالسحابة قد تكون غير ماكرة كيف نستنزلها؟ اولا بالذكر بذكر الله تستنزل الرحمة وبمقدار ما تذكر تستنزل عندما تذهب السوق بمقدار ما في جيبك من المال تشتري البضاعة بمقدار رأس مالك من الذكر تستنزل الرحمة ولهذا أمرنا بالذكر الكثير لإستنزال هذه الرحمه.
بالعفو تُستنزل الرحمة الجواب واحد الشرط متعدد أعني المبتدأ متعدد الخبر واحد بالعفو تستنزل الرحمة انسان ممتلئ غيضاً رأى ما يثير غضبه وله القدرة على المعاقبة كالخادم هذه الايام بين أيدينا المؤمن عندما يكظم غيظه وهو قادر على أنفاذه مرة شرطي يغضب على الضابط لا حول له صبره كتمانه للغيظ ليس مهم الضابط اذا كظم غيظه على الشرطي هذا عفو مستنزل بالرحمة ايضا ببذل الرحمة تستنزل الرحمة قلنا العفو قلنا الرحمة العفو مقابل الخطأ ولكن الرحمة هنا مبتدأة رحمة الضعفاء تستنزل الرحمة وهكذا.
رأيت رواية طريفة في هذا المجال ايضا في غرر الحكم فدته نفوسنا اميرالمؤمنين حقيقتاً لو ثنيت له الوسادة وما شغلوه بالحروب بالنهروان وصفين والجمل وغيره كم وصل الينا من التراث هذه في عهدة من شغلوا علياً ايام حكومته اميرالمؤمنين ايضا يذكر من موجبات الرحمة لا الرحمة الفعلية لا العفو عند المقدرة لا بالذكر فقط حالة قلبية أنت الفقير إستنزل الرحمة لا ببذل المال بأي شيء؟ أبلغ ما تستدر به الرحمة أن تضمر لجميع الناس الرحمة إجعل في قلبك نية الخير الذي يقول يارب انا مستعد لقضاء حوائج الناس إن راجعني أحد هذه النية تستنزل به الرحمة اذاً الذي في قلبه حب الرحمة هذا قريب من رحمة الله عزوجل.
من موجبات نزول الرحمة الغامرة الآن الرواية لم تقل الرحمة الغامرة ولكن تخيل كن معي في الخيال انسان يساعد فقيراً تنزل عليه الرحمة انسان يضمر رحمة تنزل عليه الرحمة فكيف بمن أوذي في الله دخل السجن وعذب في السجن أهين في السجن لأي شيء؟ لأنه كان داعياً الى الله هذه أي رحمة تنزل عليه الله اعلم بعد هذه المقدمة نطبقها على رواية اتفاقا هذه الرواية مروية عمن تحلم ظلمات السجون وظلم المطامير ذي الساق المرضوض بحلق القيود امامنا موسى بن جعفر والامام وكأنه بطرف خفي يريد أن يشير الى نفسه يقول ما ظنك بالرئوف الرحيم الذي يتودد الى من يؤذيه بأوليائه؟ انسان يؤذي اولياء الله ورب العالمين لم يقطع عنه الرحمة لم يقل للهواء مثلا لا تدخل جوف هذا الأنسان رحمته غامرة يتودد الينا ونتبغض اليه يقول امامنا الكاظم فكيف بمن يؤذى فيه؟ المؤذي تشمله الرحمة فكيف بمن أوذي في الله عزوجل؟ وما ظنك بالتواب الرحيم الذي يتوب على من يعاديه فترة من العمر الانسان يعادي الله بفعله العاصي يعادي الله بفعله ورب العالمين يتوب عليه فكيف بمن يترضاه ويختار عداوة الخلف فيه؟ المعادي تشمله الرحمة فكيف بمن يعاديه الغير في الله؟ لأنه آمر بالمعروف صار له اعداء ويؤذونه هذا الانسان الذي يتأذى من وراء ذلك كم الرحمة تشمله ولهذا اذا مرت فترة من حياتك أوذيت في الله الآن لا بالضرورة تدخل السجن بعض الأرحام يأخذ منك موقفاً يؤذيك مثلا لأنك نهيته عن المنكر زميل في العمل منعته من الرشوة من عملية غير شرعية يعاديك يقول أنت قطعت علي مثلا مالاً وربحاً أنت ما قمت بخطأ نهيته عن المنكر ويتفق أن بعض المسئولين في العمل يطرد هذا الموظف المؤمن لأنه وقف أمامه في المنكر هذا الذي ضيق في رزقه لأمره بالمعروف كم تشمله الرحمة الألهيه.
اناةما رأيت هذه الرواية في كتب الخاصة رأيته في كتب العامة رواية مؤثرة ولا أستبعد صدورها قدم على النبي بسبي عندما يسبى قوم في زمان رسول الله يأتي السبي فيهم المرأة فيهم الطفل فيهم الكبير ثم النبي يتصرف يعفوا عمن يشاء واذا بصبي ألصق بيطنها طفلاً وهي ترضعه في هذا السبي امرأة ترضع طفلاً صبياً صغيراً فقال النبي أترون هذه طارحة ولدها في النار في السبي مشغولة على كل حال في عناء في ضيق ساعة الأرضاع لم تهمل هذا الرضيع قلنا لا يعقل هذه الأم بهذا الحنان تطرح الولد في النار هنا النبي أستقل الموقف النبي الأكرم كان ينصح الصحابة من خلال المواقف فقال الله أرحم بعباده من هذه بولدها امرأة وهي مسبية لا تنسى هذا الرضيع فكيف برب العالمين.
أختمها بكلمة لأمامنا زين العابدين عليه السلام ودعاء له قال ليس العجب ممن نجى كيف نجى مطابق للرحمة واما العجب ممن هلك كيف هلك مع سعة رحمة الله يعني كم أنت شقي أعني اهل النار كم من الأشقياء الذين فاتتهم هذه الرحمة الألهية، قلنا دعاء نختمها بدعاء امامنا زين العابدين عليه السلام كان يناجي ربه ولا أستبعد أن هذه المناجات صدرت منه وهو في السبي والأغلال على عنقه! كان يقول يا من هو أبر بي من الوالد الشفيق وأقرب الي من الصاحب اللزيق أو الرفيق أقرب من صاحبي وأبر بي من والدي أنت موضع أنسي في الخلوة إن أوحشني المكان ولفظتني الأوطان كثيرا ما يتفق في الخلوات لا نجد من يرحمنا يؤنسا الشاب في بلاد الغربة من يؤنسه؟ هنيئا لشاب في بلاد الغرب في جوف الليل يناجي ربه بهذه المناجات يا خير من خلى به وحيد.

إلهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك أرحمنا رحمة واسعة اللهم أدخلنا الجنة التي حشوها البركة وعمارها الملائكة وابلغ سلامنا الى امام زماننا واردد علينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.