زكريا (ع) والدعاء بالذرية

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا حول الأنبیاء نتناول هذه اللیلة نبياً ورد ذکره اکثر من سورة في سورة آل عمران في سورة الأنبیاء في سورة مریم هذا النبي له من المزایا ما له، اولا رب العالمین وهب له نبیاً عظیما وهو یحیی حدیثنا عن نبي الله زکریا هذا النبي الذي رب العالمین جعله کفیلا لوالدة المسیح عادة في حیاة الأنبياء والنبوات قل ما رأینا هذه الظاهرة نبي طبعا نحن عادة قلنا کثیرا لا یرجح ولا یصلح التماس القریب بین الجنسین رجل یتکفل امرأة اجنبیة هذا أمر غیر معهود، الشریعة هکذا تجعل حدوداً بین الرجل والمرأة اذا سألتموهن متاعاً فاسئلوهن من وراء حجاب أن لا یتکلم الانسان زیادة عن اللازم والی آخره الی درجة یذکرون أن الرجل لا یجلس في موضع جلست علیه امرأة لئلا تنتقل الی جسمه حرارة بدنها، مع هذه التحفظات نری بأن رب العالمین اوکل الی زکریا أن یکون کفیلا لهذة المرأة المقدسة الی درجة قیل أنه اُتهم في أمر مریم هکذا روایة تُنقل أن القوم اتهموه بهذه التهمة ما هذا النبي له علاقة کفالة مع امرأة کمریم وقیل أنه هذا کان سبباً في أن قُتل زکریا، هناك روایات أن هذا النبي کولده یحیی قُتل وسيأتي الحدیث عن ذلك! اذاً اولا وزکریا اذ نادی ربه رب لا تذرني فردا وأنت خیر الوارثین؛ بعض الناس الآن ابتلاء الله یبتلی بعدم الانجاب بعدم الذریة وتراه لا یدعوا في هذا المجال لیتأسى بنبي الله زکریا الذریة من بعد الانسان حقیقتا امتداد له صدقة جارية لا الولد وانما ولد الولد وحفید الانسان الی یوم القیامة يأتي انسان یوم القیامة وله من الاجور کجبال تهامة مثلا یقولون هذا صدقتك الجاریة أي اولادك الطیبین وهنیئا لمن کان نسله الی یوم القیامة نسلاً مبارکاً متمیزاً، رب لا تذرني فردا وأنت خیر الوارثین متی دعی زکریا هذا الدعاء؟ اشتعل الرأس شیبا زوجته امرأة لا تحمل فأستجبنا له ووهبنا له یحیی واصلحنا له زوجه لعل المراد رب العالمین ارجع لها خاصیة الحمل کانت یائسة من أن تحمل ویبدوا أن هذا الطلب للذریة صار بعد أن رأى زکریاء ما رأى من مریم کلما دخل علیها زکریا المحراب وجد عندها رزقا قال یا مریم انی لكِ هذا؟ قالت هو من عند الله هذه التفاحة مثلا لیست من شجر التفاح لیست من ارض فلسطین ومن بلاد الشام هذه الثمرة من الله عزوجل ولم تکن القضیة اتفاقیة یوم یومین مثلا کلما دخل علیها زکریا المحراب وجد عندها رزقا.
زکریا طلب من الله عزوجل أن یهب له ذریة وکان شیخاً فانیاً وامرأة عاقراً کان یصلي في المحراب وهنا ایضا أمر لطیف مریم علیها السلام في المحراب یأتیها الرزق ویقال أن فاکهة الصیف کانت تأتیها شتاء والعکس رب العالمین عامل زکریا علیه السلام بمثل ما عامل مریم علیها السلام لتطیب نفسه ونادته الملائکة وهو قائم یصلي في المحراب! مریم علی عظمتها کان یأتیها الطعام رزقا ولکن زکریا في المحراب جائه خبر ولده یحیی فرق بین الرزق المأکول وبین یحیی هذا النبي الذي لم یجعل له الله سمیاً من قبل وهو قائم یصلي في المحراب أن الله یبشرك بغلام اسمه یحیی اذاً مریم في المحراب تأتیها البشارة وزکریا جائته البشاره، هکذا یقولون في التفاسیر طبعا هو سمع نداءً في المحراب اراد أن تطمئن نفسه أن هذا النداء نداء الهي فجاء الجواب آیتك أن لا تکلم الناس ما معنی أن لا تکلم الناس ثلاثة ایام؟ یعني لسانك ینعقد هذا اللسان یعتقل یقولون فلان في حال الاحتضار اعتقل لسانه أي لسانه لم یتحرك زکریا في هذه الایام الثلاث اعتقل لسانه وکان یکلم الناس لا یکلم الناس الا رمزا کیف الابکم یتکلم بالرموز زکریا هذه الایام صار کالبکم یکلم الناس رمزا، خرج علی قومه من المحراب وکان یشیر الیهم أن سبحوا بکرة وعشیا حتی في حال اعتقال اللسان هذا النبي العظیم ما ترك الامر بالمعروف أو قل الامر بالمعروف وانما الدعوة الی الله عزوجل سبحوا بکرة وعشیا.
الآن لماذا رب العالمین جعل علامة الاستجابة اعتقال اللسان لماذا لم یجعل له آیة أخری؟ الله العالم کأن الله عزوجل اراد لهذا النبي أن یکون حدیثه معه طبعا الحدیث مع الرب مناجات القلب حتی الابکم بامکانه أن يناجي ربه زکریا في هذه الایام الثلاث لم یکلم مخلوقا وانما کانت مناجاته مع رب العالمین وهنیئا لهذا النبي العظیم ختمت له بالشهاده! یبدوا أن الشهادة منیة الأنبیاء جمیعا، امامنا الصادق علیه السلام اخبار الأنبیاء نأخذها من النبي وآله؛ زکریا الآن یبدوا کان هاربا من قومه یتبعونه لیقتلوه هرب فالتجأ الی شجرة فأنفرجت له بإذن الله عزوجل هذه الشجرة انفتحت دخل زکریا في جوف الشجرة فطلبوه فلم یجدوه هنا ابلیس اللعین قام بدوره یُفهم من بعض القصص حتی في زمان النبي بعض المؤامرات الکبری کان ورائها ابلیس؛ ابلیس یبدوا في بعض الحالات یتمثل علی شکل بشر بعض المقترحات الجنهمیة الابلیسیة لا یستبعد أن یتمثل علی شکل انسان ویتکلم ولعل من ذلك عندما حرك قریش لیهجموا علی النبي هجوم رجل واحد في لیلة المبیت، اتاهم ابلیس فدلهم علیه قال أن زکریا في جوف هذه الشجرة وکانوا یعبدن تلك الشجرة فقالوا لا نقطعها هذا الهنا کیف نقطع الاله؟ علی کل حال ابلیس لا ییأس هذا دأبه یصر في ما یرید فلم یزل بهم یقول اقطعوا الشجرة اقطعوا من الوسط وهو یعلم أن نبي الله زکریا في تلك الشجرة یقول امامنا الصادق علیه السلام فلم یزل یهم حتی شقوها وشقوا زکریا قطعوا زکریا وهو في داخل الشجرة وهذه الروایة ایضا منقولة عن النبي فنشروه بالمنشار هذه عاقبة الأنبیاء طبعا ولده یحیی قُطع رأسه واهدي الی بغي من بغایا بني اسرائیل ذلك الملك عندما تأذت البغیة من یحیی طلب جائزة علی الوصال أن یقتل یحیی الاب والولد کلاهما قتلا في سبیل الله عزوجل نحن عندما نشبه یحیی بالحسین علیه السلام في قطع الرأس ایضا یمکن أن نشبه امیرالمؤمنین أو قل زکریا بأمیرالمؤمنین علیه السلام الوالد والولد کلاهما قتلا في سبیل الله عزوجل.

اللهم بارك لنا في ما رزقتنا اللهم اجعل عواقب امرنا خیرا اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك کما رزقته الاولیاء من عبادك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.