Search
Close this search box.
  • رب اشرح لي صدري
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

حدیثنا لازال حول نبي الله موسی کلیم الله علیه السلام عندما امره الله عزوجل للذهاب الی فرعون عندما طغی قال رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل والعقدة من لساني یفقهو قولي واجعلي وزیرا من اهلي هارون اخي هذه مطالب سألها موسی علیه السلام من رب العالمین اولا رب اشرح لي صدري بعض الناس صدورهم ضیقة بعض الناس صدورهم منشرحة الآن ما معنی شرح الصدر؟ طبعا هذا المعنی معنی واسع ولکن نذکر له مصداقین اولاً شرح الصدر ذلك الصدر الذي یتلقی المعارف والحکم انسان صدره کالجهاز الذي بجیوبنا هذه الایام هناك جهاز مغلق هناك جهاز معطوب هناك جهاز لا رصید له المهم لا یتلقی المکالمات، وهنالك صدر منشرح یتلقی الحكمة وقد ذکرنا مثال ذلك لقمان الحکیم ما کان نبیاً ولکن الله عزوجل شرح صدره ولهذا نحن في بعض الآیات فیها طلب لشرح الصدر ومن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للاسلام اذاً هذا شرح الصدر.
من مصادیق ومن آثار شرح الصدر قوة التحمل بعض الناس صدورهم کالفنجانى الصغیرة الفنجانة تنفخ فیها فیحدث امواجاً اما البحر تنفخ فیه لا اثر لذلك ترمي فیها الصخور البحر لا یتحرك المؤمن قلبه لا اقول کالبحر ولکن علی الاقل کالحوض الکبیر هذه الحجارة الصغیرة لا تحرکة الحجارة الکبیرة قد تغلب مزاجه ولکن کلمة من زوجته کلمة من فلان کلمة من شریك هذه الکلمات لا تؤثر في مزاجه صدره منشرح ولهذا رب العالمین عندما ارسل موسی الی فرعون موسی علیه السلام یقول رب اشرح لي صدري انتم تعرفون فرعون کلامه مزعج انا ربکم الاعلی یقتل الرجال یستحيي النساء یحتاج الی شرح الصدر واتفاقا رب العالمین أمر وموسی وهارون فقولا قولاً لیناً القول اللین لمن؟ لفرعون! ورب العالمین یعلم أن هذا القول اللین سوف لن یؤثر في فرعون ولکن هذا الدرس الانسان علیه بالوظیفة یلین قوله للمؤمنین أثر أو لم یؤثر ویسر لي امري، احد المؤمنین له مشاریع کثیرة مشاریع صالحة راجحة سئلنا في یوم من الایام وهو من العلماء قلنا له یا فلان ما هي علامة قبول هذه المشاریع؟ مشاریع کثیرة هل رأيت علامة للقبول؟ اجاب جواباً جیدا لعل هذا الجواب یؤخذ من هذه الآیة یقول نفس أن المشروع یمشي یُیسر طبعا المشاریع الالهية الدینیة هذه علامة الامضاء انسان یرید أن يبني له مسجداً تتوفر له قسیمة سریعة موافقة رسمیة هو یبني متبرعون یبنون واذا بفترة قصیرة قام البناء اذاً تیسیر الامر هذا طلب نطلبه من الله عزوجل بعض الناس یعترفون یقول کلما نذهب یمیناً وشمالاً نری الابواب مغفلة اذاً سل الله عزوجل تیسیر الامر واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي هل کان هنالك خلل في لسان موسی؟ هکذا ینقل أنه عندما شك فیه فرعون أن هذا هو الذي سیغلب حکومته کأنه اضمر في قلبه سوءاً فقیل له هذا طفل بريء کأنه تشبه بلحیة فرعون لما کان صغیرا فاُحضر له جمرة وشيء یقابل الجمرة کالتمرة مثلا طبیعي أن یمد یده لخلاف الجمرة هکذا اما جبرئيل أو بتسدید من الله عزوجل هکذا ینقل اخذ الجمرة ووضعها في فمه فصار فیه ما فیه لسانه کان فیه شيء علی حال من العقدة ولکن البعض یرد هذا القول یقول الأنبیاء منزهون عن العیوب نبي فیه عیب في النطق هذا لا یناسب مقام النبوة واذاً واحلل العقدة من لساني یعني اجعل کلامي واضحا یفقهو قولي وبعبارة اخری اجعل البرکة البلاغة في کلامي هذا ایضا طلب من الطلب، واجعل لي وزیرا من اخي هارون اخي؛ الملفت في هذه الآیات حقیقتا قصة موسی علیه السلام ذکرنا من اکثر الأنبياء ذکراً من القرآن الکریم یقول بعد هذه المقدمات اجعل لي وزیرا من اهلي هارون من اخي اشدد به ازري واشرکه في امري ماذا یرید موسی علیه السلام؟ یرید حکومه؟ یرید انقلاب عسکري علی فرعون؟ هذا لیس هو الهدف هذه آثار کي نسبحك کثیرا ونذکرك کثیرا، یارب نرید أن نذکرك نرید أن نکون من الذاکرین الآن الذي یذکر الله عزوجل یعمل بما یریده رب العالمین سواء عبادة في صومعة في مسجد أو مقارعة لفرعون هذا تکلیف وهذا تکلیف الذي یعبد الله عزوجل حق العبادة یبحث عن التکلیف لا عن راحة نفسه موسی لو تُرك وشأنه جلس في خلوة في وادي الطور في المکان الذي قیل انا ربك اني انا الله لو کان الامر بید موسی ما ترك ذلك الوادي المقدس! وأي حدیث احلی من حدیث رب العالمین ترك الوادي لیقارع الظالمین المؤمن عینه علی التکلیف قال قد اُوتیت سُئلك یا موسی! کل هذه الطلبات استجیبت بحقك المؤمن یصل الی درجة من الدرجات رب العالمین لا یرد له طلبة وهکذا یفعل بعباده الصالحین.

اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر اللهم لا تفرق بیننا وبین محمد وآله طرفة عین ابدا یا خفي الالطاف نجنا برحمتك مما نحذر ونخاف والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.