خصائص الملائكة

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من الصفات الأساسية في المؤمن أنه دقیق المراقبة لقوله وفعله حتی نظره لا أعني النظر الحرام هذا مفروغ منه المؤمن في حرکته التکاملیة یصل الی درجة غض الحرام عنده من أبسط الأمور ترك الحرام عموماً بالنسبة للمؤمن في مرحلة عالیة من الأيمان کترکه للخبائث من المأکول وغیره رأيت انساناً ینصح انساناً ایاك وأن تأکل الحشرة مثلا؟ الحشرة القاذورة الطعام النتن اللحم الفاسد الانسان اصلا لا یمیل الیه کما أن الکافر لا یمکن أن يأكل لحماً نتناً المؤمن لا یمکن أن يأكل لحماً حراماً وإن کان في أشهى الأطباق طبعه لا یمیل بعض النساء حتی بعض الرجال عندما یری منظراً مغززاً حیواناً بشعاً لا ینظر الیه المؤمن یصل الی درجة النظر الی الحرام کالنظر الی الحیوان الموحش اصلا لا میل له باطنه لا یستسیقه کل هذه مقدمة لأمر؛ المؤمن کما یراقب فضول النظر یراقب فضول القول کلامنا اللیلة حول هذه المسألة الکلام الحرام مفروغ منه الغیبة البهتان النمیمة الفحش الهتك التحقیر کل هذه من الأمور المتعلقة باللسان وهي أو غالبها من المحرمات یصل المؤمن الی درجة حتی أنه يترك فضول القول ومنه التملق وصلنا الی بخث التملق کل هذه مقدمات للتملق؛ من المتملق؟ ذلك الانسان الذي یمدح الغیر لغرض دینوي ویا لیته یمدح بما هو فیه یبالغ فيه لیأخذ منه الدنیا القصائد المعروفة في مدح السلاطین في مدح أمراء الجور قدیماً وحدیثاً الدواوین تعج بهذه القصائد والمشکلة أن البعض یغتني هذه الکتب یَدرسها ویُدرِسها ما لنا وأباطیل الشعراء في کل وادٍ یهیمون خذ من الشعر ما ینفعك شعر الباطل شعر الجاهلیة وغیر ذلك الا اللهم مقدمة لإتقان اللغة والا تملق الجاهلیین وتملق اهل الدنیا لا قیمة له، امیرالمؤمنين یحذرنا من التملق ایاك والملق فإن الملق لیس من خلائق الأيمان کثرة الثناء ملق یحدث الزهو ویدني من الغرة أنت الآن تمدحه مدحاً تملقیاً الطرف المقابل یصدق أنه وصل الی مرتبه، أنت تصبح حقیراً بتملقك والطرف الآخر یصبح متکبراً بتملقك هذا التملق أمر واحد فیك یوجب الحقارة وفي الطرف الآخر یوجب الکبر والغرور ما لك وهذا الأمر؟ واللطیف أو الملفت أن الناس یمیزون بین المادح والمتملق نعم مؤمن تری فیه صفة إیمانیة تمدحه لزیادة الخیر هو مثلا بنی مسجداً في بلد بعید لم یذهب الیه أنت ذهبت ورأيت تقول یا فلان هنیئا لك المسجد الذي بنیته کذا صار الیتیم الذي تکفلته انا رأيته صار شاباً بالغاً مؤمناً بارك الله فيك هنيئا لك أجرى الله الخیر علی یدیك کل هذا الثناء مقدمة للعمل الصالح اذاً لا نقول بأن المدح مطلقاً ممنوع منهي عنه المدح اذا کان لزیادة الخیر هذا أمر إلهي والا هذا أمر لا یحمد عقباه، انما یحبك من لا یتملقك التملق کما قلنا قبل قلیل یورث العجب والغروز ویثني علیك من لا یسمعك اتفاقا هذه صفة جيدة إمدح المؤمن في غیبته مدحك هذا یرفع شأنه عالم في بلد لا یُعرف قدره امدح العالم لأن هذا المدح یوجب ألتفاف الناس حوله مؤمن یُهان یُحتقر أنت عندما تمدحه في غیبته تمنع عنه الهتك والأحتقار هذا عمل قربي ولکن في روایات اهل البیت هناك استثناء واحد یقول هذا التملق یحسن في مورد یعني تبالغ في المدح تتقرب تتودد حتی لو أوجب شیئا من الذلة هل هذا راجح في موضع؛ لیس من اخلاق المؤمن التملق ولا الحسد الا في طلب العلم في طلب العلم اذا ذهبت للاستاد الغدیر ولم یقبل أن یدرسك مثلا تملق له تودد تواضع قبل یدیه کل هذا مقدمة لطلب العلم طبعا الحسد هنا قد یراد به المنافسة في الخیر أو الغبطة علی کلٍ اذا صار هذا المعنی في طلب العلم النتیجة قد تکون نتیجة مبارکه.
کلمة أخيرة تملق الانسان لنظیره منهي عنه طوبی لمن تملق بین یدي ربه طوبی لمن تودد الی ربه طوبی لمن ذرف دمعة في مناجاته لربه ثلاثة یحبهم الله الروایة منسوبة عن النبي الأکرم نذکر عینة اما الذین یحبهم الله فقوم ساروا لیلیتهم حتی اذا کان النوم أحب الی أحدهم مما یُعبد به نزلوا فوضعوا رئوسهم فقام یتملقني ویتلوا آیاتي القوم في سفر أخذهم تعب السفر ناموا من شدة الأرهاق والتعب ولکن أحدهم قام من فراشه یتملقني ویتلوا آیاتي هذا اُحبه طبعا المحبة هنا مقدمة للنظرة الکریمه، والمتملق المتذلل بین یدي الله عزوجل یعطیه رب العالمین عزة لا نظیر لها من أراد عزاً بلا عشیرة وهیبة بلا سلطان فلیخرج من ذل معصیة الله الی عز طاعته ولهذا تری المؤمن مهاباً مرمع التقلید یدخل علی قوم لا خدم ولا حشم ولیس له تیجان الملوك ولکن الکل یطأطئ برأسه هذه هیبة الأيمان اذاً لا تحتاج الی متملق یرفع قدرك صانع وجهاً واحداً یکفیك الوجود، هنیئا لمن صار عبداً له فأورثه عزاً بلا سلطان.

اللهم انا نسألك بحق اولیائك أن تبارك لنا في أعمارنا لا تجعل للشیطان علینا سبیلا نعوذ بك من همزه ولمزه وکیده ووسوسته ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.