Search
Close this search box.
  • تأملات في سورة النصر 1
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
علی مائدة جدیدة من موائد القرآن الکریم وهي سورة النصر هذه السوره في الجزء الثلاثین فیها بیان نعمة من نعم الله عزوجل علی النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم، في هذه السور القصیرة فیها ذکر النعم الإلهية علی النبي الأعظم في هذه السورة ذکر النصر في سورة الإنشراح ذکر نعمة شرح الصدر في سورة الکوثر اعطائه الخیر الکثیر في سورة الضحی ایضا بیان لبعض النعم في سورة القدر بیان نعمة إنزال القرآن الکریم وهکذا، هذه السور القصیرة فیها ذکر لنعم الله عزوجل علی النبي المصطفی.
طبعاً النعم المتوجهة للنبي تسري للأمة ایضاً صحیح فتح مکة منتسب للنبي جائه النصر ولکن الأمة إنتفعت، الکوثر المفسر بالزهراء علیها السلام برکاتها شملت الأمة جمیعا وهکذا شرح الصدر وإنزال القرآن الکریم؛ اذاً النعم متوجة إلی النبي اولا وإلی الأمة ثانیاً ولهذا أن یشکر الله عزجل کل مؤمن علی هذه النعم.
اذا جاء نصر الله والفتح؛ ما معنی اذا جاء نصر؟ هنا نکتة قرآنیة جمیلة، نحن نشتاق إلی النصر یعني العسکر الجیش عندما یقاتل هو یسعی إلی النصر هکذا کالزوج یسعی إلی عروسته مثلاً، الانسان المؤمن یوم القیامة یبحث عن الجنة؛ جنة المأوی! ولکن الله عزوجل إکراماً للمؤمن یقول واُزلفت الجنة للمتقین؛ رأیتم عروسةً تتزلف إلی زوجها امام الناس؟ هذا غیر متعارف؛ المرأة مقامها مقام الدلال الرجل یتقدم الیها ولکن المرأة اذا رأت الزوج ممیزاً جداً العروسة تُزف الیه خلاف المتعارف؛ الجنة تُزف إلی المؤمنین خلاف المتعارف وهنا النصر یُزف للمؤمنین خلاف المتعارف، یعني النبي ومن معه في فتح مکة رغم أنهم مشتاقون إلی النصر النصر جاء الیهم؛ اذا جاء نصر الله والفتح.
ما الفرق بین النصر والفتح؟ لماذا رب العالمین عطف الفتح علی النصر؟ الجواب هکذا قد یقال طبعا هنا نقول دائماً وابداً بالنسبة إلی القرآن نقول هکذا نفهم لا تقل رب العالمین هکذا یرید! الا الروایة؛ المعصوم له الحق أن یقال هذا مراد الله عزوجل نحن نحوم حول الآیة نقول هکذا نفهم النصر یغایر الفتح، الانسان قد ینتصر في المعرکة ولکن لا یقضي علی العدو تماماً العدو یهجم من زاویة أخری کما وقع في المدینة؛ رب العالمین نصرهم ببدر ولکن في معركة أحد وقعت الهزیمة اذاً في معرکة بدر جاء النصر ولم یأتي الفتح، متی جاء الفتح؟ عندما فُتحت مکة وسُمي هذا الفتح بفتح الفتوح لئن في فتح مکة النبي قضی علی الأصنام قضی علی الجاهلیة إنتهت هذه المرحلة المظلمة من تأريخ البشریة ولکن في بدر القوم رجعوا إلی مکة وبقي الکفر والجاهلیة، اذاً رب العالمین في فتح مکة رزق المؤمنین فتحاً لا نصراً فقط طبعا کل نصر فتح ولیس کل فتح نصراً.
ورأيت الناس یدخلون في دین الله أفواجا؛ أن تدخل جماعة في دین الله أفواجا هذه نعمة یُعتد بها أن يأتي انسان یُسلم في مکان ما یأتي مسلم في زاویة النعمة الکبری أن تدخل الناس الدین أفواجاً؛ وبعبارة أخری رب العالمین یُحب الفوج المؤمن المسلم؛ ولهذا عندما تذهب إلی الحج هناك لافتی مکتوبة تفویج الحجاج؛ الحجاج یذهبون إلی الحج أفواجاً، في صلاة العید المؤمنون إلی المصلی أفواجاً هذه الهیئة یحبها الله عزوجل ولهذا کل من کان في أفواج المؤمنین هذا المنظر یُثیر العرش، بالمقابل اذا قام انسان بعمل یُخرج الناس من دین الله أفواجا؛ انسان یؤسس مذهباً باطلاً مذهباً منحرفاً الناس تخرج من دین الله أفواجا هذا الانسان یوم القیامة أي عذاب یُعذب علی رأس جماعة من المفسدین؟ ولهذا الروایة منقولة عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله: إن الناس دخلوا في دین الله أفواحا في فتح مکة وسیخرجون منه أفواجا هکذا في آخر الزمان الحرکات الإلحادیة الحرکات الإنحرافیة تارة بالشبهات وتارة بالشهوات؛ المهم هذا المنظر مما یعز علی النبي صلی الله علیه وآله.
کذلك من موجبات من الأمور التي نتأملها في هذه السورة المبارکة ورأيت الناس یدخلون في دین الله أفواجا؛ من یدخل في دین الله هؤلاء حقیقتا من البشر خلافهم من البهائم، الامام المجتبی علیه السلام في روایة ملفتة منقولة في الکافي یقول نحن الناس یعني غیرنا لا یُعد من ضمن البشر! من البهائم، المسلم ما دام مؤمناً بالله ورسوله ولا ینصب العداء لأهل الببت هذا ینطبق علیه وصف الاسلام، اذاً ورأيت الناس یدخلون في دین الله أفواجا هؤلاء خارجون عن دائرة البهائم وأشیاعنا أشباه الناس وأعدائنا النسناس في مقابل الناس؛ اذاً هذه بعض الدروس والعبر المستفادة من هذه السورة المبارکة.

إلهي بفاطمة وابيها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر اجعلنا من خیار أنصار وأعوانه والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.