Search
Close this search box.
  • تأملات في سورة الفلق 2
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
لازلنا علی مائدة من موائد القرآن الکریم متمثلة في سورة الفلق الذي نعوذ بها أنفسنا وأبنائنا ولکن التدبر في مضامینها أمر لازم، في هذه السورة عبارة تثیر التسائل قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق؛ هنا سئوال یطرح نفسه رب العالمین کیف ینسب الشر إلی ما خلقه؟ رب العالمین حکیم رحمن رحیم ودود هذه صفات اللطف کیف یخلق شیئا فیه شر؟ انسان یفتح معهداً مدرسة جامعة یتخرج منها بعض الشریرین مثلا من له شرٌ هذا کیف یلیق بمقام الحکمة الربوبیة؟ الجواب علی هذا السئوال طبعا مسألة الشرور في الوجود بحث فلسفيٌ مفصل ولکن اشارة عابرة سریعة؛ الشر یأتي من جهتین في عالم الخلقة الشر اما له عقل کالبشر ومما لا عقل کالحشرات والبهائم؛ العقارب والحیات هذه ایضاً یصدر منها الشر، وهناك قسم الثالث الشر الذي یأتي من الجماد کالبراکین والزلازل اذاً شر من عاقل ذوي شعور شر من بهیمة وحشرةٍ وشر من الطبیعة، أعني من الشر الذي لا یلائم مزاج الانسان، الانسان لا یُحب أن یُلدغ الانسان لا یحب أن یُغرق الانسان لا یحب أن یُقتل شر عینات من الجماد والانسان والحیوان؛ ولکن في هذه الموارد الثلاث صح أن نقول هذه الشرور مما خلقه الله عزوجل القاتل انسان مخلوق یقتل بسکینة مخلوقةٍ ایضاً اذاً من الممکن أن نقول بأن هذا شر صدر مما خلقه الله عزوجل، في الانسان الذي يؤذي في الشر الذي یصدر من البشر رب العالمین ما ألزمه هذا بإختیاره رب العالمین خلق الانسان وجعل فیه الإرادة الآن هو یرید الشر هذا أمر آخر والبهائم والسباع والهوام هذه مقتضی طبیعتها رب العالمین خلق هذا الکائن مقتضی طبعه أن یعمل هکذا، اذاً هذه الشرور الصادرة من البهائم والبشر بإعتبار انها مخلوقة لله عزوجل من الممکن أن نقول أن هذا من شر ما خلقه الله عزوجل.
الآن من باب توضیح الفکرة؛ مصنع تصنع الدواب سیارات المتعارفة انسان یشتري هذه السیارة یسوقها بسرعة فائقة فیعمل حادث سیر ماذا نقول؟ نقول هذا الحادث نتج من هذه الدابة التي صنعها المصنع الفلاني اذاً هذا المصنع صنع الدابة ولکن الحادث جاء من سائقها هو الذي عمل الحادث! هذه تقریباً إجابة سریعة علی مسألة الشرور في الوجود ومن شر ما خلق.
اما قوله تعالی ومن شر النفاثات في العقد مل معنی هذا الأمر؟ هناك عدة احتمالات اولا اشارة طبعا النفاثات اشارة إلی الإناث النفاثات هذه اشارة إلی النساء الساحرات في زمان النبي الأکرم یعني إشارة إلی نفاثات في العقد هکذا یعملن العُقد ثم ینفخن فیها؛ مثلا هذه الساحرة ترید أن تربط امرأةً أن لا تتزوج تعمل عقدة في الخیط ثم تنفخ فیه مثلا هذا اشارة إلی نساء کُن في زمان النبي، الوجه الثاني انها اشارة لمطلق الساحرات في کل العصور هذه الظاهرة موجودة ولکن الشیاطین کفروا یعلمون الناس السحر القرآن یقر هذه الحقیقة اذاً هذه حالة في المجتمعات من شر النفاثات في العُقد من النساء الساحرات؛ قد یقال لماذا الإشارة إلی النساء الساحرات لا إلی الرجال الساحرین أو الساحرون؟ الجواب المرأة ضعیفة بطبعها الرجل عندما یرید أن ینتقم یستعین بقوته یضرب یقتل یحبس رجل قوي المرأة الضعیفة تلجأ إلی الساحرات، اذاً السحر کید العاجز أنت متأذي من انسان واجه اما بالمنطق أو بالقوة اما النفث في العقد واستعمال السحر هذا کما قلنا منطق العاجز.
الإحتمال الثالث انظروا إلی الأبحاث المتفرعة من هذه السورة المبارکة البعض قد یقول لا اشارة إلی الساحرات في زمان النبي ولا إلی الساحرات طوال التأریخ إنما اشارة إلی المرأة التي تثبط من عزم زوجها؛ الزوج عازم علی النفقة يعني عاقد النیة علی الإنفاق تأتي الزوجة وتثبط عزیمته تنفث في ما عقد علیه قلبه الکلام لیس في السحر الکلام في المثبطات في عزائم الرجال، وهذا المعنی کان واقعا في زمان النبي الرجل یرید أن یذهب للقتال والجهاد فتقول المرأة إلی أين تترکنا؟ تنفث في عزمه ومن شر النفاثات في العُقد هذا ایضا من المعاني.
ومن شر غاسق اذا وقب أشرنا سابقاً الغاسق اللیل اذا وقب أي اللیل اذا دخل اللیل یغطي علی الانسان ولهذا السارق یسرق لیلاً، من یرید أن یغتال أحداً یختار ظلمة اللیل حتی في بعض الحروب في العساکر الهجوم یکون لیلاً من باب المباغته.
وأخیراً ومن شر حاسد اذا حسد ایضا في هذه الآیة من الممکن أن نفسر بتفسیرین ماديٍ وغیر مادي أي غی محسوس، اما غیر المحسوس مسئلة العین؛ الحاسد هذه النفس الحاسدة یکون لها تأثیر في نفس المحسود والمعروف في هذا المجال آیة لیزلغونك بأبصارهم وأن یکاد الذین کفروا لیزلغونك بأبصارهم لما سمعوا الذکر، هذه الآیة مفسرة بالعین هؤلاء الکافرین یحسدونك یا رسول الله فیحاولوا أن یصیبوك بالعین؛ طبعا هنا بحث هل النبي مطلقا یتأثر بالسحر والعین؟ البعض یقول هذا المعنی لا یأتي في الأنبیاء لین فیه وهن نبي مسحور نبي أصابه العین هذا لا یلیق بمقام النبوة، اذاً المعنی الاول للحاسد التأثير غیر المحسوس ما یسمی بعین الحاسد ولهذا هکذا في العرف یقولون عین الحاسد تُبلی بالعمی.
الثاني الحسد بالمعنی الطبیعي الحاسد یعمل کیده لا من باب العین من باب المؤامرة لأنه فیه حسد یقوم ببعض الأعمال التي تؤدی إلی ضرر المحسود هذا ایضا من معاني الحسد، کاد الحسد أن یسبق القدر الروایة عن النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم.
کلمة أخيرة الآن الساحر علمنا شره واقعا الانسان الساحر شریرٌ، لماذا ذکر الحاسد من بین الشریرین؟ ما ذکر القاتل ما ذکر الزاني ما ذکر السارق لماذا الاستعاذة من شر الحاسد؟ الحاسد انسان لئیم لا یرید الخیر لنفسه یرید زوال الشر من غیره هذا منتهی اللؤم کما یقال، ثانیا في منتهی الجهل یسئل الله من فضله لا یسئل فضل الله عزوجل وانما یتمنی زوال النعمة من المحسود، وثالثاً کأنه في مقام التحدي لله عزوجل؛ یعني یارب أنت أنعمت علی المحسود هنا أقول لا تُنعم بل النعمة الحاصلة غیرها مثلا یتمنی زوال النعمة من الغیر هذا معنی الحاسد أم یحسدون علی ما آتاهم الله من فضله الحاسد لئیم الحاسد جاهلٌ ومتحديٍ لنعمة الله عزوجل ولهذا لازم أن نستعیذ بالله عزوجل من شره.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج أبلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.