Search
Close this search box.
  • تأملات في سورة الفلق 1
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
ننتقل إلی سورة من السور التي نلهج بها کثیراً عندما نرید أن نعوض أنفسنا وهي سورة الفلق هاتان السورتان الفلق والناس فیها عناصر مشترکة؛ اولا السورتان تبتدئان بکلمة قل وهنالك في القرآن ما یسمی بالقلاقل الأربعة الکافرون والتوحید والمعوذتین، یقال أن هذه السور مشترکة في الأهمیة لأنها مصدرة بکلمة قل السور الوحیدة في القرآن فیها کلمة قل، هنا الجهة هکذا یقال أن فیها کلمة قل فیها تأکید للتبلیغ؛ مرة تبعث انساناً إلی انسان آخر توصیه بوصایا مثلا تخاطب ذلك الطرف عبر الوسیط وتارة تقول للوسیط قل له کذا فیه تأکید للتبلیغ؛ الآن لماذا هذه السور الأربع فیها کلمة قل هنالك أبحاث! التوحید والکافرون عمدتهما محورهما التوحید سورة التوحید من المعلوم الواضح، سورة الکافرون فیها تبري من عبادة غیر الله عزوجل! في سورة الکافرون الکلام في نفي العبادة وإثبات العبادة، في سورة التوحید وصف للذات الإلهیة الله الصمد لم یلد ولم یولد الکلام في الذات المقدسة في سورة الکافرون إثبات العبادة لا أعبد ما تعبدون إلی آخره؛ کلمة أعبد وتعبد متکررة في هذه السورة، اما في المعوذتین الکلام في الإستعاذة من الشرور في علاقة الإنسان بالطبیعة من شر ما خلق علاقة الإنسان بالساحر ومن شر النفاثات في العقد بالحاسد بالشیطان الموسوس ما عدا الله عزوجل، اذاً هنالك علاقة ببن القلاقل الأربعة.
واما سورة الفلق قل أعوذ برب الفلق هناك في کل استعاذة أرکان ثلاث؛ من دون هذه الأرکان الثلاث لا إستعاذة في البین! المثال المعروف في الاستعاذة من باب تقریب الفکرة انسان في صحراء وامامه الحیوانات المفترسة وامامه قلعة هذا الانسان خارج القلعة هو المستعیذ یستعیذ بهذه القلعة یدخلها ویغلق علی نفسه الباب فیُصبح في أمان، اذاً هذا الخائف مستعیذ، هناك مستعاذ به هذه القلعة یستعیذ بها یدخلها فیأمن وهنالك مستعاذ منه الا وهي الحیوانات المفترسة؛ اذاً هناك خائف وهنالك ما یخاف منه وهناك جهةٌ تؤمن خوفه أي تزیل خوفه؛ هذه العناصر الثلاث کلها موجودة في سورة المعوذتین.
قل أعوذ برب الناس برب الفلق یعني انا المستعیذ یارب والمستعاذ به هو رب العالمین رب الفلق في سورة الفلق رب الناس في سورة الناس وهناك مستعاذ منه في سورة الناس إستعاذة من أمر واحد وهي الوسوسة وفي سورة الفلق استعاذة من أمور کثیرة سنذکرها، اذاً الانسان الذي لا یخاف من شيء هذا لا یسمی مستعیذاً؛ انسان خارج القلعة ولیس هنالك حیوان مفترس یستعیذ بإي شيء؟ انسان في صحراء فیها حیوانات مفترسة ولکن لا قلعة في البین اذاً هذا الإنسان ینتظر أن یدور لئن یُفترس الاستعاذة فیها حرکة فیها إلتجاء لابد من أمر یخیفك ولابد من جهةٍ تُعیذك، اذاً الانسان المستعیذ خائف الذي لا یبالي بالشیطان ووسوسته هذا کیف یستعیذ؟ لا یُفکر في الشیطان بل هو مع الشیطان بعض الناس هکذا انسان ولکن الشیطان متلبس به، اذاً قوام الإستعاذة أن تکون خائفاً، في سورة الدهر یخافون یوماً هذا الخوف جعلهم انما نطعمکم لوجه الله لمَ؟ لخوفهم الخوف من الله عزوجل من یوم عبوس إلی آخره جعلهم یُطعمون طبعا هذه عیّنةٌ مثال، اذاً المؤمن له حالة من حالات الخوف هذا الخوف یجعله یستعیذ، اذاً قل برب الفلق من شر ما خلق هنا الاستعاذة علی نحوین في القرآن الکریم التدبر في القرآن یدفعنا للعمل، عندما یصل الأمر إلی الإستعاذة بالله عزوجل من الشیطان عند قرائة القرآن قلنا الشیاطین تترکك ولکن اذا صلیت یأتيك فتحت القرآن یأتيك أحدنا هکذا یکون متوجهاً إجمالاً نذهب للمشاهد تحت القبة تکون متفاعلاً ترید أن تصلي الرکعتین تأتيك الهواجس والأوهام لا تصلي رکعتین خاشعتین، اذاً عندما نقرأ القرآن؛ القرآن ماذا یقول؟ فإستعذ بالله هذه الکلمة لفظ الجلالة الدالة علی صفات الجلال والکمال، الرحمن الرحیم الخالق المصور إشارة إلی جهة من جهات کماله هو الرزاق ذو القوة المتین ولکن لفظ الجلالة الإشارة إلی کل الصفات الجلالیة والجمالیة ولهذا في البسملة تقول بسم الله اولاً ثم تذکر صفتین من صفاته الرحمن الرحیم، عندما ترید أن تستعیذ بالله من شر الشیطان عند قرائة القرآن تتوسل بسمه الأعظم بلفظ الجلالة هذا اللفظ الدال علی کل اللصفات فإستعذ بالله ولکن في المعوذتین إستعاذة به لا بإسمه الجامع بصفة من صفاته برب الفلق الذي یُخرج عمود النهار الفلق هکذا یشق الظلام؛ اذاً عند تلاوة القرآن الکریم کأن الشیاطین تهجم هجوماً عظیماً یناسبه أن تستعیذ بالله عزوجل بإسمه الأعظم ولکن في الساحر والحاسد في سورة الفلق یکفي أن تستعیذ بالله عزوجل بوصف ربوبیته وبوصف شقه للفلق، ما معنی الفلق هنا؟ الظاهر رب الفلق الذي یشق عمود الصباح نحن بإعتبار لیالینا فیها إضائة باهرة لا نعلم قدر الصباح من یعلم قدر الفلق وقد الفجر؟ انسان تائه أين في صحراء، انسان راکب سفینة شراعیة في بحر لُجي عندما یُشرق علیه الفجر ویری الشمس یهلل فرحاً لئن هذا الظلام إرتفع نحن نرفع الظلام بهذه الأجهزة الحدیثة ولکن في الأزمنة الغابرة ظلام اللیل موحش ولهذا تقول من شر غاسق اذا وقب الغاسق ظلام اللیل یعني دخل علینا اللیل بظلمته لا ندري ماذا یجري، في ظلام اللیل یهجم العدو في ظلام اللیل یأتي السارق اصلا نفس الظلمة مخیفة ولهذا الطفل في ظلام اللیل من دون إنارة یتلجأ إلی حضن أمه خوفا؛ في الأزمنة الغابرة قبل المغرب الکل یذهب في الفراش ینام لیتخلص من وحشة ظلام اللیل، اذاً رب الفلق الذي فلق عمود الصباح یقال رب الفلق ایضا إشارة إلی قدرته في إنبات النبات الله فالق الحب والنوی یفلق الحب اذاً الفلق هنا قد تکون اشارة إلی قدرته في احیاء الأرض بعد موتها اذاً هذه ایضاً قدرة! یشق عمود الصباح اذاً هو فالق یشق الحب والنوی في الأرض ایضا هو فالق وهناك معنیً دقیق ایضا یعم الفجر ویعم البذر ما الجامع بینهما؟ البذرة في التراب الصبح في السماء ما الجامع بینهما؟ یقول الجامع الفالق الذي یشق ظلمة العدم ویُخرج منها نور الوجود الآن هذا الوجود أعم من الصباح ومن البذر في التراب معنیً جمیل، اذاً هو الفالق لظلمة العوم لا الفالق لظلمة اللیل فقط ولا الفالق للبذرة في التراب فقط اذاً هو رب الفلق.
قبل أن ننهي الحدیث ما العلاقة بین رب الفلق وبین الحمایة من الشرور؟ من شر ما خلق من شر غاسق اذا وقب النفاثات في العقد حاسد اذا حسد؛ بکلمة واحده البذرة في التراب تنتظر الفرج یعني یارب أخرجني من حالتي البذریة اُرید أن أکون نباتاً شجرةً مثمرةً رب العالمین یفرج همها وغمها طبعا بلسان الحال هذه البذرة تصبح شجرة کبیرة أين نواة التمر وأين شجرة النخل الباسقة؟ اذاً هناك فرج لهذه البذرة في ظلمة اللیل لسان حال اللیل یعني یارب أخرجني هذه الأرض تقول یارب أخرجني من ظلمة اللیل فإذا جاء الفجر إنتشر النهار في کل مکان، والنهار اذا جلاها یعني ماذا؟ یعني یارب أنت المفرج لکل ظلمة ولکل کرب انا ایضا في ظلمة یارب فرج عني أنت الذي خلصت الطبیعة من الظلام بنور الفجر أنر وجودي ایضا بنور عنایتك هذه قد تکون المناسبة بین کلمة الفلق وبین الإستعاذة من الشرور القادمة في سورة الفلق.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها أخرجنا من ظلمات الوهم وأکرمنا بنور الفهم اللهم انشر علینا خزائن علومك انك علی کل شيء قدیر بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.