بركات الدعاء في حياة العبد

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
ابراهیم الخلیل هذا النبي العظیم الذي خُلد بأمرین الآن له ما له من المقامات خُلد ببیت الله عزوجل نذهب الحج والعمرة نلهج بذکر هذا النبي رفع البیت الحجر حجر ولده اسماعیل ومدفن زوجته هاجر وکذلك باقي المعالم المهم ابراهیم کان متمیزاً بأمرین نتأسی به في هذه الصفة؛ اولا ابراهیم کان أواهاً الأواه کثیر التأوه هکذا ظاهره من الانسان الموجوع یقول آهٍ امیرالمؤمنین آهٍ آه من قلة الزاد وبُعد السفر ولکن الامام المعصوم الامام الباقر علیه السلام یفسر الأواه بالدعاء کثیر الدعاء أحدنا عندما یدعوا من الطبیعي أن یظهر تألمه مما هو فیه هو هذا الدعاء اذاً ابراهیم علیه السلام کان کثیر الدعاء طبعا الدعاء لا ینافي السعي البشري واذا مرضت فهو یشفین لیس معنی ذلك أن ابراهیم الخلیل کان لا یستعین بأحد لا بطبیب ولا بخباز ولا بغیره الحیاة حیاة مدنیة کما یقال.
والثاني کان حلیما، صفة الحلم وصفة الدعاء اذا إجتمعت فیك فأنت علی نهج ابراهیم الخلیل.
هناك روایة واقعا ملفتة الآن اذا الروایة ثبتت سنداً لا مجال للنقاش نحن متعبدون بکلام سادتنا ولکن أحدنا یأتي المسجد قبل الصلاة بدقائق له خیاران خیار الاول أن یقرأ صفحة من القرآن الکریم وبین أن یدعوا دعاء کما یقال بلیغا یدعوا لا یقرأ یعني يقرأ دعاء وهو یبکي في سجوده أو غیر ذلك وإن لم یبکي المهم یدعوا أیهما مقدم؟ سُئل الامام عن کثرة القراءة أفضل أو کثرة الدعاء؟ انسان قام في جوف اللیل یرید أن یلهج بمناجاة أبي حمزة في شهر رمضان ماذا یصنع؟ فقال علیه السلام الدعاء، أما تسمع لقوله تعالی: (قل ما یعبأ بکم ربي لولا دعائکم) اذاً الدعاء هذا وزنه في حیاة الانسان المؤمن.
یتفق انسان یدعوا ولکن شبه یائس، له مریض، قالوا: إن هذا سیموت قطعاً یدعوا لأمر، لولده وهو یری أن هذا الولد عاق لا خیر فیه مثلا وبعبارة أخری یقول قد فُرق من الأمر ندعوا مجاملة هذا لیس بصحیح، الامام الصادق علیه السلام یقول: ادعوا الله عزوجل ولا تقل إن الأمر قد فُرق منه لا تقل هذا الکلام، زرارة وهو تلمیذ الامام الصادق علیه السلام، یوضح روایة مولاه امامه قل ما تأتي روایة أحد الأصحاب یفسر کلام المعصوم هنا یفسر زرارة یقول إنما یعني لا یمنعك ایمانك بالقضاء والقدر أن تبالغ بالدعاء وتجتهد فیه، الأطباء قالوا: هذا سیموت بعد شهر، رب العالمین ما قال هذا الأمر! إجتهد الدعاء یغیر القضاء والقدر.
قلنا: قبل قلیل ابراهیم کان دعاءً وکذلك ائمة اهل البیت کان امیرالمؤمنین رجلاً دعاءً نحن عادةً ندعوا اذا أردنا أن ندعوا لیلة الجمعة في الأسحار في الصلوات ولکن إلهج وهنا بین قوسین سریعین لو التفت لما أقول الآن ستکون من الفائزین بإذن الله یوم القیامة عندما نقول الدعاء غیر التضرع مرة تدعوا مثلا وأنت في حالة من البکاء ومرة ترکب الدابة وتقول سبحان الذي سخر لنا هذا، هذا دعاءٌ ترکب الطائرة تقول اللهم هون علینا سفرنا هذا وأطوي عنا بُعده أنت صاحب في السفر والخلیفة في الأهل، تأکل الطعام تُبسمل تنتهي تقول الحمدلله تدخل بیت الخلاء تقرأ أدعیة بیت الخلاء اذا أردت أن تکتبه في الحمام صفحة طویلة من الأدعیة ماذا تقوله وأنت في الحمام؟ ترید أن تغتسل هنالك دعاء تدخل المسجد هنالك دعاء اعمل بالآداب والسنن رأيت بعض الأدعیة المفصلة في لبس الثوب تلبس السروال هناك دعاء تلبس ثوباً جدیداً هنالك دعاء اذاً تُصلح دعاءً کلما فتحت باب الدابة دعوت الله عزوجل هذا جید اذاً علی الأقل إربط بینك وبین هذه الأدعیة الواردة في الآداب والسنن.
کذلك عن امیرالمؤمنین علیه السلام بعض الناس تقع علیه الواقعة ویدعوا فلا یستجاب لو دعی بنصف هذا الدعاء بربعه بخمسه قبل نزول البلاء لکان الأمر خیراً له قبل أن تبتلی بالمرض القاتل بالإفلاس بعناد الزوجة بعتوه الأولاد بفقد الأمن والأمان کل هذا اُطلبه من الله عزوجل وأنت سالم معافی إدفعوا أمواج البلاء عنکم بالدعاء قبل ورود البلاء؛ الدافع أهون من الرفع أن تعمل سیلاً سداً ترابیاً امام المنزل هذا هیّن اذا جاء السیل ودخل المنزل ما الذي یخلصك منه؟ فوالذي فلق الحبة روایة محذرة الموالون یسمعونها جیداً فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا البلاء أسرع إلی المؤمن من إنحدار السیل من أعلی التلعة إلی أسفلها کلما زدت ایماناً زاد بلائك هذه ضریبة الایمان، المؤمن ککفتي المیزان کلما زید في ایمانه زید في بلائه، قد تقول: أليس رب العالمین في غنیً عن امتحاني وبلائي؟ هذا البلاء هدیة رب العالمین.
أنت ماذا تعمل؟ تصلي وتصوم وتحج هذا لا یُعتد به کثیراً تُبتلی بمرض مزمن، بمرض في ولدك، في من تُحب، هذه ترفعك الدرجات إلی الله عزوجل وإلا أن تصلي في مکان آمن هادئ هذا لیست فیه مجاهدة قل یارب خصني بنظرتك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها لا تجعل مصیبتنا في دیننا لا تجعل الدنیا أکبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا منتهی رغبتنا بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.