Search
Close this search box.
  • النجاة من أهوال يوم القيامة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من الأمور التي تردع العبد عن ارتکاب المعاصي وتحفزه لأرتکاب الطاعات تذکر أهوال یوم القیامة هذا الیوم الذي هو یوم التغابن هذا یوم الحسرة ذلك الیوم الذي تنکشف فیه الأستار الی درجة الکتاب یشهد علیك وکل انسان ألزمناه طائره في عنقه رب العالمین من ورائهم‌ محیط الملائکة التي کانت معك تشهد علیك هذا الملك الذي علی یمینك وشمالك هذا الملك لا یموت یوم القیامة من الشهود وأخیراً الجوارح، الکتاب الملك رب العالمین فوق کل ذلك والجوارح تشهد علیك الید التي بها سرقت تشهد العین التي بها نظرت تشهد الفم الذي أكلت من خلاله الحرام یشهد وهکذا الی درجة الانسان یتبرم من اعضاء بدنه هذا الجسم المدلل هذا الجسم الذي کان یعطر هذا الجسم خصمك یوم القیامة وقالوا لجلودهم لما شهدتم علینا؟ هذا الجلد الصامت هذا یوم القیامة یتحول الی وجود ناطق لا تقل کیف ولم یومئذ تحدث أخبارها الارض الجامدة تتکلم تقول فلان صلی علي وفلان أذنب علي اذاً الجلد شأنه شأن الارض وقالوا لجلودهم لما شهدتم علینا؟ قالوا أنطقنا الله الذي أنطق کل شيء وهو خلقکم اول مرة الذي شق هذا البصر في بطن الأم هو صاحب هذه العین وهذا العین لا تتحیز لصاحبها وإنما تبع لمولاها وهناك عبارة جمیلة ایضا ولعل هذه العبارة ایضا متعلقة بالجلود والأبدان وما کنتم تسترون أن یشهد علیکم سمعکم ولا أبصارکم ولا جلودکم في دار الدنیا لماذا لم تحسب حساب الجلد والبصر والسمع؟ کل هؤلاء یشهدون علیك في ذلك الیوم العصیب اذاً من المحفزات عندما تمد یدك الی أجنبیة لتلمسها ولو مصافحة هذا الجلد سجل في دیوان ذاکرته أنك عصیت رب العالمین، یوم القیامة كما في سورة الواقعة خافضة راففة تخفض البعض وترفع البعض المتکبرون ومنهم الملوك والسلاطین أصحاب التیجان رؤوساء الجیش کل هؤلاء الذین یتکبرون بغیر حق یجعلون في صور الذر کصغار النمل یتوطئهم الناس حتی یفرق الله من الحساب، اذاً کل صفة سلبیة في دار الدنیا هذا تنعکس في دار الآخرة ومنها العمی أجارکم الله البصیر یوم القیامة لا یعلم أين للطریق للأهوال فکیف اذا کان الانسان أعمی ایضا حیرة فزع خوف وعمی من أثر الدنیا علی الآخرة حشره الله یوم القیامة أعمی، بعض الناس یموت في دار الدنیا یموت علی هیئة حسنة لیس علیه شيء هذا الانسان یوم القیامة یجيء رجل الی رجل حتی یلطخه بدم والناس في الحساب يأتي انسان یجعل علی وجهك دماً ما هذا الدم؟ فیقول یا عبدالله ما لي ولك؟ لست قاتلاً انا مت في الدنیا انساناً مستقیماً البعض یقول انا ما أذیت نملة مثلا فیقول أعنت علي یوم کذا وکذا بکلمة کذا فقتلت في بعض ایام حکم الجبابرة الأستخبارات الکذائیة أحدهم یقول للظالم هذا مؤمن یلغی القبض علیه یقتل هذا المخبر یأتي یوم القیامة ووجه ملطخ بالدم هذا دم القتل انظروا الی حال الانسان في ذلك الیوم.
کذلك من مواقف ذلك الیوم العصیب أعاننا الله عزوجل وایاکم علیها أن الانسان یحشر في ذلك الیوم ویتململ من الانتظار أي انتظار؟ أنت عندما تقف في طابور ساعة ساعتین تتبرم في المطار ترید أن تذهب للحج کل لحظة أنت مأجور ولکن لا تتحمل یوماً في المطار فکیف اذا کان یومان أو أسبوع انتظار اسبوع هذا للبعض قاتل فکیف اذا وقفت للحساب کما یقول امامنا الصادق الا فحاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا فإن للقیامة خمسین موقفاً محاکم مختلفة مثلا هذا موقف المحاکمة مع الزوجة موقف المحاکمة المالیة موقف المحاسبة العبادیة کیف صلیت کیف عملت هذه مواقف کل موقف مثل ألف سنة مما تعدون ثم تلی هذه الآیة في یوم کان مقداره خمسین ألف سنة اذاً لو قیل لأحدهم أنت الآن حکمنا علیك أو سمحنا لك بدخول الجنة ولکن قف علی باب الجنة منتظراً یوماً واحداً خمسون ألف سنة وأنت في حال انتظار الی درجة النبي الأکرم صلی الله علیه وآله وسلم یذکر هذا الحزن في قلوب البعض رب العالمین یوقف البعض یوم القیامة یحبس في ذلك الیوم قد لا یری ناراً ولا زغوماً ولا جحیماً النبي الأکرم یقول یحبس في یوم مقداره خمسون ألف سنة حتی یدخل الحزن في جوفه وأي حزن أطول من هذا الحزن؟ ثم یرحمه فیدخله الجنة قال النبي الحمدلله الذي أذهب عنا الحزن الذي أدخل أجوافهم في طول المحشر.
ماذا نصنع في ذلك الیوم العصیب؟ من الآن قدموا العمل رب العالمین اذا رأك ساعياً في ستر نفسك تبت توبة نصوحا رب العالمین ینسي الملائکة ما کتبت علیك من الذنوب ویوحي الی الجوارح أکتمي علیه ذنوبه ویوحي الی بقاع الارض أ‌كتمي ما کان یعمل علیك الذنوب هنیئاً لمن لاقی ربه ولا شيء علیه من تبعات الدنیا.
روایة أخيرة أربع من کن فیه أمن یوم الفزع الاکبر اذا اعطي شیئا قال الحمدلله أخي المؤمن أختي المؤمنة ألهج بالحمد والشکر کلما جائك شيء لو ربحت مالاً بسیطاً هذا الیوم طاف رب العالمین وقاك حادث سیر أي نعمة ترد علیك وأي بلاء یسرف عنك إلهج بحمدلله عزوجل واذا أذنب ذنباً ولو کان صغیراً قال استغفرالله المؤمن ورده الاستغفار واذا أصابته مصیبة قال انا لله وانا الیه راجعون واذا کانت له حاجة سئل ربه سل الله ثم اذهب للوسائط سل الله ثم اذهب الی الطبیب واذا مرضت یقول ابراهیم الخلیل فهو یشفین بعض الأطباء هکذا یقول یکتب علی عیادته الدواء عندنا والشفاء عند الله عزوجل هکذا علاقة المؤمن بربه.

اللهم عجل لولیك الفرج نجنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن ابلغ سلامنا الی امام زماننا والی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.