Search
Close this search box.
  • النبي سليمان (ع) العبد الأواب
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

کان حدیثنا في سلسلة الأنبیاء السلف الذین في قصصهم عبرة لنا جمیعا هذه القصص مذکورة في القرآن الکریم البعض منا یمر علی هذه الآیات اولا لا یعلم المعاني الظاهریة ولا یتعمق في مضامینها العمیقه، من الآیات صار فیها حدیث کثیر بین المفسرین هذه الآیات المتعلقة بني الله سلیمان هذا النبي الذي اعطي من الملك ما اعطي هذه الآیات من سورة صاد علی کلٍ قل من تأمل فیها والآیات مبهمة الی حد کبیر ووهبنا لداوود سلیمان نعم العبد إنه اواب رب العالمین ذکرنا في ما مضی عن داوود علیه السلام أنه کان یخشی الله عزوجل ویخاف منه الی درجة کان یبتلی بالمرض مرض الخوف من الله عزوجل فکان قومه یعودونه لمرضه هذا وما کان فیه شيء الا قضیة الخوف من الله عزوجل، رب العالمین اعطاه سلیمان وهذه عطیة من العطایا جائزة من الجوائز نحن نتمنی الذریة الطیبة فکیف اذا کانت الذریة من انبیاء الله العظام! ووهبنا قضیة وهبنا کان حدیثنا الیوم مع البعض حول الشکوی هذه الایام الکثیرون یشتکون من الذریة لا اقول غیر الطیبة ولکن غیر المحققة للآمال لعل الجمیع یتمنی أن تکون ذریته خیرا مما هم علیه القضیة قضیة ربنا هب لنا من ازواجنا وذریاتنا قرة اعین في محطات الاستجابة ليالي القدر زماناً ومکاناً في الحج والعمرة والحائر وغیره سل الله عزوجل هذه البرکه.
الآن الآیات المبهمه؛ اذ عُرض علیه بالعشي الصافنات الجیاد فقال اني احببت حب الخیر عن ذکر ربي حتی توارت بالحجاب ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والاعناق، بالله علینا لو اعطینا هذه الآیات الثلاث للمسلمین ونحن نقرأ القرآن الکریم ماذا تفهمون من هذه الآیات الثلاث؟ اعتقد أن الأغلب یسلم ویقول لا نعلم ما ترید هذه الآیات لا بأس هذه اللیلة نحاول أن نجول حولها طبعا هناك تفسیران مختلفان تماما وبالأحرى أن نقول مذهبان في تفسیر هذه الآیات؛ الآن المعنی الاول طبعا والمعنیان لهما انصارهما من المفسرین وکذلك الروایات فیها اشارات المعنی الاول الآن أي المعنیین اقوی هذا بحث آخر اذ عُرض علیه بالعشي الصافنات الجیاد، بعد زوال الشمس نبي الله سلیمان استعرض الجیاد الصافنات الجیاد، الجیاد جمع الجواد أي الحُصن الآن لماذا سمي الصافنات یبدوا هکذا الخیل تقف في بعض الاوقات علی ثلاثة ارجل ترفع رجلاً واحداً فتسمی الصافنات فقال اني احببت حب الخیر عن ذکر ربي حتی توارت بالحجاب استعرض الخیول طبعا خیول سلیمان لیس خیول التفرج ولا الفروسیة ولا السباق! هذه الخیول اعدها في سبیل الله للجهاد طبعا أي قائد عسکري وسلیمان کان قائدا؟ کان فرحاً بهذه الخیول التي تجري مقدمة للغزو والجهاد في سبیل الله ولکن هکذا یقول في التفسیر أن شغله عن صلاة العصر عن اول الفضیلة حتی توارت بالحجاب أي الشمس غابت في الافق لا بمعنی القضء وانما معنی فوات اول الوقت! اذاً فقال اني احببت حب الخیر یعني الخیل وسمي الخیر خیلا خیرا لئن الخیر معقود علی نواصي الخیول هناك روایة نبویة تمدح الخیل علموا اولادکم رکوب الخیل اذاً نبي الله سلیمان هکذا عاش حالة الندامة إنه انشغل بالخیل عن ذکر ربي عن الصلاة في اول وقتها عندئذ اراد أن یعوض ما هي الکفاره؟ ردوها علي فطفق مسحاً بالسوق والاعناق طبعا البعض قد یستغرب ولکن الکون بید الله عزوجل یقول علی هذا التفسیر أن نبي الله سلیمان طلب من الملائکة طبعا الطلب من الملائکة طلب من الله عزوجل طلب رد الشمس کما ردت الشمس لیوشع وکما رُدت الشمس علی روایة عندنا لامیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه مسجد رد الشمس لازال في المدینه، المهم الکون بید الله مسخرات بأمره ما المانع أن یستجیب الله عزوجل لنبي الله سلیمان فترجع الشمس لیصلي في اول الوقت ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والاعناق اخذ یقتل هذه الخیول التي شغلته عن ذکر الله عزوجل طبعا یقتل الخیول وانفق لحمها في سبیل الله هذا الخیل شغله عن ذکر الله عزوجل، هذه مدرسة إن صح التعبیر في تفسیر هذه الآیه، طبعا البعض قد یتسائل کیف نبي الله سلیمان انشغل عن اول الوقت بالخیول لیس هذا من دأب الأنبیاء الجواب أنه انشغل بطاعة عن طاعه! هو استعرض الخیل الخیول التي ستقوم بالغزو في سبیل الله عزوجل اذاً الاستعراض عبادة وصلاة اول الوقت عبادة ترك عبادة لعباده، اذاً هذا لا ینافي عصمة الأنبیاء.
المدرسة الثانیة ولعل من بعض الجهات اقرب للقبول ووهبنا لداوود سلیمان هذه الآیة واضحه، اذ عرض علیه بالعشي الصافنات الجیاد الی هنا لا بأس سلیمان علیه السلام استعرض خیول القتال في سبیل الله عزوجل فقال اني احببت حب الخیر عن ذکر ربي حتی توارت بالحجاب لیس هنا الکلام عن صلاة اول الوقت ولیس الکلام عن ترك الفریضة في اول وقتها سلیمان انشغل بهذه الخیل أي استأنس بها مقدار من الغفلة لا أنه ترك الصلاة في اول الوقت احببت حب الخیر عن ذکر ربي حتی توارت بالحجاب أي الخیل توارت ذهبت انتهی الاستعراض کما یقال واختفت الخیل عن الانظار اذاً لیس المراد الشمس حتی توارت الشمس فیأتي اشکال تأخیر الصلاة عن اول الوقت.
ردوها علي لا ردوا الشمس علي ردوها علي أي ردوا الخیل الي الخیل انتهی استعراضها فطفق مسحاً بالسوق والاعناق اخذ یسمح علی هذه الخیول عادة مربي الخیل یسمح علی رأس الخیل وعلی سیقان الخیل سلیمان صلوات الله علیه اراد مرة أخری أن یبدي ارتیاحه وشوقه الی الجهاد من خلال تفقد هذه الخیول اذاً لیس هنالك تأخیر للصلاة في اول الوقت لیس هنالك رد للشمس حتی یقول البعض کیف الشمس تُرد! لیس هنالك قتل للخیول یقول هذه الخیول خیول حربیة کیف یذبحها سلیمان لیعطي لحمها للفقراء؟ هذا یعد نوع من الاسراف مثلا اذاً ترکیبة التفسیر بالمعنی الثاني تقریبا لیس فیها غرابة هذا تقریبا مجمل التفسیرین في هذه الآیات الثلاث والله عزوجل اعلم بمراده واقعا التفسیر بحر عمیق ولذیذ في نفس الوقت الآن اعتقد أن کل من سمع تفسیري هذا کأنه لکتشف شیئا جدیدا عندما یقرأ سورة صاد لیلة الجمعة مثلا مستحب قرائة هذه السورة في تلك اللیلة عندما یمر علی هذه الآیات تقریبا یعرف المراد الاجمالي منها وکما نعلم العلم خیر من الجهل.

اللهم بصرنا بکتاب ربنا اللهم اجعلنا من الذین یعرفون کتابك حق معرفته اللهم احشرنا مع النبي وآله وکتابك انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.