Search
Close this search box.
  • المحبة الإلهية لأهل المعروف
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف إلخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
قسم من إلناس یعیش لنفسه وإن زاد عن نفسه فلأسرته ولکن هناك قسم من إلناس من أهل ألمعروف عینه علی إلمجتمع کافة طبعا بما أمکنه لا علی البشر حتی علی إلحیوان رفقه یصل إلی الحیوان ایضا بل حتی علی الشجر، رأینا بعض إلمؤمنین له نخلة في المنزل عندما تیبس أو تموت حقیقتا یتألم لذلك لموت شجرة لا لموت حیوان لا لموت إنسان لا لموت مؤمن هکذا سعة دائرة إلمؤمن في معروفه، بعض إلمؤمنین یتجاوز معروفه إلدنيا لیشمل إلآخره في دار إلدنیا عندما یقع إنسان في أزمة یذهبون إلی دار الکرام في عرصات إلقیامة أهل إلمعروف یوزعون الحسنات هنیئا لهذا إلصنف، طبعا علی رأس هؤلاء إلنبي وأهل بیته والأنبیاء عموما ولکن إلروایة تقول هکذا الامام الصادق علیه السلام یذکر أهل العروف في إلآخرة کم هذا ألإنسان له قیمته، ماذا یعلمون؟ یجودون بها أي بالحسنات علی أهل إلمعاصي، إنسان حُکم علیه بإلنار سیئاته أکثر من حسناته بعشر درجات یقول یا رب أعطیه عشرین درجة فترجح کفة حسناته، ألمؤمن یدخر لنفسه لمثل هذا إلیوم.
من موجبات إلسعادة إلإجتماعیة نحن لسنا ندعوا إلی أن یجمع إلإنسان حوله إلأصحاب! من یبحث عن إلناس یحب خفقة إلنعال خلفه کما في إلروایات هذا إنسان مذموم ولکن إلمؤمن بطبیعته یجتذب إلآخرین، طبعاً هذه مقدمة للخیر، مرة إنسان وحید غریب لا یألفه أحد إن أراد أن یبني مشروعا من یساعده مثلا؟ إلمؤمن إلمحبوب یده مبسوطة في هذا إلمجال، من کثرت عوارفه کثرت معارفه جملة قصیره عن أمیرالمؤمنین علیه إلسلام، إلإنسان إلذي یکثر من إلمعروف معارفه تکثر ویتفق إنسان تُحسن إلیه وهو فقیر مستضعف في یوم من إلأیام یُصبح صاحب قرارٍ تُراجعه في مهمة یقضیها لك یقول أنت إلذي ذکرتني في ضعفي وأنا إلآن قوي في خدمتك هذه من برکات إلمعروف.
من قواعد إلمعروف أن إلمؤمن لا یمیز بین ألبر والفاجر طرق بابك طارق فتحت إلباب وإذا هو إنسان غیر مسلم حتی هذا لا تردهُ، في قصة امیرالمؤمنین والزهراء علیهم السلام ماذا صنعوا؟ یطعمون إلطعام علی حبه، الآن المسکین والیتیم من إلمسلمین ولکن إلأسیر في زمان إلنبي هل یُعقل أنه کان مسلماً، هذه إلأیام نری المسلمین أساری ولکن في زمان إلنبي هذا لا یُعقل إلأسیر ما کان مسلماً، أمیرالمؤمنین قدم قوته وقوت فاطمة لهذا إلأسیر غیر إلمسلم لأنه طرق بابهما إتفاقا بالمناسبة إذا زُرت امیرالمؤمنین في أرض إلغري قل له هذا إلمعنی إتفاقا في سورة إلدهر منقوشة علی الضریح قل یا أبا الحسن أطعمت إلأسیر من طعامك أنا محب لك أتطردني من بالك وأنا طارق لك؟ إذا قلت هکذا ثق أنك تستحوذ علی لطفه وبِره.
الإمام الصادق علیه السلام کان بین مکة والمدینة (هنیئا للراوي کان زمیله في ألسفر) المهم رأوا في إلطریق رجلا ألقی بنفسه أنه في حال إلموت مثلا قال الإمام ما البناء إلی هذا إلرجل فإني أخاف أن یکون قد أصابه عطش في الطریق أصابه عطش سئله أعطشان أنت؟ قال نعم فقال إنزل یا مصادف فأسقه فسقیته ثم سرنا، قلت هذا نصراني یبدوا سئله أو عرف من إلقرائن فتتصدق علی نصراني؟ قال نعم إذا کانوا في مثل هذا إلحال نصراني ملهوف عطشان تصدق علیه بذلك لا ضیر أبداً.
روایة بلیغة هذه إلروایة لو دخلت أعماق وجودك ماذا تصنع بك؟ إلروایة رواها إلکلیني في کتابه إلشریف عن إلنبي إلأکرم ألخلق عیال الله (یا له من تعبیر) أنت في سفر یأتي إنسان یطرق إلباب یقدم لعیالك طعاما وهم محتاجون إلیها وأنت في إلسفر في إلحج مثلا تسمع ماذا تصنع؟ أول ما تصنع تدعوا له، عندما ترجع من إلسفر تذهب إلی بیته تقول یا فلان خدمت عیالي کیف أشکرك؟ رب العالمین هکذا یتعامل معك! أحب إلخلق إلی الله من نفع عیال الله، أن تصلي في إلمحراب لنفسك أن تذهب للحج وألعمرة لنفسك هذا لا یوجب أن تکون من أحب إلخلق إلی الله عزوجل وأدخل علی أهل بیت سروراً، هنا ملاحظة سریعة: بعض إلناس یتصدق یُحسن یتکفل إلیتامی ولکن في بعض إلحالات إلمعروف یقع موقعه إنسان ملهوف فقیر ملهوف تتصدق علیه إتفاقا هذه إلصدقة توجب له سروراً بلیغاً إذا دعی لك هنیئا لك.
إلبعض یقول أنا أحتاج إلی ألمعروف أنا مسکین هذه إلروایات لا تنطبق علیه من نفع عیال الله وأنا فقیر من عیال الله! الجواب عند تمامنا الصادق علیه السلام! أنت فقیر لك لسان إذهب إلی ألغني خذ منه مالا وأعطه للفقیر أنت کالغني، الصادق المصدق علیه السلام یقول لو جری إلمعروف علی ثمانین کفاً إستلمت حولت إستلمه آخر ذهب إلی المکان أعطاه للفقیر هذه إلوسائط یقول لأجروا کلهم فیه من غیر أن ینقص صاحبه من أجره شیئاً، لا إن الله عزوجل یأخذ ثواب إلدافع ویوزعه علی ألوسائط ألکل یأخذ أجره، ولهذا إذا وصل کمالٌ من مؤمن لا تقل هذا من الله عزوجل! صادفت هکذا کنا في مجلس أحدهم قال للغیر أنا أحسنت إلیك بکذا وکذا دفعاً لشرٍ أو جلباً للخیر قال من أنت؟ رب العالمین أعطاني أنت ما وزنك؟ هذا إلکلام مردود، الامام الصادق علیه السلام یقول إلمعطون ثلاثة الله رب العالمین هو إلمعطي وصاحب إلمال هو إلمعطي وإلذي یجري علی یدیه هذا یُعد معطیاً أیضاً، هنیئا لمن إغتنم حیاته ألدنیا سوق ربح فیها قوم وخسر آخرون.

إلهي بفاطمة وأبیها وبعلها وبنیها وإلسر ألمستودع فیها عجل لولیك ألفرج أبلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.