Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

من قواعد الحياة السعيدة:
– الالتفات إلى المراقبة الإلهية المستمرة للعبد.. إن الشيطان إذا يأس وعجز عن القضاء على العبد المؤمن؛ يختار الدوائر الضعيفة في حياته، منها المرأة والأطفال.. وعلى كل حال المؤمن إذا وصل إلى درجة من درجات الكمال، لابد أن يبتلى بعدو يؤذيه، {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ}.. لو أن الإنسان وصل إلى حقيقة المراقبة والمحاسبة، مرة نرفع الشعار للمحاسبة والمراقبة، وتارة نصل إلى جوهر المراقبة والمحاسبة.. فالذي يصل إلى حقيقة المراقبة والمحاسبة، هذا الإنسان سوفَ ينضبط تلقائياً.. هل رأيتم في يوم من الأيام إنسانا يتحكم في نبضه، أو يتحكم في رئته، أو يتحكم في أعضاء بدنهِ الباطنية؟.. بالتأكيد لا، فهو يعلم أن كل ذلك مبرمج.. والمؤمن كذلك يصل إلى هذهِ الدرجة، يرى برمجة ثابتة في حياته.. مثلا: برادة الحديد المتناثرة على ورق، إذا وضع تحت الورقة مغناطيس صغير، وإذا بهذهِ البرادات المتناثرة تنتظم بشكل رتيب.. والمحاسبة في حياة المؤمن، هي بمثابة هذا المغناطيس الذي يرتب كل هذهِ الأمور.

في سورة المجادلة إشارة إلى هذهِ المراقبة الإلهية في خصوص الزوجين، لأن الإنسان في السوق أو العمل، من الممكن أن يراقب نفسه: قسم لله -عز وجل-، وقسم خوفاً من المدير.. ولكن في المنزل، الإنسان يعتاد النظر إلى زوجته، فلا يرى لها تلك القيمة الكبرى.. وخاصة أن بقاء الحياة الزوجية -في كثير من الحالات- هي لعدم تفكيك الأسرة، وخوفاً على ضياع الأولاد.. وإلا فإن بعض الزوجات تنتفي عندها هذهِ المودة الزوجية، وتتحول العائلة إلى شركة تجارية.. حيث أن هناك بعض الشركاء، يتعاملون خمسين سنة، وخاصة إذا كان الشريك يطمئن للطرف الآخر في إدارتهِ للأموال.. كذلك فإن بعض العوائل أشبه بالشركات؛ لأن الزوجين يرون أن انفصام هذهِ الشركة خسارة بمعنى: خسارة الأولاد، والسمعة، وغير ذلك.. وحتى أن بعض الرجال الذين قيدوا بمهورٍ عالية، لا يطلق زوجته؛ خوفاً من المهر الذي ينتظرهُ في المحكمة.. فإذن، إن الحياة الزوجية الممسوكة بالمهرِ، وبالأولادِ، وبالفضيحة الاجتماعية، وغير ذلك؛ هذهِ حياة غير مثالية، ولابد أن يعمل الإنسان لتغيير وجهة هذهِ الحياة.

إن رب العالمين يقول: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}.. نحن عادة قد نظهر بمظهر معين بالملأ العام مثلاً، أما في غرفة النوم مع الزوجة؛ الإنسان لا يُراعي كلامهُ، ووضعهُ.. ولهذا بعض المؤمنات لهن شكوى؛ إن هذا الزوج المؤمن -بحسب الظاهر- في المنزل يتكلم بالفحش من القول، ويتجاسر، ويمد يدهُ؛ لأنهُ لم يلتفت إلى هذهِ الآية الكريمة.. كم هو جميل ومفيد، أن تعلق هذه الآية الكريمة في غرفة النوم!.. كلما أراد الزوج أن يتجاوز الحد، تقول له الزوجة: أنظر إلى هذهِ الآية!.. وبالعكس.. فإذن، علينا تحكيم المراقبة.. وهنا أحد العلماء الكبار، كان يعتقد أنهُ لا فوز ولا نجاة ولا كمال؛ إلا بالمراقبة المتصلة؛ لا مراقبة في شهر رمضان، أو في موسم الحج فقط.. بل المراقبة المتصلة، إذ أنه لا نجاة للمؤمن إلا من خلال ذلك.. والذي لا يرى في نفسهِ عزماً في هذا المجال، لا يطمح في الدرجات العُليا؛ فهذهِ من بديهيات الطريق إلى الله عز وجل.

– مراعاة عدم هتك الآيات.. إن بعض السلبيات في الحياة تأتي بسبب الهتك أو الوهن غير المتعمد للآية التي تكتب في بطاقات الزواج {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. وهذهِ الأيام الصُحف والمجلات مليئة بالآيات القرآنية، لا تخلو صحيفة من نعي.. والنعي لا يخلو من {إنا لله وإنا إليه راجعون}.. فالمؤمن لهُ حساسية، ولعل البعض وصل إلى بعض درجات الكمال، من بابِ توقيرِ لفظ الجلالة: رأى لفظ الجلالة مرميا في مكان، فأخذَ الورقة ونظفها، وطيبها.. فأعطي الدرجات العُليا؛ لتوقيرهِ اسماً من أسماء الله.

– معرفة أن المودة مجعولة من الله.. قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.. قبل هذهِ الآية وبعد هذهِ الآية الحديث هو عن خلق السموات والأرض: {وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}، {وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ}، {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا}؛ أي أن هذهِ المودة المجعولة، هي في سياق جعل الآيات الكونية.. رب العالمين جعل في الماء جزيئات الهيدروجين والأوكسجين، إن سلبت هذين العنصرين من الماء؛ لم يعد الماء ماءً.. فرب العالمين كما جعل بالطبيعة عناصر مادية لا تتخلف، كذلك جعل بينكم مودة ورحمة.

– عدم تضييع المودة.. إن ربُ العالمين أكرم الأكرمين.. أحدنا لو قدم هدية لأحد، ثم في اليوم الثاني استردها.. فإن أقل ما يقال عنه: أن هذا إنسان غير كريم.. رب العالمين جعل المودة والرحمة، ولكن بعد أشهر هذهِ المودة تنقلب إلى بغضاء وشحناء ومحاكم وهتك وفضائح، إذن أين هذهِ المودة والرحمة؟.. إن الله -عز وجل- ما سلب المودة والرحمة، بل الإنسان هو الذي فرط في هذهِ المودة والرحمة، التي هي رأس مال.. مثلا: أب أعطى ابنهُ مليون دينار، فذهب في ليلة ولعب القمار، وخرج صفر اليدين.. فإذن، هو الذي فرط في رأس المال هذا.. هو {جَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}، فالذي يرعى هذهِ النبتة، أو رأس المال، فإن رب العالمين ليس فقط لا يسلبها، بل يزيدهما قوةً.. ومن هنا علاقة المؤمن بزوجته في أواخر عمره، أقوى من أيام شبابه.. لأن أيام الشباب هناك: الشهوة، والغريزة، والكلام الشاعري الذي في كثير من الأوقات لا رصيد لهُ.. وإنما في آخر العمر الإنسان ينظر إلى زوجتهِ، وقد أنجبت لهُ ما أنجبت، عندما يرى ولداً باراً يعينهُ على دنياه أو على آخرتهِ، يقول: هذهِ من بركات فلانة، الآن إذا لم تكن هي المربية، على الأقل هي الوالدة؛ وهذا يكفي.

إن المرأة التي تموت في مرض الولادة، هي في حكم الشهداء.. هذا الولد عندما يكبر ألا يكون وفيا لها؛ لأنها هي التي كانت سبباً ظاهرياً لوجوده؟.. فكيف إذا أرضعته، وكيف إذا ربته، وكيف إذا زوجته؟.. فإذن، إن الحق كبير.. والمؤمن بشكل عام لا ينسى إحسان أحد في حقه، والإنسان الذي لا يقدر الإحسان، هناك نقص في إيمانه.. ليس إنسان فاسق، أو فاجر؛ ولكن ليس فيه صفة الإيمان.. بعض المؤمنين لهُ دفتر صغير، يكتب فيه أسماء ذوي الحقوق عليه، يخاف أن ينسى إنسانا علمهُ كلمة، أو إماما صلى خلفهُ في المسجد لهُ حق عليه.. هذا إذا ذهب إلى العمرة والحج لا ينسى هؤلاء أمامهُ هذهِ الورقة، وفي موضع الاستجابة في جوف الليل أو عندَ الحطيم، يقول: يا رب أنفذ لمن في الورقة.. انتهى الموضوع!.. ورب العالمين يعرف من بالورقة.. فإذن، إن هذهِ المودة مودة مجعولة، والإنسان هو الذي يوجب سلب هذهِ المودة.

ما الفارق بين المودة والمحبة؟..
عادة في الحياة الزوجية المتعارف سمة الحب.. لماذا القرآن الكريم لم يستعمل الحب، وهو الاستعمال الطبيعي إنما استعمل كلمة المودة؟.. يقولون: إن نسبة المودة للمحبة، كنسبة الخضوع للخشوع.. فالإنسان عندما يخشع لله عز وجل، هذا الخشوع الباطني يوجب لهُ الخضوع خارجاً {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}.. الذي يعيش الخشية من الله -عز وجل- طبيعي هذهِ الخشية تسري في الجوارح، ويتحول إلى إنسان خاضع.. إذن الخشية في عالم القلب، والخضوع في عالم الخارج.. يقولون: الحب في عالم القلب، والمودة في عالم الخارج.. وبعبارة أوضح: ترجمة الخشوع خضوعٌ، وترجمة الحبِ مودةٌ.

إن الذي يحب ولا ينفذ هذا الحب، ولا يترجم هذا الحب.. هذا حب، ولكن ليست عندهُ مودة.. ولهذا في القرآن الكريم عندما يصل الأمر إلى ذوي القُربى، يقول: {لّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} ولم يقل المحبة.. الحب قد يكون واقعاً، ولكنه حب غير مترجم عملياً، فلا مودة فيه.. إذن ربُ العالمين جعل ما بين الزوجين ما هو أرقى من المحبة، ألا وهي المودة.

وأما الرحمة: الإنسان عندما يود أحداً، من المؤكد أن هناك تراحما فيما بينهما.. يقول صاحب الميزان: (الرحمة نوعُ تأثرٍ نفسانيٍّ عند مشاهدة حرمان المحروم عن هدى الكمال، وحاجته إلى رفع نقيصته.. يدعو الراحم إلى إنجائه من الحرمان ورفع نقصه).. مثلا: الزوج يرى في زوجتهِ نقصا: امرأة صلاتُها ليس بالمستوى المطلوب، هذهِ الرحمة التي في القلب، تقتضي أن تعمل ما يرفع من مستوى صلاتها.. امرأة حادة في المزاج، لسانها غير منضبط؛ الرحمة تستوجب أن تكمل النقص في هذا الموجود.. هذهِ رحمة.. فالرحمة إذن على ما يقولهُ صاحب الميزان: (يدعو الراحم إلى إنجائه من الحرمان، ورفع نقصه)؛ ليست الرحمة في الحياة الزوجية، أن يدلل الإنسان زوجتهُ فحسب!.. فيذهب للأسواق، ويأتي لها بالهدايا من أجل إسكاتها مثلاً.. بل الرحمة معنى أعمق وأكثر جوهرية: يحمل همها، ويرى نقصها، ويحاول أن يسد هذا النقص.

إن هذهِ الآية من الآيات المفتاحية.. عادةً في بعض البلاد، عندما يعقدون بين الزوجين، هنالك فحص طبي.. وهذا شيء لا بأس بهِ، وهنالك إرشاد أسري، وطبيب نفساني، أو خبير تربوي، يلقي محاضرة حول التعامل مع الزوجين.. يا حبذا لو أن كل الأزواج حديثي العهد، يدخلون دورة تربوية.. إن بعض المؤمنين يقول: يا ليتنا استمعنا لهذهِ الأمور منذ الليلة الأولى، خاصة مستحبات ليلة الزفاف!.. في عالم التجارة هناك قاعدة معروفة: إيقاف الخسارة، ربحٌ في حد نفسه.. مثلا: إنسان عنده محل تجاري، وفي كل يوم عنده خسائر.. فالتاجر اللبق يغلق المحل؛ لئلا تتراكم عليه الخسارة.

فإذن، إن الذي يرى خُسراناً في حياته: مع نفسه، أو مع زوجته، أو مع مجتمعه.. ليس الحل في التأفف، والحزن، والحسرة؛ وإنما الحل هو في القيام بعملية إصلاحٍ للمسيرة.. إن بعض العلماء كان يركز على هذا الاسم (يا مدرك كُلِّ فوت)!.. لعل من المعاني؛ أي يا رب أنا فاقد لأشياء كثيرة: أيام شبابي ما عرفت الطريق، الآن عرفت حيثُ لا مجال للتعويض.. (يا مدرك كُلِّ فوت)؛ أي يا رب الثمرة التي كُنت أريد أن أقطفها من هذهِ الشجرة، بعد سنوات من السقي والغرسَّ و..الخ، أعطني هذهِ الثمرة في طبق جاري!.. هذا الزارع يتعب سنوات حتى يقطف ثمرة من تفاح، ويأتي إنسان وبيدهِ مبلغ من المال أيضاً يشتري صندوقا من التفاح من سوق الفواكه، فالنتيجة هيَّ النتيجة.. إن ربُ العالمين في ليلة واحدة، يمكن أن يعطيك هذهِ السلة، التي تُعطى للغير بعد سنوات من التعبِ والمجاهدة.. وهناك شواهد على ذلك، كيف أن البعض في ليلة واحدة ربح تجارة الأبد.

إن المرأة أقدر من الرجل في طيِّ مدارج الكمال، والدليل على ذلك: أن المؤمنة لها خواص غير متوفرة في الرجل، هذهِ الخواص تدفعها نحو الكمال.. ولكن المجالات العبادية مفتوحة للرجل: منها الجهاد، والجهاد وضع عن المرأة.. الرجل يجاهد، الرجل يسافر في طلب العلم، الرجل يذهب للمجالس العامة من دون استئذان.. بينما المرأة تحتاج إلى إذن في الخروج من المنزل، وخاصة إذا كان يُنافي حقهُ كقدر متيقن، لا يجوز لها أن تذهب حتى إلى المحاضرات الدينية، إذا كان الأمر في دائرة المنع الشرعي.. هذهِ الرواية تدل على أنهُ كان هناك حركة نسائية جيدة في زمان النبي.

(عن أسماء بنت يزيد الأنصارية أنها أتت الرسول (ص) وهو بين أصحابه فقالت: بأبي أنت وأمي!.. إني وافدة النساء إليك، واعلم -نفسي لك الفداء- أنه ما من امرأة كائنة في شرق ولا غرب سمعت بمخرجي هذا، إلا وهي على مثل رأيي.. إن الله بعثك بالحق إلى الرجال والنساء، فآمنا بك وبإلهك الذي أرسلك.. وإنا -معاشر النساء- محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم.. وإنكم -معاشر الرجال- فُضّلتم علينا: بالجمعة، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله.. وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو معتمراً أو مرابطاً، حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا لكم أثوابكم، وربينا لكم أولادكم.. فبما نشارككم في الأجر يا رسول الله؟.. فالتفت النبي (ص) إلى أصحابه لوجهه كله، ثم قال: هل سمعتم مقالة قط أحسن من مسألتها من أمر دينها من هذه؟.. فقالوا: ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا!.. فالتفت النبي (ص) إليها ثم قال: انصرفي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء: أن حُسن تبعلّ إحداكنّ لزوجها، وطلبها مرضاته، وإتباعها موافقته؛ يَعدلْ ذلك كله.. فخرجت المرأة وهي تهلل وتكبّر استبشارا).. لو أن المرأة تعلم أنها شريكةٌ في كُل ما يقوم بهِ الرجل من إنجاز؛ هل تشتكي مما اشتكت منهُ هذهِ المرأة؟.. مع الأسف النساء هكذا هذهِ الأيام، ليس عندهن التفاتة إلى هذا المبدأ!..

إن الدرس العملي: هو أن المرأة في ظل هذهِ العائلة المباركة تؤسس كياناً، هذا الكيان ما يصدر منهُ من خير؛ فإن هذا الخير يعود إلى هذا الكيان برمته.. وهذا في عرف الدول، فالدولة فيها رئيس وزراء، وهنالك وزراء.. ليس كل الوزراء ناجحين في عملهم، ولكن كيان الدولة كيان واحد، قد يكون وزيران اثنان، أو ثلاثة، أو أربعة متميزين.. فينسب النجاح إلى الوزارة كلها، لا إلى ذلك الوزير.. فإذن، إن البركات تنسب إلى هذا الكيان بكلهِ: الأب، والأم، والأولاد.. كما ننسب البركات إلى النبي وآله، فنقول: هذا من فضل الله وآله.. كل ما يصلنا من خير، لا نجزأ الخير، بل نجعلهُ منسوباً إلى هذهِ العائلة المباركة.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.