Search
Close this search box.
  • القلب السليم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

اعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاه وأتم السلام علی اشرف الانبیاء و سید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني واخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
الحدیث حول القلب وسلامة القلب من أهم الابحاث في کتب الاخلاق وهذا البحث من أهم الابحاث القرآنیة ایضاً، الانسان عندما یُحشر له اعمال صالحة وله دریة طیبة أعني البعض ولکن القرآن الکریم یقول یوم لا ینفع مال ولا بنون إلا من أتی الله بقلب سلیم، الآن الولد الصالح صدقة جاریة لک ولکن أنت ماذا صنعت؟ مالک دخل في طریق الخیر، المال اذا صدر من صاحب القلب السلیم هذا الانفاق لهذا المال یخلوا من الریاء والعجب، القلب السلیم هو الذي یربي جیلاً سلیماً، الانسان الذي له قلب ملوث کیف یربي ولدا صالحا، اذاً المال والبنون الذریة الصالحة کل ذلک من ثمرات القلب السلیم اذاً هذه مسئلة.
مسئلة ثانیة نحن لسنا بأنبیاء ولا بأوصیاء أنبیاء ولکن من الممکن أن نُلحق بالاولیاء هذا ممکن، عندنا وليٌ وعندنا وصيٌ، اولیاء الله من تربی في مدرسة الاوصیاء وإن من شیعتة لابراهیم هنا مرجع الضمیر ماذا؟ نوح النبي، المشایع هو المتبع، شیعة علي أي من إتبع علیاً، ومن أتبع علیاً إتبع باب مدینة العلم ومن دخل الباب وصل الی المدینة، قلها بعبارة واحدة، من شایع علیا فقد شایع النبي، القرآن یقول ابراهیم من شیعة نوح، علی وذریتة هؤلاء ایضا تبعوا النبي کلمة المشایعة اصطلاح قرآني! من شایع علیا وصار من شیعتة علیه أن یفتخر بهذا اللقب، هذا مقام ابراهیم، ابراهیم اتبع نوحاً رب العالمین سماه من شیعتة نوح وشیعتة علی والنبي هذا مقام أرقی من مشایعة نبي الله نوح! لأن النبي صاحب الرسالة الخاتمة الرسالة الناسخة، الشاهد هنا إذ جاء ربهُ بقلب سلیم کلامنا لازال في القلب السلیم، یوم القیامة ینفعک القلب السلیم، في دار الدنیا ینفعک القلب السلیم، لماذا صار من شیعة نوح؟ لأنهُ جاء بقلب سلیم!.
وهنا اخواني نکتة قرآنیة، القرآن ملیئ بالنکات إذ جاء ربهُ اذاً هو سعی هو جاهد، جاهدوا فینا، لا تنتظر القلب السلیم یأتیک جزافاً أنت جیئ ربک بقلب سلیم، اذاً الآیة مشعرة أن القلب السلیم بحاجة الی حرکة بحاجة الی مجیئ، الآن ما هو القلب السلیم نسئل رسول الله صل الله علیه وآله، وقد سُئل في زمانه ما القلب السلیم؟ النبي الاکرم صل الله علیه وآله کلامه کلام الانبیاء، دقیق جداً جعل القلب السلیم ذا شقین، الشق الاول في العقائد والشق الثاني في الاعمال، قل في الجوارح والجوانح واما في الجانحة دین بلا شک ولا هوی، في مقام الاعتقاد الشک والهوی لا یدخل فیه، من یعتقد بالتوحید والنبوة والمعاد وهو شاکٌ، أیُ قلب سلیم هذا؟ الذي یتبع الهوی یمشي علی دین آبائه واجداده أيُ قلب سلیم؟ هذه مشکلة المشاکل، تناقش انسان في مسئلة اعتقادیة النبي أوصی أو لم یوصي، الکلام مقنع أي عاقل یترک عائلتة من دون وصي؟ یُسافر یوم یومین یقول لأخیه لولده أنت خلیفتي في أهلي موسی جعل هارون وقد غاب عن قومة أربعین لیلة فکیف النبي یغادر الأمة الی الابد من دون وصي؟ القضیة واضحة، ولکن الهوی یمنعهُ، الاعتداد بالرأي یمنعهُ إتباع الغير یمنعهُ اذاً بلا شک وهوی.
وثانیا وعنل بلا سمعةٌ وریاء، قد یکون الانسان صاحب اعتقاد صحیح، في مقام العمل یرائي هذا قلبة فاسد، هنیئاً لمن کان سلیم العقیدة وسلیم العمل.
کذلک عن الامام الصادق علیه السلام یفسر القلب السلیم بصاحب النیة الصادقة الانسان الذي یراعي الغیر هذا قلبهُ سقیم، لمَ؟ لأنهّ جعل غیر الله عزوجل شریکاً له! قد یتفق لا اقول کثیرا قد یتفق الانسان یراعي طفلاً صغیرا یرائي ویراعي، لا ینظر الی الحرام امام الطفل یخشی أن ینقل الخبر الی الغیر، الطفل یراعیه عین الصبي تردعهُ وعین رب العالمین لا تردعهُ، هذا صاحب قلب سلیم؟ اذاً، یقول امامنا لئن سلامة القلب من هواجس المذکورات تُخلص النیة لله في الامور کلها، المسیح عیسی بن مریم ایضا له کلام حول القلب، یقول القلوب ما لم تخرقها الشهوات ویدنسها الطمع ویُقسها النعیم، فسوف تکون واعیة للحکمة، القلب السلیم یتلقی الحکمة، متی یتلقی الحکمة؟ عندنا یکون خالیاً من الشهوات ولهذا البِطنة تُذهب الفطنة، البطن الممتلئ ما امتلئ البطن الا لشهوة الطعام، اذاً الشهوة تمنع الحکمة والحکمة تمنع سلامة القلب.
الامام المجتبی صلوات الله علیه ایضا له کلمة في تفسیر السلامه، المسیح له کلمه النبي له کلمة القرآن له کلمة، سلامة قلب بحث محوري، الامام الحسن علیه السلام یقول أسلم القلوب ما طهر من الشبهات، یأتینا بعض الاخوة یقول في قلبي شبهة، تذکر له الجواب، جواب مقنع یقول قلبي لا یستقر عقلي استوعب ولکن قلبي فیه شک وشبهه هذا القلب ایضا قلب غیر سلیم.
واخیراً هذا تقریبا في علاقتنا بالله عزوجل سلامة النیة سلامة الاعتقاد عدم الریاء کل هذا تقریبا في علاقتنا مع الله عزوجل، کن سلیم القلب في علاقتک مع البشر ایضاً أن تکون مع الله عزوجل سلیما یعني اعتقادات جیدة لا ترائي ولکن في قلبک الحسد تتمنی الشر للغیر هذا القلب ملوث، تسیئ الظن هذا القلب ملوث تحقد علی الغیر هذا القلب ملوث، کن مقیم اللیل کن ما تکون، هذا القلب لیس بسلیم! من أین هذا؟ لامیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه، لا یسلم لک قلبک حتی تُحب للمؤمنین ما تحب لنفسک! الانسان الذي یتمنی الخیر للآخرین، هذا الانسان صاحب قلب سلیم؟ من وصل الی هذا المقام لا یحسد ولا یحتقر ولا یحقد احداً، اذاً انتهی الکلام بهذه النقطة، سلامة القلب بالعلاقة مع رب العالمین ومع المخلوقین.

الهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیک الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا في هذه الساعة تحیة کثیرة وسلاما والی ارواح المؤمنین والمؤمنات نهدی ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.