الغيرة على الدين والأهل

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

من المفاهیم التي رکزت علیها الروایات الشریفة والمؤمن لابد أن یتعرف علی هذا المفهوم ثم العمل به الا وهو مفهوم الغیرة المؤمن غیور المؤمن عنده غیرة ما معنی هذه الجمله؟ نحن عندما نقول فلاني غار أو عنده غیرة المتبادر الی الذهن الغیرة علی زوجته علی أرحامه تقریبا هکذا المتبادر الی الأذهان الحالة الدفاعیة في الجانب النسائي يعني لصلاح الجانب النسائي الذي له حساسیة کما یقال هذه الایام في هذا المجال هذا الانسان یسمی انسان غیوراً طبعا هذا مصداق من المصادیق أن یکون الانسان هکذا متحسساً من زوجته أو علی زوجته إن نظر الیها ناظر نظرة مریبة هذا یجعله یتفاعل اذا کان منکراً ینکره بشدة من مصادیق الغیرة أو قل من آثارها أن المؤمن لا یجعل زوجته في مواضع الریبة في مواضع الاختلاط یذهب لولیمة جماعیة لا یجعل زوجته مثلا متلاصقة مع الرجال لا یأذن لزوجته أن تمازح الرجال مزحة مریبة الی آخره هذه من مصادیق الغیرة الأیمانیة طبعا المعنی أشمل المؤمن ایضا له غيرة على المؤمنين يعني اذا رأى مؤمناً یهتك ستره مؤمن یهان تأخذه الحمیة ایضا علی أخیه المؤمن کما تأخذه الحمیة علی زوجته وأبنته وأخته مثلا اذاً جوهر الغیرة قبل أن نقرأ الروایات نرید أن نعلم هذا المفهوم جوهر الغيرة أن یکون للانسان حالة من التحسس والاهتمام بما یجري علی الغیر في الدرجة الاولی الزوجة والأرحام من النساء مثلاً وبعده الأرحام من غیر النساء وبعد إخوانه المؤمنین ولهذا التعبیر ورد بالنسبة لله عزوجل هذه العبارة واقعا عبارة من زاویة مفرحة للمؤمن کم قیمة المؤمن إن الله تعالی یغار للمسلم له غیرة علی المسلم کیف أنت اذا رأيت زوجتك تهتك تدافع عنه بکل قوتك رب العالمین له غیرة علی المسلم إن الله یدافع عن الذین آمنوا وویل ثم ویل لمن تعرض لهذه الغیرة الألهیة سلطان یمشي مع زوجته انسان صعلوك مستضعف یتحرش بزوجة السلطان مثلا هذا السلطان ماذا یصنع معه؟ اُثیر وعلی أعلی درجات القدرة ایاك أن تتعرض للغضب الالهي من یحلل علیه الغضب الالهي فقد هوی کما نعلمها من السورة المباركه.
رب العالمین قلنا قبل قلیل غیور یحب کل غیور ولغیرته حرم الفواحش ظاهرها وباطنها یعني ماذا؟ رب العالمین لا یرید أن یری عبده مرتکباً للفحشاء یغار علیه کیف أنت تغار علی ابنتك لا تسمح لها أن تخرج الی کل مکان! رب العالمین یغار عليك إن کنت تعقل لا تجعل تركك للحرام منة علی الله ورسول رب العالمین حباً لك وغیرة عليك منعك من الفواحش کالزنی وغیرها من موارد الفاحشه.
واما الغیرة المذمومة کل ما ذکرناه الی الآن هذه الغیرة ممدوحة ولکن هناك غيرة مذمومة في الرجال وغیرة مذمومة في النساء واما غیرة الرجال متی تذم؟ اذا تجاوز حد الأعتدال بعض الناس حقیقتاً مبتلی بمرض في هذا المجال في العمل یوسوس یقول زوجتي الآن یتصل معها جهازها مشغولاً هکذا یکاد یجزم أنها تتکلم مع أجنبي بأي دلیل؟ لا دلیل! اذاً هکذا هي تمشي في الشارع في السوق وعینه علی عینها وکأن هذه المرأة ترید أن ترتکب الحرام في کل خطوة هذا ایضا مذموم امیرالمؤمنین حذر من هذا؛ في وصیته لإبنه الحسن طبعا حدیث الامام مع ولده الحسن من باب الاعتبار لباقي المؤمنین؛ ایاك والتغایر في غیر موضع الغیرة فإن ذلك یدعوا الصحیح منهن الی السقم أنت المرأة عندما تلقنها أنها مثلا في طریق الخیانة تفقد ثقتها بنفسها من تلقین الزوج وبعد أن فقدت الثقة من الممکن أن تقع في المحذور هي شریفة ولکن في مقام العمل کأنك لقنتها بأنها غیر شریفة من باب الغیرة الزائدة هذا التلقین أوقعها في الحرام.
واما في جانب النساء؛ فالقضیة واضحة وخاصة اذا کانت للمرأة ضرة هذه المرأة في بعض الحالات تنسی الحدود الشرعیة تتعدی علی الزوج لو أن الأمر کان حراماً لو کان قبیحا لما أحله رب العالمین ولهذا یقول امیرالمؤمنین غیرة الرجل ایمان طبعا من دون تجاوز للحدود غیرة المرأة عدوان المرأة عندما تشتعل في قلبها الغیرة تتجاوز الحدود وعلمنا بعض النساء الرجل اذا أرتکب حراماً هذا الأمر لا یهمها ولکن إن أرتکب حلالاً أثارت غیرتها هذا کیف نفسره؟
روایة أخیرة المرأة التي تراقب الله في نفسها ولا تغار الا في موضع یرضاه الله ورسوله هذه مؤمنة حقاً اذا وجدت امرأة لا تغار الا في موضعه هذه المرأة قدیسة في زمان امامنا الصادق علیه السلام أحدهم أثنی علی زوجته الآن بأي داعي لا أدري امام الامام أحسن علیه الثناء فقال له الصادق علیه السلام أغرتها أثرت غیرتها أمتحنتها؟ قال لا قال فأغرها إصنع ما یثیر غیرتها فأغارها فثبتت هذه المرأة یبدوا کانت علی مستوی الثناء امام الامام فقال لأباعبدالله إني قد أغرتها فثبتت مثلا رجل له زوجة أخری مدح زوجته بالحق امامها هي لم تبرز مثلا نظرة عدائیة یقول الراوي أني قد أغرتها فثبتت فقال هي کما تقول مادمت أختبرتها هذا الاختبار هي کما تقول وهنیئا لإمرأة امام زمانها یرضی عنها وعن الثناء علیها.

اللهم لا تجعل مصیبتنا في دیننا لا تجعل الدنیا اکبر همنا ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.