Search
Close this search box.
  • العلم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
حدیثنا عن العلم وما هو العلم المنجي؟ وهي العلاقة بین العلم والخشیة؟ وهذا العلم الذي نتعلمه في المعاهد والجامعات ما هو وزنه أو ما هو دوره في وراثة الخشیة؟ هل کل علم یورث الخشوع أم لا هذا موضوع حدیثنا.
اولاً علینا أن نعلم أن العلم علی قسمین علم یصلح للمعاش لأمر الدنیا انسان یرید أن یصنع شیئاً من خشب لابد أن یکون له علم بالنجارة مثلا یرید أن یُخبز خبزة لابد أن یکون خبازاً یشفي مریضاً لابد أن یکون طبیبا یبني بناء لابد أن یکون مهندسا هذه فنون الدنیا، وبالمناسبة نقولها بین قوسین لا ینبقي الاقترار بأي علم؛ هذه العلوم مقدمة لإصلاح أمر المعاش فعلیه لا ننسی قوله تعالی دائما وابداً إن أکرمکم عند الله أتقاکم، رأينا وسمعنا بعض الأصناف بعض المهن أصحابها یتبجحون بمهنتهم وکأنهم أشرف الخلق، علی کلٍ هذه المهن کلها تصب في أمر المعاش، الأمر الذي یمیز یجعل العلم متمیزا ذلك العلم الذي یصب في الخشیة یجعلك تخشی الله عزوجل، یجعلك تتقن عبادك تجعلك تخاف من الوقوع في المعصیة ذلك العلم الذي یجعل صلاتك صلاة ممیزة هذا هو العلم الذي تُعطی له القیمة الکبری، ولهذا الانسان المؤمن اذا أراد أن یعلم أن علمه نفعه أم لا فلینظر إلی صلاته إلی علاقته مع الله عزوجل؛ إن رأی تمیزاً في العلاقة بعد أن قرأ کتاباً هذه القرائة هذا العلم الذي أکتسبه هو علم مقرب في طریق العبودیة، اذاً اولا العلم الذي یُنجیك هو ذلك العلم الذي یُبکیك یوجب لك البکاء، الآن البکاء علی أي شيء؟ البکاء علی نفسك قبل أن يبكي عليك الباکون ساعة الموت علیك بالبکاء علی نفسك ساعة الحیاة، بکاء المیت بعد الموت لا ینفعك شیئا بل قد یضرك ولکن البکاء علی نفسك في الحیاة هذا البکاء مثمر هذا البکاء مغیر هذا البکاء یدفعك للامام کما یقال. هذا اولا ومعنی العلم.
نستفید هذا المعنی الذي قلناه نحن دائماً نستشهد بعد أن نذکر مقدمة بکلام المعصوم اطمئناناً وجلباً للإطمئنان للخاطر غایة العلم عن امیرالمؤمنین صلوات الله علیه غایة العلم الخوف من الله سبحانه هذا معنی انما یخشی الله من عباده العلماء، أقولها بین قوسین من له اُنس بالقرآن الکریم وفهم المفردات القرآنیة هناك فرق بین الخوف والخشیة؛ الخوف الذي یقارنه تقدیر واحترام وتقدیس هذه هي الخشیة! عندما تری أسداً في الطریق فجأةً تخاف منه هذا الخوف لا یصاحبه تقدیر واحترام الخوف اذا صار معه هکذا تقدیر واحترام وشيء في الباطن یورث لك الخشیة هذا الخوف خوف مقدس وخشیةٌ، العالم بالله عزوجل له مثل هذا الخوف علی أحدنا أن یسعی لکسب ذلك امیرالمؤمنین علیه السلام ایضا له کلمة ایضا یقول بأن هذا العلم لو تقلقل إلی باطنك ما هو أثره؟ یقول لو تعلمون ما أعلم مما طوي عنکم غیبه اذاً لخرجتم إلی الصعدات تبکون علی أعمالکم هذا الذي قلناه قبل قلیل، یعني الانسان اذا إطلع علی واقعه من مصادیق العلم علمك بحالك علمك بنفسك إن علمت ما أنت فیه من الخسران یقول لخرجتم إلی الصحاري تبکون علی أنفسکم هذا المعنی معنی کما یقال محفز، اذاً علینا أن نجعل من مصادیق العلم، العلم بأنفسنا وبزوایاها ما یصلحها وما یفسدها.
وأخیرا الامام الصادق علیه السلام هنالك باب في روایات اهل البیت علیهم السلام خطر العمل بلا علم، انسان یخرج من المنزل في دابة سریعة ولکن لا یعلم الطریق لیس له هدف هذا الانسان من الممکن أن یصطدم بما یصطدم یردیه قتیلاً، العامل علی غیر بصیرة کالسائر علی غیر الطریق ولا یزیده سرعة السیر من الطریق الا بعداً ولهذا الذي یعمل من دون علم هذا الانسان لا یصل إلی الهدف بل قد یصل إلی جهة معاکسة، ولهذا بعض العلماء في التأريخ نقرأ عنهم بأنهم ظلوا الطریق لمَ؟ یعني إنحرفوا في مقام العمل لأنه لم یعرف الخطة ومن أين یبدأ وإلی أين ينتهي.

اللهم خذ بأیدینا في طریقك اللهم لا تفرق بیننا وبین اولیائك وفقنا للعلم والعمل الصالح وإلی أرواح المؤمنین والمؤمنات نهدي ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.