Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

س١/ محور هذا الحديث وإن كان عاماً -العلاقات الأسرية بين الشريعة والذاتية- يشمل جميع العلاقات الأسرية، إلا أنه نريد التركيز على خصوص العلاقات الأسرية؛ لأنها من موارد الابتلاء الكثير.. برأيكم لماذا التركيز على خصوص هذا البحث؟.. وهل للمشاكل الأسرية علاقة بالسير التكاملي للإنسان؟..
إن هنالك عدة أمور جعلتنا نركز على هذا المحور منها:
* إن هذا البحث من الأبحاث المهمة جداً؛ وذلك لأن الأخوة بين مَن هو ضمن حياة زوجية سعيدة إن شاء الله تعالى، وبين من يستقبل هذه الحياة.. وبالتالي، فإنه علينا أن نتثقف هذه الثقافة إما للوضع الموجود، أو للوضع المستقبلي إن شاء الله تعالى.. أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لحياة زوجية سعيدة، في ظل طاعة الله عز وجل.. فلو عملنا إحصائيات من خلال الاتصال بالناس، وتلقي رسائلهم وأحاديثهم، فإننا سنلاحظ أن الجو الغالب على حياة الأسر، لا يُعد الجو النموذجي الذي أراده الله تعالى لعباده المؤمنين.
* الرغبة في تنقية الأجواء الاجتماعية؛ وذلك لأن المؤمن في حركته التصاعدية التكاملية إلى الله عز وجل، يحتاج إلى جو هادئ، وثابت، وخالٍ من كل القلاقل والمشاكل.. إذ يكفيه همه بمشاكله مع نفسه، ومع الشيطان الرجيم، بل يكفيه حمله لآلام وهموم الأمة.. وبعد ذلك يريد أن يدخل في صراع مع زوجته، أو أسرته، وأقاربه.. ولذا فإن على المؤمن أن يسد الثغرات، التي من الممكن أن تأتيه بالمشاكل.
* تجاوز الخلافات الاجتماعية لنطاق الأسرة: فلو أن الخلاف محصور في نطاق خاص لهان الأمر، إلا أن المشكلة -للأسف- في مسألة افتضاح كل زوج للآخر ببيان الأسرار الزوجية، مما لا يمكن أن تذكر في الأحوال الاعتيادية.. وتدخل الأهل الانحيازي غير المدروس، يزيد تعقيد الأمور. ولطالما هذه الخلافات تسببت في سفك الدماء، كما هو الحال في العشائر والجماعات غير الملتزمة دينياً.
* الدعوة إلى الرقي والتكامل الإنساني من خلال هذين النصين:
الأول: وهو ما يقوله العلماء من خلال الاستفادة من الروايات: (أننا مأمورون بأن نتخلق بأخلاق الله).. يا له من شعار عريض!.. إن الرب عز وجل كما نقرأ في سورة التوحيد {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، ومع ذلك نحن مأمورون أن نتشبه بأخلاق الله تعالى.. طبعاً الأخلاق الممكنة لا كالخالقية مثلاً، بل في الإحسان والعدل والعلم والحكمة و…
الثاني: وهو ما يقوله الحكماء والفلاسفة: (إن الفلسفة عبارة عن التشبه بالإله على قدر الطاقة) البشرية؛ لتحصيل السعادة الأبدية.
* الدعوة إلى التمظهر بالعدل: إن الإنسان المؤمن مظهر من مظاهر عدل الله عز وجل، فرب العالمين كم يعفو ويتجاوز عن السيئات!.. وكم هو حليم بعباده!.. نقرأ في دعاء الجمعة للإمام السجاد (ع): (وتأنيت وأنت مليء بالمبادرة) مع أن طبيعة الأمر تقتضي تعجيل العقوبة، إلا أن رب العالمين يمهل ولكن لا يهمل.

س٢/ من المؤسف أنه عندما تزداد فجوة الخلافات بين الزوجين، فإن البعض يوكل الأمر إلى المسائل الغيبية كالسحر أو الجن.. فما هو تعليقكم على ذلك؟..
مع الأسف!.. إننا نسمع كثيراً بهذه العلة المزيفة المتفشية، حتى في الأوساط الأكاديمية.. فبمجرد وجود بعض الخلافات بين الزوج والزوجة، ترى الانجرار وراء السحرة والمشعوذين، وتبديد الأموال الطائلة، والتي بدورها تشجع بروز مثل هؤلاء المحتالين أكثر فأكثر.. والحال بأن القرآن الكريم هو كتاب السعادة الأبدية، حيث سجل لنا مبدأً في الحياة، لو احترمناه وعملنا به؛ لانقلبت حياتنا رأساً على عقب، وهو بعدم اتباع الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، وعدم اقتفاء ما ليس لنا به علم.. إن المؤمن لا يمشي وراء الأوهام المصطنعة في ذهنه، فليس كل ما يجيء فيه رحمانياً محقق الوقوع، أو مطابقاً للخارج.. فالذهن بواباته واسعة، وهنالك الشيطان وجنوده أيضاً.. فإذا كان من غير الممكن التحكم في هذه الأوهام، عليه بتحليلها وإسنادها إلى منشأ عقلاني، وإلا فالأولى تركها.. أي عند رؤية خللٍ في حياته الزوجية: تغيراً، أو إعراضاً من الطرف الآخر؛ عندئذ عليه أن يراجع سلوكياته، ويعمل استقراء لأخطائه الباطنية، لعل هنالك ما سبب هذه المشكلة.. وإلا فقد يكون إحساسا مختلقا لا قيمة له، وهو عند الله تعالى ملفاته بيضاء.. فإذن، علينا أن نبتعد عن عالم الأوهام، وإلا فالوهم يجر الوهم: اليوم وهم السحر، وغداً وهم الجن، وبعده وهم الحسد، وهلم جرا.

س٣/ من الأسباب التي قد تضاعف النزاع بين الزوجين، هو الاحتكام إلى من ليس لهم خبرة في حل النزاع.. فما هي نصيحتكم في هذا المجال؟..
إن القرآن الكريم لم يترك هذا الأمر، حيث قال تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَ}.. إن هذا التعبير القرآني {وَإِنْ خِفْتُمْ} هو إشارة إلى المبادرة في حل النزاعات، والإصلاح بين الزوجين، قبل أن تقع الواقعة، ويتفاقم الخلاف إلى حيث لا ينفع فيه أي نصح.. ثم نلاحظ أيضاً أن الآية لم تحدد من يكون الحكم: عماً، أو خالاً، أو غيرهم.. بل حددت فقط اختياره من بين الأهلين؛ ليتم اختيار الأمثل لهذه المهمة.. لا أي إنسان لا يحكم الرأي، أو سريع الانفعال، أو ما شابه ذلك.. ثم إن الله تعالى أشار إلى حالة التوفيق بين الطرفين، إذا كانت لديهم نية الإصلاح والتفاهم، وإلا فلا معنى لهذه المحكمة.

س٤/ هل ثمة علاقة بين الظلم في نطاق الأسرة، وبين تأثيره على البعد التربوي للأولاد؟..
بلا شك أن من آثار النزاع والشقاق الزوجي هو قطع الرحم، مع الأسف بعض الآباء والأمهات يعتقدون بأن الأبناء مغفّلون لا يفهمون ما يجري.. والحال بأن هنالك كاميرات صامتة في أذهانهم تسجل كل ذلك، وما إن تأتي مرحلة البلوغ، إلا وتثار كل تلك المشاعر والأحاسيس، ويبدأ الابن يقلب الملفات المختزنة، ويحكم على أبويه، أي الطرفين ظلم الآخر.. وبالتالي، فإنه يصبح عدواً لدوداً مجانباً لأصله: إن كانت أمه، أو كان أباه، وقد يبقى منحازاً في صف أحدهما ضد الآخر.. وقد يكون بعض صور العقوق، منشأها سوء تصرفات الأبوين أمام الأبناء.

س٥/ ماذا عن مسألة رفع الكلفة بين الزوجين.. فالبعض يفضلون الاحترام المتبادل، والبعض يفضل رفع الحدود، أيهما أفضل؟..
هنالك قواعد عامة تجاه الطرف الآخر أي كان، تشير بالتزام الوسطية في التعامل.. لا العلاقة الرسمية، وكأنه يتعامل مع شريكه في التجارة، ولا إسقاط الحدود بشكل عام.. والمؤمن لا يحاول أن يريق ماء وجهه بالاسترسال في المزاح غير المدروس، والذي قد يتحول إلى ضغائن وأحقاد في النفوس.. كما قال علي(ع): (ما مزح امرؤ مزحة، إلا مج الله من عقله مجة)؛ أي رمى شيئاً من مخه.. وهنا إشارة إلى خفة العقل الملازم لكثرة المزاح.

س٦/ كيف يوفق الإنسان بين حب الله وحب الأهل؟..
إن (القلب حرم الله، فلا تُسكن حرم الله غير الله)؛ أي نحن مأمورون بتفريغ الفؤاد لرب العباد.. ولكن في نفس الوقت، مطلوب منا الالتفات إلى ذوي الحقوق علينا، فهذا لا يناقض الحب الإلهي أبداً، بل هو فرع منه، وفي رواية جميلة تقول -ما مضمونه-: (بأن الإنسان كلما زاد إيمانه، زاد حباً للنساء) بمعنى الحب الممنهج، والرسالي، والمدروس لا الحب الشهواني.. والنبي الأكرم (ص) حجة علينا، فهو مع تعدد زوجاته، لم نجد شكوى من إحداهن، بحيث أن النبي مثلاُ انشغل عنها في عبادته وهجرها.. وهنا بشارة للجميع، حيث يقول عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.. نلاحظ أن الله تعالى وعد بجعل الود للمتقين في قلوب عباده، فكيف بالزوجة، وهي من ألصق الناس بالزوج!.. فإذن، إن المؤمن إذا كان على المنهج الإسلامي الصحيح، لا على منهج المنحرفين والمتقوقعين أو المتصوفين، لن يبتلى باثنينية بين حب الله تعالى وحب النساء.

س٧/ ماذا تنصحون فيما إذا كان أحد الزوجين عصبي وسريع الانفعال في الأقوال غير المحمودة؟..
إن من موجبات ردع الإنسان العصبي، وجعله يحتقر ما هو فيه، التزام الطرف المقابل بالصمت، وعدم الدخول معه في الجدال.. فهذا يجعله يحترق في داخله من ناحية، ومن ناحية أخرى حتى لا يجد الشيطان منفذاً سريعاً بينهما وتتعقد الأمور.. قال تعالى: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا}.

س٨/ ما هو الحل برأيكم تجاه مشكلة غلاء المهور، والتي أدت إلى زيادة ظاهرة العنوسة، وكثرة حالات الطلاق؟..
إن الضحية الأولى لمشكلة غلاء المهور هي البنت: فإننا نلاحظ -من خلال الرسائل الخاصة التي تردنا من خلال الموقع وغيره- شدة ما تعانيه الفتاة التي فاتها قطار الزوجية، وهي معذورة في هذا الأمر.. فكم من الصعب على الإنسان أن يعيش ما تبقى من حياته، وهو لا يعلم أن له ذاكرا بعد هذه الحياة الدنيا!.. أنا أعتقد أن من أغلى ثمار الحياة الزوجية -حتى لو أن الإنسان ما استمتع بحياة سعيدة- هي الذرية الصالحة.. والضحية الثانية هي الأب: الذي يغالي في مهر ابنته وكأنه يريد أن يبيعها، أو أن يأخذ ثمن تربيته لها!.. حيث أنه قد جنى على نفسه بوخز الضمير والعذاب الداخلي في الدنيا، وما كان في الآخرة أعظم وأخزى حيث العذاب البزرخي، فالله تعالى لا يرضى بالظلم، وهو على كل شيء حسيب.

س٩/ نحن من ضمن لجنة التزويج الجماعي، ولاحظنا أن نسبة حالات الطلاق متزايدة.. فهل نكون مأثومين لأننا نشجع على الزواج غير الموفق الذي لا يستمر؟..
إن من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى، التوفيق بين رأسين في الحلال.. والفشل في بعض الحالات لا يلزم التوقف والإحباط، أنتم قمتم بما عليكم والبقية تترك على رب العالمين، فلو نجحتم في تزويج عشرة من شباب المؤمنين، فإن لكم من الذخائر التي لا تنفذ يوم القيامة.. ثم إن حركة الزواج الجماعي حركة اقتصادية جميلة، لا أعتقد أنها صورة من صور الفقر، أو التمظهر بمظهر الاستضعاف؛ ليستنكف البعض عنها.. بل هي حركة مباركة إذا ما كانت ضمن مباركة شرعية، وفي جو رسالي هادف.. أنا أدعو الجمعيات الخيرية، واللجان العلمائية، والنخب الصالحة؛ لتأسيس هيئات مركزية نزيهة وموضوعية في مختلف البلاد والمدن الإسلامية، من أجل التوفيق بين الشباب والفتيات.

س١٠/ في حلقة من الحلقات ذكرتم بأن هناك صلاة لحل مشاكل الأولاد.. فما هي النية في هذه الصلاة؟..
إن الأمر ليس بهذه السهولة، بل يحتاج إلى حركة متكاملة جامعة.. فنحن لسنا من دعاة إهمال الواقع، والاقتصار على الجانب العبادي: من الأوراد والأذكار، بل إن علينا الجمع بين هذين الخطين:
الأول: استعمال الأساليب التربوية، والبحث عن الأسباب والعلل؛ لأجل معرفة السبب الذي جعل الولد ينحرف، ولا يسمع كلام أبويه.. وخاصة في بلاد المهجر، حيث أننا نجد -مع الأسف- الأبوين لا يراقبان الأولاد، مع أنهم مسؤولية كبيرة في أعناقهم.. بل إن بعض الآباء أيضاً قد يصرح بأنه ملتزم دينياً ولكن أين هو عن أولاده؟!.. حيث تتقاذفهم الأمواج وتهوي بهم الريح في مكان سحيق!.. فإذن، لابد من معالجة القضية من جذورها.
الثاني: الالتجاء إلى الله تعالى، إذ أن من ساعات الالتجاء، إذا الأم رأت فلذة كبدها -بنتاً أو صبياً- يذهب من عندها في ليلة حمراء، هنا عليها أن تبادر بالدعاء، وتصلي صلاة الأولاد بنية أن يحفظ رب العالمين ابنها، وهي ركعتين تصلى ليلاً للأولاد، ونهاراً للوالدين: في الأولى سورة القدر، والثانية الكوثر بعد الفاتحة.
أي من الضروري الجمع بين هذين الخطين المتوازيين، كما جاء في الرواية في شأن ذلك الأعرابي، الذي ترجل عن ناقته، وقال للرسول (ص): هل أتركها وأتوكل؟!.. فقال له الرسول الأكرم(ص): (اعقلها وتوكل).

س١١/ ما هو الحل إذا كانت الزوجة مضطرة للعيش في بيئة غير إيمانية، لا تساعدها على التكامل الروحي والتثقف والوعي الديني؟..
من المعلوم أن جهاد المرأة حسن التبعل، وتشجيع الزوج لتأمين متطلبات الحياة، وتأمين الحضن الدافئ له؛ من سبل ترقيها وتكاملها أيضاً.. فالإنسان المؤمن عليه أن يكون واقعياً، وليكن مصداقاً لهذا الحديث الشريف: (إن لم يكن ما تريد، فأرد ما يكون)؛ ليعيش حالة الرضا، والاطمئنان النفسي، بعيداً عن التحسر والألم الناشئ من فقدانه امتيازاً ما، أو أمراً مخالفاً لهواه.. فنحن عندما نقرأ دعاء الجوشن، نذكر الله تعالى بألف مرة من الأسماء والصفات: (يا خير من خلا به وحيد، يا حبيب من تحبب إليه، يا حبيب القلوب).. فإذن، المرأة عليها أن لا تستسلم إذا كانت بعيدة عن الأجواء الإيمانية، وتشق دربها، وتعلق أملها بالله عز وجل، والأهم من كل ذلك هو امتلاك منهجية في الحياة.

س١٢/ ما واجب الأم تجاه طفلها الرضيع، وهل يحق لها أن تطالب بالأجرة مقابل الرضاعة؟..
إن مسألة إرضاع الأم لطفلها، يعد من أقدس الحالات البشرية.. لذا نلاحظ في المسابقات الفوتوغرافية العالمية، فوز مثل هذه الصور المعبرة عن حنان الأمومة؛ لأن هذا الطفل الرضيع، وجود مرتبط بأمه عايشها تسعة أشهر، وإذا خرج لا معين له غيرها.. ومن الجميل أن تغرس الأم في ابنها المشاعر الإنسانية العالية حال الإرضاع من خلال نظراتها أو حتى صوتها.. إذ أنه معروف بأن الطفل يأنس بصوت أمه؛ لأنه كان يسمعه وهو في الظلمات الثلاث، وأيضاً الإكثار من ذكر الله عز وجل، وخاصة إذا كان بصوت مسموع: تلاوة للقرآن الكريم، أو ابتهالاً بدعاء.. مما قد ينفذ في طبلة الرضيع، ومن الممكن أن يختزن في اللاشعور، وفي يوم من الأيام يظهر إلى السطح كما هو مجرب.

س١٣/المشاكل الزوجية ظاهرة مستشرية بين المسلمين، وإن الإيمان والثقافة الإسلامية، يخفف من المشاكل؛ ولكن لا يعالجها أو يحد منها.. فقد نجد امرأة ملتزمة مؤمنة، ورجلا صالحا؛ ولكن الانسجام بينهما مفقود .. فكيف نستطيع أن نكّون التناغم بين الزوجين؟.. أعتقد أنه يجب أن تكون هناك ثقافة تربوية قبل الزواج؟..
لا أنكر أننا اكتشفنا هذه الحقيقة بعد فترة، نحن كنا في بادئ الأمر نركز على الجهات الإيمانية، إن جاءكم من ترضون خلقه ودينه وأمانته؛ فزوجوه.. أما الآن فقد أضفنا شرطاً، وهو الانسجام في الأرواح وفي النفسيات، مثلاً: تجد امرأة تميل إلى التقوقع والعبادة، وزوج يعيش جوا آخرا.. أو أن زوجا يعيش جواً شاعرياً، وامرأة تميل إلى الواقعية.. وهذا الشرط من مصاديق الأمانة التي ورد ذكرها في الحديث الشريف.. فإذن، نحن نوافق على مبدأ ثقافة فهم الطرف الآخر؛ لاكتشاف الجوانب الخفية، والتي قد تحول دون وقوع الكثير من المشاكل.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.