Search
Close this search box.
  • العجائب في موازين العترة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
هنالك حالات تعتري الطبیعة الانسانیة منها التعجب منها الضحك منها الحب والبغض کل هذه معاني في الباطن یظهرها الانسان من خلال تقاسیم وجهِ وحرکات لسانه، من الصفات التي أشرنا الیها التعجب بني آدم یتعجب من منظر غریب من أمر مریب من حادث مهیب إلی آخره هذه طبیعة بني آدم ولکن أئمة اهل البیت علیهم السلام یبینون لنا موارد التعجب واقعا لا هکذا التعجب من الأمور الظاهرية! امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه یُبین لنا موارد التعجب هذه الموارد فیها عبرة منها قوله علیه السلام عجبت لمن شك في الله وهو یری خلق الله واقعا الملحد منکر الألوهیة هذا الانسان کم هو کافر بالنعمة کم هذا الانسان أعمی البصیرة الباطنية؟ تجعل کومةً من الأوراق في غرفة آلاف السنین ملایین السنین تفتح الباب واذا به کتاب قیم تقول هذه الغرفة ما دخلها مؤلف هذه الحروف جائت من الیمین ومن الشمال الذي یقول هذا الکلام مُلحق بالمجانین، اذاً امیرالمؤمنین علیه السلام یتعجب من هذا الانسان الذي یری خلق الله وهو یشك فيه! ولهذا لو وجد طبیب مُلحد فلکيٌ ملحد هذا عذابه یوم القیامة أشد یقال له رأيت المجرات والأفلاك رأيت عجائب البدن ثم تُنکر صاحبه؟ کم أنت انسان بائس.
من موارد التعجب کل الروایات فیها عجبت لمن عرف سوء عواقب اللذات کیف لا یعف؟ الآن القانون یجرمك، أنتم تعرفون في بلداننا الزنی أمر یُجرم علیه في بلاد الغرب الزنی بالعنف یُجرم علیه بتعبیرهم الزنی بالطفل یُجرم علیه یعنون بالطفل من بلغ الخامسة عشر واکثر المهم العقوبات البشریة تتوجه الیك ومع ذلك لا تعف؛ هب أنك في الدنیا کل شيء کان جائزا اتفاقا من سلبیات الهجرة إلی بلاد الغرب أن أحدهم یتعود علی الحران لا یری فارقاً بین الخمر والعصیر لا یری فارقا بین زواج بعقد أو زواج بلا عقد لا یری اصلا فرقا بین لحم مذکی وغیر مذکی بل یضحك علیك اذاً القضیة هکذا الانسان الذي لا یعف علیه أن یتدبر في عواقب الأمور؛ عجبت لمن علم شدة انتقام الله منه وهو مقیم علی الإصرار رأینا بعض المصرین علی المنکر حیاتهم کیف هي اما مصاب بماله أو بأهله أو مصاب بنفسه انا قل ما رأيت انسان مترفاً وهو سعید یضحك یلعب في المال ولکن لا أری فیه سعادة بعض الأوقات ندخل بیوت الفقراء والمساکین نری فیهم ابتسامة حقیقیة لیس فیهم أي احساس مرض نفساني وهو لا یجد قوت یومه لا سقف یضله رأینا مثل هذه النماذج.
عجبت لمن یتصدی لإصلاح الناس ونفسه أشد شيءٍ فساداً فلا یصلحها ویتعاطی اصلاح غیره هذا العتاب متوجه لبعض العلماء الذین شعارهم الإصلاح وهم لا یصلحون أنفسهم.
امامنا زین العابدین علیه السلام ایضا یتعجب عجبت لمن یحتمي عن الطعام لمضرته؛ کثیرون مثلا یری طعاماً انتهی وقته یوم واحد یرمي الطعام في سلة المهملات وهو قابل للأکل والشرب یقول انتهی تاریخ صلاحیته یخاف علی نفسه یقول امامنا ولا یحتمي من الذنب لمعرته لآثاره لأضراره الذنب له ضرر کما أن الطعام الفاسد ایضا له ضرر.
روایة ما قبل الأخیر الامام الصادق علیه السلام هذه روایة حقیقتاً مهمة اجعلها في بالك العجب کل العجب إلی الآن عجبت الآن العجب کل العجب ممن یُعجب بعمله مصاب بآفة العُجب وبالمناسبة هذا المرض ینتاب العاملین الخامل لا یُعحب بشيء منتفیً بإنتفاء موضوعه؛ الموفق العابد العامل في معرض العُجب الآن ما هو وجه العجب؟ العجب کل العجب ممن یُعجب بعمله وهو لا یدري بما یُختم له لا یعلم خواتیم العمل وهو یُعجب بحاله، إن أردت أن تُعجب لك الحق متی؟ متی ما تخرج النفس من التراقي عندئذ أنت ضامن انتهی الأمر قبل الموت لا تُعجب بشيء.
وأخيراً ختامه مسك المنهال بن عمر کلامنا في العجائب عند اهل البیت لا عجائب الدنیا السبعة هذه الأهرامات والأقواس وغیرها لیس بأمر مهم هذا من عجائب الدنیا والله انا رأيت رأس الحسین علیه السلام حین حُمل وانا بدمشق وبین یدیه رجل یقرأ القرآن هناك نقل أن الامام قرأ ونقل أن قارئً یقرأ أم حسبت أن أصحاب الکهف والرقیم کانوا من آیاتنا عجبا! فأنطق الله تعالی الرأس بلسان ذربٍ طلق ببیان واضح واذا به یقول أعجب من أصحاب الکهف حملي وقتلي هذا هو الأعجب؛
صلی الله علیك یا ابا عبدالله وعلی الأرواح التي حلت بفنائك واناخت برحلك ذکرنا الحسین علیه السلام نتوجه بقلوبنا الیه: السلام علی الحسین وعلی علی بن الحسین وعلی أولاد الحسین وعلی اصحاب الحسین لعن الله قاتلیك وسالبیك وحاملي رأسك یا مولای أبد الآبدین.

اللهم أبلغ سلامنا إلی امام زماننا وأردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.