Search
Close this search box.
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

– من المعلوم أن قوام الصلاة إنما هي بسورة الفاتحة ، إذ (لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب)..
إن رب العالمين رغبة منه في أن يقف عباده دائماً وأبداً بين يديه ، أسقط عنهم أموراً كثيرة في الصلاة المستحبة ، حيث يمكن الاكتفاء بقراءة الحمد فقط دون قراءة أي سورة بعدها ، وتصح الصلاة ماشياً أو جالساً ، والإيماء بالرأس في الركوع والسجود.. وبالتالي فإن الإنسان لو أخذه الشوق للقاء رب العالمين وهو في العمل او المتجر أو المزرعة أو غيره ، فبإمكانه أن يصلي لله ركعتين مقتصدتين ، أي صلاة تطوعية ليست بفريضة ولا بنافلة رتيبة..
وهنالك اقتراح جميل يحسن تطبيقه عند الذهاب للحج أو العمرة : وهو أن يحاول الإنسان أن يجمع بين الطواف والصلاة وقراءة القرآن.. فأول ما يرى الكعبة يكبر للصلاة المستحبة ، ثم يقرأ الحمد والسورة حتى الطوال منها ولو مجزئة عند البعض لان السورة التامة واجبة في الصلاة الواجبة ، ويجوز له أن يمسك القرآن في يده ، ويومئ بالركوع والسجود ، وإذا أنهى الصلاة ، يصلي مرة أخرى الى ان يكمل طوافه سبعة أشواط.. ولعل البعض من المؤمنين في أسبوع ختم القرآن مصلياً وطائفاً ، وهذا بلا شك نعم الغنيمة لو تقبله رب العالمين ولم يدخل عجباً على صاحبه!..
وعليه فإن سورة الحمد لا غنى عنها حتى في المستحبات مما يدل على عظمة هذه السورة.

– قلنا بأن الذي يريد أن يصل إلى جوهر الاسم الأعظم فإن عليه أن يكون مظهراً من مظاهر هذا الاسم.. وكنا قد ذكرنا بعض المظاهر الزوجية السلبية والتى هي من آثار فقدان صفة الشفقة والرحمة فى الحياة الزوجية ، فان الله تعالى حسن التجاوز وسريع الرضا إلا أن العبد المدعي للوصول إلى الكمال ابعد ما يكون عن هذه الصفة المقدسة .. ومما ينبغي التأكيد عليه في هذا المجال أن المشاكل الزوجية وعدم الاستقرار العائلي ، من موانع الوصول في الطريق إلى الله تعالى ، فالسالك يحتاج إلى صفاء قلبي وفراغ ذهني وهدوء نفسي ، والذي يدخل في صراعات فهو لا يمتلك التوازن الداخلي ، ومن هنا فهو إما لن يصل أو يصل متأخراً!..
ومن المستبعد أن الإنسان الذي يخرج لتوه من معركة عائلية ، ثم يحضر المسجد أن يحقق الخشوع في صلاته!.. فالذهن البشري ليس مثل جهاز الكمبيوتر تدخل فيه القرص ثم تخرجه ، فكل ما يدخل الذهن البشري فإنه يحفظ ، و من الصعب جداً النسيان بمجرد الرغبة فى النسيان!..
وعليه ، فالمؤمن يحاول أن ينزع فتيل الألغام في طريقه ان لم يكن ازاله اصل اللغم اذ انه لا يضر ذلك الضرر البليغ اذا نزع منه الفتيل ، وهنيئا لمن امكنه أن يحول الألغام فى حياته الى ورود !!.. وعليه فان من مقتضيات العقل السليم ان يبتعد الإنسان عن كل ما يشوش باله سواء فى الأسرة او في العمل او غيره ، لأن الوضع المتوتر يجعل الإنسان لا يهدأ باله ، وراحة البال من أكبر النعم ولا تقدر بثمن!..
ومن هنا لابد للمؤمن أن يعمل ما يوجب له الاطمئنان والاستقرار في جميع شؤون حياته ، من الزوجة المطيعة والدار المريحة ، وتأمين المعاش وغيره ، ولهذا فإن سلمان المحمدي (رض) -الذي نعتقد بأنه الشخصية الأولى بعد الأئمة (ع) – يقول: إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه ، فإذا هي أحرزت معيشتها اطمأنت .
والمشكلة في الخلافات الزوجية ، أن كل من الزوجين فى اغلب الحالات لا يصلح آمره إلا إذا رآى تجاوبا من الطرف المقابل ومن المعلوم ان المطلوب هو ان يصلح الإنسان أمره لا طلبا لشيء بل يجعل إحسانه لوجهه الكريم ولو كان الأمر بخلاف ذلك فانه لا بركة فى ذلك السعي لان الله تعالى لا يبارك فيما لم يكن لوجهه الكريم .. وأما ما أريد به وجهه ، فانه لا يخفى على احد ان القلوب كلها بين إصبعين من أصابع قدرته ومشيئته ، ولو شاء لقلب قلب الزوج مائلا أيما ميل تجاه زوجته أو العكس في لحظة ، ولكن الذي يريد الجزاء من الناس فليتوقع جزاءه منهم!.. وأين التراب من رب الأرباب!..
و تتأكد هذه التوصية مع وجود الأطفال ، فهؤلاء ألا يستحقون من هذين الأبوين قليلاً من التضحية؟!..فالمشاكل التي يعيشها الأبوان كلها تقع على هؤلاء المساكين ، وتبعاتها لا تنسى إلى الممات ، وكم تؤثر سلباً في حياتهم!.. فالرحمة لأجلهم من موجبات انفتاح أبواب الرحمة الإلهية ، ولكن قلما تجد هذه النفسيات العالية التي تريد ان تكون مظهرا من مظاهر هذه الصفة الإلهية اى (الرحمن الرحيم) والتي تتكرر في الحمد أربع مرات ، {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}!..

– وأما في قوله تعالى: {مَـالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } لو قلنا ملك أو مالك فالقراءتان صحيحتان ، إلا أن البعض يرجح قراءة مالك لأن المُلك بمعنى الحاكمية وهي مختصة بالزمان ، فيقال ملك العصر ، أي الحاكم الذي يدير شؤون رعيته دون أن يكون له يداً عليهم..أما المِلك فبمعنى الملكية وهي أعم وتشمل الحكم والامتلاك ، فالله سبحانه وتعالى هو المدبر لشؤون عباده أي ملكهم ، وهو مالكهم وموجدهم ، فكل ما عندهم من نعمة فمنه سبحانه وتعالى..
وفي قوله تعالى: { يَوْمِ الدِّينِ }.. تذكير بيوم القيامة وهو يوم الجزاء والحساب.. والملاحظ أن الناس في موقفهم من الموت يعانون إما : من الخوف المفرط واعتبار الموت بأنه فناء وانقطاع عن متاع الدنيا!.. أو التفريط واللامبالاة وعدم الجدية في الحياة والغفلة والتقصير..
فبما أن الموت قدر محتوم ومصير لابد منه ، فلماذا الغفلة وعدم البرمجة لهذا المستقبل الذي سنواجهه رغم أنوفنا؟!..
فالإنسان في هذا الدنيا مثله كراكب القطار ، فهو حر ومقيد في نفس الوقت.. فمن المعلوم أن الإنسان في القطار بإمكانه أن يأخذ حريته ويتنقل من قاطرة إلى أخرى إذا تعب من الجلوس ، ويذهب إلى المطعم إذا جاع ، وإن أراد أن يرتاح فله أن يختار بين السرير العلوي أو السفلي.. ولكنه لو غير رأيه وأراد أن لا يكمل المشوار فإنه لا يسمح له ، فالقطار يسير -شاء أم أبى- بسرعة ثابتة ، وبسائق محدد ، وإلى جهة محددة ، وهو مضطر إلى أن يقف في المحطات التي يقف فيها القطار إلى أن يصل إلى المحطة النهائية..
فإذن، الإنسان في قطار العمر له حرية ولا حرية ، كما في الحديث (لا جبر ولا تفويض وإنما أمر بين أمرين)..فمنذ أن سقط من بطن أمه وقطار العمر يسير به في حركة دائبة ، وفي كل يوم هو يبتعد عن الدنيا ويقترب إلى محطة الآخرة ، وعندئذ فلو أنه أقسم على ملك الموت بأغلظ الأقسام لامهاله ، فانه لن يستجاب له ، و من الممكن أن يقال بأن الشخصية الوحيدة التي استأذنها عزرائيل هو الرسول الأكرم (ص) تأدباً..
وعليه فما دام هنالك مجالا لاستثمار هذه المحطة النهائية ، لماذا لا نستثمر ونستعد لذلك اليوم قبل طي الصحف ؟!..

– غالباً ما يكون سبب الخوف من الموت ، هو التقصير في أداء الفروض والواجبات ، والتخلص من التبعات والمظالم.. ومن هنا فمن الجميل ومن موجبات الإطمئنان أن يعمل الإنسان على تصفية حساباته ، حتى لو باغته ملك الموت يحد نفسه مستعدا للوفود إلى الضيافة الإلهية التي لا تخطر على بال بشر!..
وعليه فإذا أردت أن تختبر إنساناً في مدى حقيقة إيمانه ، سله عن أمرين :
١- عن مدى استعداده للموت ، أي هل عليه تبعات من الخلق او الخالق ؟..أعليه خمس ، أو رد مظالم ، أو مجهول المالك ، أو قضاء صلوات أو صيام ، أو صلاة آيات ؟!. ومن الملفت أن البعض يضيف بأنه ليس مستعداً فحسب ، بل إنه أيضاً مشتاق لمثل هذا اللقاء!..فالدنيا في نظره مكررة ومملة ، ولو أنه بقي في الدنيا فانه لن ينجز شيئاً جديداً ، فالأحسن لو انتقل عاجلا من هذه الدنيا إلى الحور والقصور والأكبر من ذلك رضوان الله عز وجل..
و من الجميل أن حياة بعض الصالحين ممن سمعنا عنهم لهو من هذا القبيل ، مثل ذلك العالم الذي تنبأ بقرب موته لبعض القرائن ، فتأثر أحد تلاميذه بذلك ولم يرد فراقه ، فذهب عند قبة الحسين (ع) وسأل الله تعالى أن يمدد في عمره فاستجيبت دعوته ، ولما رجع وإذا بالعالم يعاتبه على ذلك العمل ، إذ أنه كان مستعداً والأمر محسوما ، إلا أنه بدعائه هذا مُدد في عمره سنة كاملة ، وهو بهذه الحالة من ترقب اللقاء كيف له أن يصبر على هذه الدنيا طوال هذه المدة!..
والقضية ليست صعبة!..ونحن في الموقع كتبنا – بحمد الله تعالى – نموذجاً فيه أمهات ما ينبغي أن يوصي به الإنسان ، وبالإمكان تعبئة هذا النموذج وإشهاد المؤمنين عليه ، حتى لو داهم الإنسان الموت فإن ما عليه من الحقوق الخالية والمخلوقية يكون معلوماً للوصي وخاصة الثلث الذي يفتح للعبد بابا من التوفيق أحوج ما يكون إلى المدد في ذلك العالم !..
رؤي أحدهم في عالم البرزخ وهو يعذب ، ويقول بأن سبب تعذيبه ليس لأجل معصية ارتكبها ، وإنما لأنه كان يماطل في تزويج أخته كلما جاءها خطيب ، لغرض أن تبقى في خدمته ، حتى فات المسكينة قطار الزواج!..فالحساب دقيق دقيق ، وليس فقط في الحلال والحرام..
٢- عن مسألة خشوعه في الصلاة ، وخاصة عندما يقال فلان صاحب كرامات ومقامات وما شابه ، فاذا رايته خاشعا فى صلاته حقيقة فأحتمل أنه على خير!.. وعليه ، فان على احدنا ان يكون مصداقا لهذا الحديث (موتوا قبل أن تموتوا ) ، أي على الإنسان أن يصفي حساباته ، وما أجمل تصفية الحساب أيام الشباب ، حيث قمة الآمال والطموحات ، فالذي يجاهد نفسه في هذه الفترة ليس كمن عمّر في الدنيا حتى ملها!..

– وحتى نفتح باب الأمل نقول: لو تورط الإنسان في عرصات القيامة وكان فيه هذين الأمرين ، فإنه قريب من الرحمة الإلهية حتى لو خانه العمل..
أولاً : سلامة العقيدة.. أي عقيدته صحيحة ، فأصول الدين الخمسة عنده مكتملة عن قناعة وبرهان وليس اتباع للآباء والأمهات ، بحيث لو ناقشه أكبر شخصية ممن يدعي الفكر والفهم ، كان قادرا على أن يأتي بالبرهان القاطع على التوحيد والعدل والنبوة والإمامة والمعاد.! .
ثانيا: سلامة الباطن.. فالإنسان الذي يملك قلباً طيباً ، ولا يعرف دهاءً ولا خبثاُ ولا مكراً ولا نفاقاً ، ولا يرجى منه إلا الخير ، فهذا إذا كان متورطا ببعض الهفوات ، فإن رب العالمين من الممكن أن يرحمه برحمته التي يتطاول لها عنق ابليس..
ومن أروع النماذج التي تمثل رحمة الله تعالى لمثل هذا العبد -الذي يحمل سلامة العقيدة وسلامة الباطن- في عرصات القيامة هما هذان الحديثان:
* ورد في الخبر عن الإمام الصادق (ع) : إنّ آخر عبد يُؤمر به إلى النار يلتفت فيقول الله عزّ وجلّ: أعجلوه، فإذا أُتي به قال له: يا عبدي!.. لمَ التفتّ؟.. فيقول: يا ربّ!.. ما كان ظني بك هذا، فيقول الله جلّ جلاله: عبدي، وما كان ظنك بي؟!.. فيقول: يا ربّ!.. كان ظني بك أن تغفر لي خطيئتي، وتسكنني جنّتك.. فيقول الله: ملائكتي!.. وعزّتي وآلائي وبلائي وارتفاع مكاني، ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ، ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً، ما روّعته بالنار.. أجيزوا له كذبه، وأدخلوه الجنّة!..
* بينا رسول الله (ص) جالس إذا رأيناه ضاحكاً حتى بدت ثناياه، فقلنا: يا رسول الله!.. ممّ ضحكت؟.. فقال: رجلان من أُمّتي جيئا بين يدي ربّي، فقال أحدهما: يا ربِّ!.. خذ لي بمظلمتي من آخر، فقال الله تعالى: أعطِ أخاك مظلمته، فقال: يا ربِّ!.. لم يبقَ من حسناتي شيء، فقال: يا ربِّ!.. فليحمل من أوزاري، ثم فاضت عينا رسول الله (ص) وقال: إنّ ذلك اليوم ليوم تحتاج الناس فيه إلى مَن يحمل عنهم أوزارهم، ثم قال الله تعالى للطّالب بحقه: ارفع بصرك إلى الجنّة فانظر ماذا ترى؟.. فرفع رأسه فرأى ما أعجبه من الخير والنعمة، فقال: يا ربِّ لِمَن هذا؟!.. فقال: لِمَن أعطاني ثمنه، فقال: يا ربِّ ومَن يملك ثمن ذلك؟.. فقال: أنت ، فقال: كيف بذلك؟.. فقال: بعفوك عن أخيك ، فقال: قد عفوت، فقال الله تعالى: فخذ بيد أخيك فادخلا الجنّة.. فقال رسول الله (ص): {فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ}.
فلننظر إلى عمق شفقة رب العالمين وحنانه!.. حيث فتح شهية ذلك الإنسان الطالب لحقه على القصور والنعيم ، حتى يتجاوز عن حقوق الناس!.. ومن المعلوم فقهياً أن كل شيء يمكن أن يصفح عنه إلا مظالم العباد ، ولكن رب العالمين من الممكن أن يصفح عن البعض حتى في هذا الأمر ، ومن هنا فنحن نقرأ في الدعاء :(اللهم إن لك علي حقوقاً فتصدق علي بها ، و للناس علي تبعات فتحملها عني ، و قد أوجبت لكل ضيف قرى ، و أنا ضيفك ، فاجعل قراي الليلة الجنة)!..
وعليه، يحسن للمؤمن أن يحتاط في كل أموره ، وأن يحاول أن يجمع له رصيداً إضافياً من العبادات المالية وغيرها ليتودد به الى الخصماء يوم القيامة ، ويكثر من العبادات المستحبة ، ومن الطريف ان احدهم كان ملتزما ببعض المستحبات عن عزرائيل ، حتى إذا جاء يقبض روحه كان رفيقا به ، لأنه ذكره بالأعمال الصالحة في الدنيا!..نعم فكرة جيدة ، وما المانع أن يتودد إليه أيضاً!..

– إن في قوله تعالى :{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}..إقرار بحصر العبودية لله عز وجل ، والاستعانة به وحده لا شريك له ، فلا معبود سواه ولا ملجأ إلا إليه ، وهو المستعان والمرتجى..ومن هنا فإن الذي يقرأ هذه الآية وهو في حال غفلة ، أو أنه في حياته غافل عن الله عز وجل ومنشغل بأهوائه ومتعلق بما سواه تعالى ، فإنه ينطبق عليه الكذب بمعنى من المعاني!..إذ أن العبودية معنى راق وبليغ ، ويقتضي الإخلاص والخضوع من العبد الحقير الذليل بين يدي المعبود الحق المطلق في كل الحالات فضلاً عن الصلاة ، فأين نحن من هذه المقامات!..
وما أجمل ما ورد فى الأرجوزة الفقهية للسيد بحر العلوم قدس سره :
اياك من قول به تفند وأنت عبد لهواك تعبد
تلهج في إياك نستعين وانت غير الله تستعين
حتى أن الفقهاء ذكروا ان الإنسان يقصد ما ورد من الفاتحة وغيرها من الدعاوي الكبرى ، على أنها آيات قرآنية لا دعاوي حقيقية !
ومن المناسب للإنسان أثناء قراءته لهذه الآية أن يطأطئ رأسه خجلاً ، وكأنه يقول لربه : بأنه في قوله هذا ليس في مقام الدعوى و نما فقط للتلاوة..

– قد أوشكت الدورة -بحمد الله تعالى- على الانتهاء ، وهنا أشكر كل من ساهم في إنجاح هذه الدورة أو دعا إليها أو حضرها ، ولكن أود أن أحذر بأن هذه الدورة مخيفة!.. لأن ارتكاب الحرام بعد تمام الحجة عرضة لختم القلب.. ولو أن إنساناً سولت له نفسه وعاود الحرام ، فمن الأنسب له أن يدعو الله عزوجل على نفسه بأن يعجل في وفاته ، فإن بطن الأرض خير له من ظهرها ، وإن الموت خير له من أن يأتي يوم يتمنى فيه أن يكون تراباً!..
نتمنى من رب العزة والجلال أن يوصلنا إلى مرحلة الندامة على ما فرطنا في جنب الله عز وجل ، والعزم على عدم العود إلى المعصية..
أحدهم كان عاشقاً لفتاة يقول: بأنه في يوم من الأيام رآها ، ففر منها كما يُفَر من الوحش!.. لأنها كانت تذكره بالماضي الأسود..نعم رب العالمين يمن على عباده ، فيتحول الحرام إلى ما لا يتحمل..
وكما قلنا فإن النفس تحتاج إلى مخادعة حتى تتأدب وتتأقلم مع الظرف الجديد بعد الإنابة .. ومن هنا نقترح أفضل الأربعينيات على الإخوة اى أربعينية ترك المعاصي والذنوب فان النفس قد لا تطيق البرنامج الطويل للطاعة فأمكن مخادعتها بالبرامج القصيرة .

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.