Search
Close this search box.
  • الصلاة المجزئة والمقبولة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
سلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

هنالك عندنا اصطلاحان في الصلاة الإجزاء والقبول وقد یتفرقان في الصلاه، الصلاة مجزیة ومقبولة تارة ومجزیة ولکنها غیر مقبولة تارة أخری، ما المراد بالقبول والاجزاء؟
الاجزاء في الصلاة أن تکون الصلاة مطابقة للقواعد الشرعیة صلاة بقرائة صحیحة وبوضوء سابق باجزاء سلیمة هذه صلاة مجزیة يعني یوم القیامة يأتي العبد ولا یُعاقب عقاب تارك الصلاه! یقول یارب انا صلیت هذه صلاة أدت الواجب ولکن هناك اصطلاح آخر هذا أمر مهم لئن کلنا یصلي لابد أن یعلم متی تکون الصلاة مجزیة ومتی تکون مقبوله؟ قبول الصلاة أمر آخر لابد من عدم وجود الموانع سنأتي علی ذکر موانع القبول وقبل أن نذکر موانع القبول اذکر لکم مثال انسان تارة یقدم لأحدهم هدیة وهو غاضب علیه تارة لا یقبل الهدية ابداً هذا غاضب علیك ومرة یقبل الهدیة يأخذها ولکن لا یستعملها یُعرض عنها وقد یتفق انسان یعطی هدیة معینة يأخذها من صاحبها من باب مراعات الذوق والأدب ولکن عندما یبتعد عنه یرمیها في سلة المهملات! اذاً مرة انسان حسب الظاهر یأخذ الهدیة ولکن لا یقبلها یستلمها ولکن لا یقبلها، رب العالمین بالنسبة للبعض هکذا یاخذ صلاته یقول یا ملائکتي لا تعاقبوه عقاب تارك الصلاة ولکن هذه الصلاة لا ترتفع بها درجته؛ الصلاة معراج المؤمن هذه الصلاة لا توصله الی درجه.
ما هي موانع القبول؟ النبي صلی الله علیه وآله وسلم یری من شرائط القبول الورع انسان من الصباح الی وقت الصلاة في باطل في غيبة في نظرة محرمة دخل المسجد صلی ثم خرج عاد الی الحرام مرة ثانیة هذا الانسان لا تُقبل صلاته صلاة مجزیة فقهیاً ولکنها لا یرتفع بها درجه، لو صلیتم حتی تکونوا کالأوتار من النحافة يعني وصمتم حتی تکونوا کالحنایا لم یقبل الله منکم الا بورع اذاً الورع، ثانیا الانسان الذي یسقط في الامتحانات الالهیة هذه روایة مخیفة أوحی الله عزوجل الی داوود کم رکعة طویلة فيها بکاء بخشیة قد صلاها صاحبها لا تساوي عندي فتیلاً فتیل یضرب به المثل في عدم القیمه! البعض یسئلني یقول الخشوع في الصلاة دائما علامة القبول؟ یبدوا من هذه الروایة لا بکاء بخشیة صلاة باکیة یقول لا تساوي عندي فتیلاً، حین نظرت في قلبه ووجدته إن سلم من الصلاة وبرزت له امرأة وعرضت علیها نفسها اجابها؛ بعض المصلین لا یعصي من باب أن المعصیة غیر متوفرة لو توفرت له ارضیة المعصیة وثب علی الحرام هذا باطنه باطن ملوث باطن غیر نقي.
وثانیا هذه الشکوی کثیرة وإن عمله مؤمن خانه؛ ومن المصلین یبیع دابته علی مؤمن آخر یکتمه عیوب هذه الدابة بعد ایام یتورط بها، کیف هذا مؤمن یغش اخاه في المعاملة هذه ظاهرة مع الاسف موجودة حتی في کبار المؤمنین أي کبار المؤمنین بحسب الظاهر تراه في المعاملة انسان یغشك سریعاً هذا الانسان صلاته کما تقول الروایة لا تساوي عند الله فتیلاً.
کذلك من موجبات عدم القبول اخواني کونوا معي هذه الموانع حقیقتاً مؤسفة انسان یصلي في المسجد یأتي من اماکن بعیدة الفروض الثلاث ولکن مع الاسف هذه الموانع ایضا موجوده! اوحی الله عزوجل الي الروایة عن النبي الأعظم صلی الله علیه وآله وسلم أنذر یا أخ المنذرین أنذر قومك لا یدخلوا بیتاً من بیوتي ولأحد من عبادي عند احدهم مظلمة فأني ألعنة مادام قائما یصلي بین یدیه حتی یرد تلك المظلمه! طبعا اللعن علی درجات هذا الانسان ملعون أي بعید عن الرحمة الالهیة انسان یصلي وفي جیبه اموال الغیر مال مسروق مال مغصوب علی کل حال في ذمته مال لأحد هذا الانسان کذلك مبتلی بمانع من موانع القبول، لا یدخلوا بیتاً من بیوتي لیس معنی ذلك أن لا ندخل المساجد ونحن غاصبون یعني دخوله کأنه تسلل کیف انسان یدخل مملکة بلا أذن هذا الانسان في حکم المتسلل، طبعا من اعظم شرائط القبول ولایة اهل بیت النبي محمد صلی الله علیه وآله وسلم! البعض له ولایة لأهل البیت ولکن الولایة بتراء! هل هناك ولایة بتراء؟ نعم لا یتبرئ من اعدائهم المحبة الکاملة ذو شقین یتولی اولیائه ویترئ من اعدائه هکذا في فروع الدین تولي اولیاء الله والتبري من اعدائهم، سُئل الامام زین العابدین علیه السلام عن سبب قبول الصلاة فقال ولایتنا اولاً والبرائة من اعدائنا ثانیاً هذا ایضا من اهم موجبات القبول.
بقیت علامات أخری نذکرها من باب اکمال للبحث؛ الغیبة مشکلة الغیبة ایضا انها تتعدی للصلاة هذا في الواقع حریق یلتهم الصلاة ایضا من اغتاب مسلماً أو مسلمة لم یقبل الله تعالی صلاته ولا صیامه اربعین یوماً ولیله، اذاً هذه الصلاة صلاة کما قلنا مبتلاة بمانع من موانع القبول وأخیرا اجارنا الله وایاکم من شرب المسکر؛ من شرب الخمر النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول لم تُحسب صلاته اربعین صباحاً وحقیقة الأمر أن شرب المسکر أمر بمنطق العقلاء أمر سخیف انسان یشرب المسکر فیُسلب عقله یتکلم کلاما باطلا هذا في الدنیا قد یقع في اخطاء کثیرة بالأضافة الی ذلك أن هذه الصلاة التي یصلیها إن صلاها لا تُقبل في هذه الفتره.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر واجعلنا من خیار انصاره واعوانه والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.