Search
Close this search box.
  • الصلاة الخالية من الإقبال
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

لو أن انساناً ما اقبل علیك ولا سلم علیك ولا توجه لك أنت لا تعد مقصرا في حقه، رأيت انساناً في الشارع من بعید یمر وأنت ما سلمت علیه هذه لیست من موارد المؤاخذة العرفیة ولکن المشکلة أين؟ تأملوا في هذه الجملة إن شاءالله نصل للموضوع الاصلي! المشکلة اذا جاء وجیه مرجع تقلید طرق باب المنزل وجاء لك بهدیة وأنت فتحت الباب ولم تسلم علیه أخذت منه الهدیة واغلقت الباب ولم تلتفت الیه الآن هنا فقهیاً لم ترتکب حراماً واضحا أنت ما أهنت ولا شتمت ولکنك أسأت الأدب في أنك لم تقبل علی هذا العظیم هذا المثال متفق علیه لا خلاف فکیف اذا کان الذي اقبل علیك هو جبار السماوات والارض؟ مشکلة الصلاة اخواني الصلاة غیر الخاشعة البعض یقول انا ترکت مستحباً الخشوع في الصلاة لیس بواجب! هل من فقیه یقول الصلاة غیر الخاشعة صلاة غیر مقبوله؟ صلاة مجزیة فقهیاً الا انها خالیة من الخشوع المشکلة لیست هذه! هذه الصلاة بهذه الکیفیة یعد وهناً وجسارة بین یدي الله عزوجل، رب العالمین اقبل علیك وأنت لم تُقبل علیه هذه هي المشکله، البعض یصلي صلاة غیر خاشعة وكأنه لم یقصر في شيء اولا اذا استقبل المصلي القبلة استقبل الرحمن بوجهِ لا اله غیره، اذاً أنت لم تصلي الی جهة القبلة فقط انما استقبلت الرحمن عزوجل هذا اولا.
ثانیا بعد هذه المقدمات نصل للعتاب ثانیا امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه تذکر هذه الروایة في الصلاة یقول إن الانسان اذا کان في الصلاة فإن جسده وثیابه وکل شيء حوله یسبح من باب أي شيء؟ وإن من شيء الا یسبح بحمده الثوب یسبح السجاد یسبح هذه التربة الحسینیة تسبح ذراتها تسبح وأنت الوحید الذي لا تسبح بمعنی لا تتوجه في تسبیحك یا لها من مفارقه.
الآن ما هي النتیجه؟ اذاً استقبلت الرحمن کلنا نستقبل الرحمن کل شيء حولنا یسبح وهناك روایة أخری ایضا روایة حقیقتا ملفتة تقول الروایة للمصلي ثلاث خصال ما قال المصلي الخاشع یقول اذا قام في صلاته یتناثر علیه البر من اعنان السماء الی مفرق رأسه وتحف به الملائکة رب العالمین اجلالاً لهذه الصلاة وأنت في المسجد مثلا رب العالمین یُنزل علیك هذه البرکات، الآن ما هي النتیجه؟ من قصر بعد هذه المزایا استقبلت الرحمن الملائکة حفت الثوب یسبح کل شيء کما یقال یدللك أنت مدلل بعد هذا کله لو أنك ما توجهت الی الله عزوجل النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول في روایة مخیفة إن من الصلاة لما یُقبل نصفها وثلثها وربعها وخمسها الی العُشر وإن منها لما یُلف انسان صلی اربع رکعات رکعتان بخشوع ارتفعت الی السماء رکعتان بغیر خشوع بعض الناس یبدأ بدایة جیدة موفقة في الرکعتین یُقبل في الرکعتین لا یُقبل في المغرب یُقبل في العشاء لا یُقبل یقول و إن منها لما یُلف کما یُلف الثوب الخلق (الثوب العتیق) فیُضرب بها وجه صاحبها وانما لك من صاحبك ما اقبلت علیه بقلبك اذاً الصلاة ما أقبلت بها تُرفع وما لم تُقبل فیها کما تقول الروایة یُلف کالثوب الخلق فیُضرب بها وجه صاحبها اذاً هذه روایة مخیفه.
الذي یرید الصلاة الخاشعة اخواني لابد أن یبدأ من الوضوء النبي صلی الله علیه وآله یقول بنیت الصلاة علی اربعة اسهم کأن هذه قواعد سهم منها اسباق الوضوء أي الاتیان الوضوء بحدودها سواء بکیفیة الوضوء أو الادعیة الواردة في الوضوء، سهم منها الرکوع وسهم منها السجود وسهم منها الخشوع اذاً الخشوع جزء من الصلاة المقبولة واذا لم یتم سهامها صعدت ولها ظلمة وغُلقت ابواب السماء دونها وتقول ضیعتني ضیعك الله، أنت صلیت راکعا ساجداً ولکن تفکیرك کان في عشاء اللیلة ما هذه الصلاه؟ تقول ضیعتني ضیعك الله.
روایة أخيرة البعض یقول انا اصلي في المسجد کوني في المسجد انا معفي عن الخشوع بعض الناس مع الاسف یصلي جماعة یقول في الجماعة لا سهو ولا شك في الرکعات الامام یُتقن الرکعات وانا في الصلاة أذهب یمیناً وشمالا بعض الناس في صلاة الجماعة اتفاقا یُقبل علی الدنیت اکثر من الفرادی في الفرادی یخاف من نسیان الرکعات یقرأ الحمد والسورة بصوت جمیل قد یخشع ولکن في المسجد وفي الجماعة تراه ساهیاً لاهیاً، یأتي علی الزمان هذا حدیث نبوي یجتمعون في مساجدهم یصلون اذاً صلاة وفي المسجد لیس فیهم مؤمن الجماعة کثیرة القوم کثیرون ولکن لیس فیهم مؤمن واحد مظاهر ولکن بلا مخابر، مساجدهم عامرة من البناء وقلوبهم خالیة من الهدی.

اللهم انا نقسم علیك باولیائك واحبائك أن تقبلنا بقبولك حسن جمیل اللهم اجعلنا من عبادك الخاشعین ولا تجعلنا من عبادك الخاشعین الهي ابلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.