Search
Close this search box.
  • الشروط الباطنية للدعاء المستجاب
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من إلشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم إخواني وأخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاتة
الإنسان إذا ألمت به حاجه غیر المؤمن یحتار في حاجته لأنه لا یتصل بعالم الغیب ولهذا نری الإحباط والیأس والإضطراب في حیاة غیر المؤمن هذا أمر طبیعي، الإنسان إلذي لا یلجأ إلی رکن وثیق من الطبیعي ینتابه الإضطراب ولکن ألمؤمن عینه دائما وأبداً علی مسبب الأسباب، إن ألم به مرض ألذي أمرضه هو رب العالمین، ینقل عن ابراهیم یطعمني ویسقین وإذا مرضت فهو یشفین، المرض من الله والشفاء منه، یرید مالاً لله ما في إلسماوات والأرض یرید زوجةً قلوب إلخلق قلب العبد بین إصبعین من أصابع إلرحمن، فرعون یقتل الرُضع عندما رأی موسی وقع حبه في قلبه، حتی قلوب الفراعنة تتبدل بحسب الإرادة الإلهیة ولهذا من الأدعیة البلیغة المؤثره في الشدائد، أن تقول بإنقطاع بتوجه لا لقلقةً، یا مسبب الأسباب من غیر سبب ویا سبب کل ذي سبب ویا مسبب الأسباب من غیر سبب سبب لنا سبباً لن نستطیع له طلبا، موسی علیه السلام ألبحر أمامه فرعون خلفه أین إلمهرب؟ ألعقل ألبشري یتوقف! یوسف في ظلمة إلبئر أين ألنجاة؟ ولد صغیر في أعماق البئر من یُنقذه؟ وهکذا ابراهیم في إلمنجنیق وهکذا یونس في بطن الحوت، وهکذا إلنبي في مفارعتة للمشرکین، إذاً ألثقة بمسبب الأسباب هذه إلثقة من موجبات ألإجابة.
روایة طریفه أحدهم علی الرضا علیه السلام قال أني قد سئلت الله عزوجل حاجة منذ کذا وکذا سنه وقد دخل في قلبي من إبطائها شيء، یعني کأنّ له عتب علی رب العالمین، وکل واحد منا لعلّ له هکذا حاجة! ولو معنویة یرید إلقرب یرید الإنقطاع، المهم هذا الراوي یقول دخل في قلبي شيء، الإمام الرضا علیه السلام أنظروا إلی أسلوب الأئمه أسلوب إقناعي یدخل الأعماق، قال أخبرني عنك لو أني قلت قولاً کنت تثق به مني؟ أنا الإمام الرضا لو وعدتک بشيء؟ الآن الإمام یقضي الحوائج من دون سلطان عندما ذهب إلی خراسان کانت إلسکة بإسم إلرضا علیه السلام المهم قال للراوي تثق بي؟ قال جُعلت فداك وإذا لم أثق بقولك فبمن أثق؟ قال فکن بالله أوثق فإنك علی موعد مع الله، إذا وعدتک لا أُخلف، ألیس الله تبارک وتعالی یقول إذا سئلك عبادي عني فإني قریب؟ إذاً إخواني من له هذه إلمعرفة یطمئن قلبه.
في روایة أیضاً في هذا إلمجال تؤکد ألمعرفة ولهذا ألعارف بإشارة تُقضی حاجته أحدهم صدرت منه کرامة وکان حمالا في إلسوق رأوا منه کرامة باهره قالوا له ما خطبك؟ أنت ألمستضعف کیف إستجاب الله لك؟ قال أطعته عمرا أطاعني في هذا إلمورد، ألمطیع لله عزوجل رب العالمین أیضا یطیعه.
هذه إلروایة أيضا معروفة ولا نستبعدها لا نجزم ولا نستبعد أمر ممکن، عبدي أطعني تکن مثلي أقول للشيء کن فیکون وتقول للشيء کن فیکون، طبعا هذه إلروایة إذا ضممناها إلی الآیة یرتعع إلإستغراب لهم فیها ما یشائون في إلجنة هکذا، یقال إرادة إلمؤمن في إلجنة کألإرادة ألإلهیة خلاقة لهم فیها ما یشائون ولعل هذه إلروایة ناظره إلی الجنة تقول کن فیکون یعني إلجنة وفي إلدنیا للبعض.
جماعة سألوا الامام الصادق علیه السلام ندعوا فلا یستجاب لنا، هذه مشکلتنا جمیعا قال لأنکم تدعون من لا تعرفونه یعني حق إلمعرفة وإلا ألمسلم عندما یدعوا یعرف الله یقول أللهم هذا إعتراف بالربوبیة، ألکلام في إلمعرفة ألبلیغة ألمؤثره.
وفي روایة أخری فلیستجیبوا لي ولیؤمنوا بي، ما معنی ولیؤمنوا بي؟ نقول أنت ربي؟ هذا مفروغ منه، یقول الإمام یعلمون أني أقدر علی أن أعطیهم ما یسئلوني! رحم الله أحد علمائنا ألسلف سمعته یقول حذاري حذاري من أن تعوا دعاءً بعنوان إلتجربة! نقرأ الدعاء نجرب، أي تجربة؟ تجرب أکرم إلأکرمین؟ في ألروایة إذا دعوت فظن حاجتك بالباب، ألحاجة بالباب یحتاج إلی فتح إذا طرقت باب ألکریم فتح إلباب وألحاجة أمامك، إذاً هذا أیضا من موجبات ألإجابة.
أیضا من موجبات ألإجابة قبل أن نکمل ألحدیث نذکر حدیثا في الوسط یقول الإمام إحفظ آداب ألدعاء فإن لم تأتي بشرط إلدعاء فلا تنتظر ألإجابة، إذاً لا تتهم إلکریم إتهم نفسك ما دعوت بشرطها وشروطها.
من موجبات الإجابة قلنا ألمعرفة قبل قلیل ومنها ألعمل لا العلم إلمجرد، ألإنسان ألذي له بر یعني إنسان له خیر، خیره ینتشر ألبار الإنسان صاحب بر هذا الإنسان دعائه مستحاب، ولهذا بعض إلمؤمنین له عاده طیبه إذا أراد أن یدعوا یُخرج مالاً له ولد مریض هذه متعارفة في بعض الأوساط یُخرج من جیبهِ مبلغاً یضعه تحت رأس الطفل تحت وسادتة یقول هذه صدقتي یا رب أنت شاهد، ثم یدعو لمن یرید هذه أیضا من موجبات ألإستجابة.
عن إلنبي إلأکرم صلى الله علیه وآله یکفي من إلدعاء مع إلبر ما یکفي الطعام من ألملح، برٌ ولو مبلغ کذا لیس بالکثیر إذا قرنته بالدعاء رب العالمین یستجیب لك.
روایة أخیره إذا کان البر من موجبات الإستجابة عدم إلبر المال الحرام من موجبات عدم ألإستجابة، هذه ألروایة تنفعنا البعض منا یذهب للمشاهد، للعمرة حول ألبیت یتضرع یبکي في إلروضة تحت القبة یقول حاجتي ما قُضیت یعاتب الذوات إلطاهره، الروایة هکذا موسی علیه السلام رأی رجلا یتضرع تضرعا عظیما ویدعوا رافعا یدیه ویبتهل إذا التفاعل محرز، أوحی الله إلی موسی علیه السلام لو فعل کذا وکذا لما أستجیب دعائه، دعه یبکي دعه یتضرع ما إلمشکلة؟ لأنّ في بطنه حراماً وعلی ظهره حراما وفي بیته حراما، الآن کیف علی ظهره حرام؟ لعله حمل متاعا مقصوبا مثلا، في بطنه حرام أکل حراما، وفي بیته حرام آلة من آلات القمار أو الغناء مثلا کیف یستجاب دعائه؟

إلهي بحق أولیائك وبالصالحین من عبادك، أبلغ سلامنا إلی إمام زماننا وأردد إلینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.