Search
Close this search box.
  • السعادة والشقاء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته

الحدیث عن السعادة والشقاء من الأحادیث البلیغة والمؤثرة من منا لا یحب أن یکون سعیداً لا في الدنیا فقط ولا في القبر فقط وانما الی أبد الأبدين والسعادة الحقیقیة هي السعادة التي تبدأ بعد الموت والا هذه الدنیا ما نری ظاهره سعادة في الواقع استمتاع، اهل الدنیا یرون السعادة في الأکل والشرب والسفر والزیجة وغیرها وهذه اذا لم تکن مقدمة للحیاة الباقیة هذا استمتاع التهاء متاع لهو لعب الی آخره کما یعبر القرآن الکریم اذاً حدیثنا في السعادة الحقیقیة اولاً هناك حدیث في الأذهان أو معنى في الأذهان أن السعید سعید في بطن أمه یعني البعض هکذا یفهم خطأ أنه هو کُتب سعیداً أو شقیاً اذاً اذا کان هو سعید في بطن أمه معاصيه الآن لا تضر وإن کُتب شقیاً طاعاته لا تنفع هذا المعنی علیه أن نعلم أنه غیر صحیح امامنا الکاظم صلوات الله علیه سُئل عن قوله النبي الشقي شقي في بطن أمه روایة نبویة سُئل امامنا موسی بن جعفر عن هذه الروایة وهم أدری بروایة جدهم فقال صلوات الله علیه الشقي من علم الله وهو في بطن أمه أنه سیعمل اعمال الأشقياء اذاً ليس هنالك إلزام ولا جبر رب العالمین یعلم أنك شقي لا معنی ذلك أنه ألزمك بالشقاء هذا المعنی معلوم، کلامنا في مورثات الشقاء ثم نختمها بمورث السعادة موجبات الشقاء کثیرة طبعا الآن المعصیة علی رأس الموجبات ولکن في روایات اهل البیت علیه السلام ذکر لأمور هذه ألوان متعددة لأمر واحد الضوء الأبیض ینحل الی ألوان مختلفة کما تعلمون هي هذه أوجه لأمر واحد منها مثلاً سُئل امیرالمؤمنین عن أشقی الناس فقال من باع دینه بدنیا غیره الغیر یستفید هو یبیع من دینه مثاله قدیماً الذین کانوا یجعلون الروایات علی النبي زوراً وبهتاناً لدریهمات وکم دخل في تراثنا الحدیثي روایات الوضاعین ولعله وضع روایة لعشاء لیلة أحدهم أغراه بعشاء لیلة لیکذب علی رسول الله في فضل من لا فضل له، في ایامنا المعاصرة یتفق انسان یترشح للمجالس النیابیة بعض المحیطین لدریهمات قد یبالغ في المدح قد یکذب في المدح ذاك ینتفع من الدنیا وهذا المسکین المروج یکذل یبیع دینه لدنیا غیره هذا من أشقی الناس.
کذلك من علامات الشقاء هذا کلام امیرالمؤمنین سُئل عن أشقى الناس ما علامة الشقاء؟ العلامات کثیرة منها الإساءة الى الأخیار مرة انسان یعادي فاسقاً یغتاب فاسقاً طبعاً غیبة الفاسق لا تجوز دائما لأن الغیبة الجائزة للفاسق في ما یتجاهر به فاسق ولکن في البیت یشرب الخمر سراً أنت أطلعت علیه هل یجوز لك أن تفضحه؟ لا اذاً حتی الفاسق لیست حرمته مهتوکة أو یجوز هتکها، الغریب والمصيبة أن البعض یعادي ويسيء الى الأخیار هذا الانسان کم هو شقي لا الی الأخیار فقط أخیار المؤمنین قادة المؤمنين ولهذا نحن نقول اذا ذکرت مرجعاً من مراجع المؤمنین ایاك واياك أن تسيء بشطر کلمة تسقط من عین الله لأن هذا مسلم مؤمن عالم متقيٍ وهو وکیل الامام الوکیل العام إن ذکرته بما لا یلیق کم أنت شقي اذاً من علامات الشقاء الاساءة الى الأخیار طبعا الأساءة لغیر الأخيار ایضا ممنوع! فکیف بالخیر، ولهذا اذا رأيت انساناً یقع في المؤمنين أبتعد منه وفر منه فرارك من الأسد هذا شقي جداً.
کذلك من علامات الشقاء من اعظم الشقاوة القساوة في غرر الحکم لأميرالمؤمنين کتابة الشقاوة غریبة من القساوة یقول من اعظم الشقاوة القساوة قسوة القلب! تصلي لا تقبل تقیم اللیل لا تبکي لا تتفاعل تحضر مجالس اهل البیت لا ترقی لك دمعة تزور الحسین علیه السلام عند الضریح تتفرج کل هذه من اعظم انواع الشقاوات أن لا یرق قلبك.
من علامات الشقاء ایضا امامنا الصادق علیه السلام یذکر من العلامات مرة انسان بخیل لا یحسن ابداً هذا مفروغ منه الانسان الذي هو بخیل من زمرة الأشقياء ولکن مرة انسان ینفق ولکن یعطي المال لغیر أهله یعطي للفسقة الفسقة یعصون بهذا المال وزره علی کلٍ هو اعطی ولکن اعطی في غیر محله هذا ایضا من علامات الشقاء فأنظر معروفه الی من یصنعه فإن کان یصنعه الی من هو أهله فأعلموا أنه خیر وإن کان یصنعه الی غیر أهله يعني أنه خلاف ذلك.
نختمها بختام مسك هذه علامات الشقاء هنالك قوم سعداء وهناك قوم أشقیاء کُتبوا سعداء هذا أعلى درجات الفوز انسان من بلوغه هو سعید بمعنی أنه علی الجادة ولکن من الذي کان شقياً فکُتب سعیداً الجواب في روایات اهل البیت علیهم السلام هذا في من زار الحسین علیه السلام عارفاً بحقه ماذا جزائه؟ یقول وإن کان شقیاً کُتب سعیداً ولم یزل یخوض في رحمة الله عزوجل اذاً من اراد أن یکوت سعیداً یرید أن یزداد سعادةً فلیزر الحسین علیه السلام ومن کان شقیاً وزاره سید الشهداء بما بذل مجهته في سبیل الله عزوجل بفضل الله عزوجل یسئل الله عزوجل أن يكتبك سعیداً وأي دعوة ترد لسید الشهداء الذي ما ترك شیئا الا وقدمه في سبیل ربه.

اللهم إن کنت أثبت اسمائنا في دیوان السعداء فلك الحمد ولك الشکر وإن كنت أثبت أسمائنا في دیوان الأشقياء فأمحوا اشقائنا اللیلة فإنك تمحوا ما تشاء وتثبت وعندك أم الکتاب اللهم بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.