Search
Close this search box.
  • السؤال المذموم
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

في نصوص اهل البیت علیهم السلام وقبل ذلك في القرآن الکریم هنالك نهي من السئوال بغیر حاجة راججة بعض الناس لأقل موجب لأقل حاجة یریق ماء وجه للغیر! من صفات المؤمن أنه یحسبهم الجاهل اغنیاء من التعفف تعرفهم بسیماهم لا تعرف بکثرة طلبهم بعض الناس کما قلنا یریق ماء وجهِ لأمر علی کل حال غیر راجح یرید قرضاً دیناً یتوسع به في الحیاة یسافر به مثلا ما هذا الامر؟ الانسان لا یریق ماء وجهه لکل صغیرة وکبیرة الفقیر المؤمن یعرف من سیمائه مثلا انسان لا یتغذی جیداً تبدوا الصفرة في وجهه تقول یا فلان ما هذه الصفره؟ تعلم أنه من نقص الغذاء مثلا، نقص الغذاء من قلة المال اذاً وجهه یوحي بالفقر لا أنه یمد یده! اذاً الاستغناء عن الناس الترفع عن الناس هذا أمر راجح ومن صفات المؤمن، الروایة هکذا تقول یا اباذر النبي صلی الله علیه وآله وسلم یوصي اباذر ایاك والسئوال فإنه ذلٌ حاضر اصلا السئوال من الغیر فیه ذلة هذه الذلة في موضعین لا بأس الموضع الاول اذا کانت الحاجة ملحة جداً الروایة تقول هکذا في باب الحوائج الآن الروایة تأتینا إن شاءالله المهم مضمون الروایة نص الروایة هکذا لا تصلح المسئلة الا في ثلاث في دم منقطع أو غرم مثقل أو حاجة متقعة ما معنی في دم منقطع؟ الآت الروایة لم تفسر نحتمل والله العالم مثلا دفعاً لما یوجب الموت واراقة الدم مثلا انسان یدافع عن نفسه یحتاج الی مال لیخلص نفسه من الاهوال ممکن هذا المعنی؟ ممکن! ممکن انسان مثلا علیه دیة مطالب بالدیة مطالب بدیة في دم المهم المسئلة یحتاج الی بحث اکثر أو غرم مثقل انسان مطالب بدین الذي یطلبه لا یخاف الله عزوجل کثیرون من الذین یطلبون الاموال من الناس یضعون هذه الآیة تحت ارجلهم شائوا أو ابوا وإن کانوا في عسرة فنظرة الی میسره؛ هکذا اُمرنا الانسان الذي لا مال له لماذا تریق ماء وجه؟ لماذا تهینه؟ لماذا تهدده؟ هذه الآیة لا یعمل بها هذه الایام في الاسواق وإن کان ذو عسرة فنظرة ذا میسره، مطالبة المعسر هذا أمر ممنون شرعاً تطالبه بأي شيء؟ اذاً أو حاجة متقعة الآن انسان یحتاج الی مبلغ مالي للعلاج مثلا لأمر علی کل حال من ضرورات العیش هذا راجح اذاً هذا من موارد الاستثناء.
من موارد الاستثناء ایضا قلنا السئوال فیه ذل الا في طلب العلم انسان یرید أن یعلم جواب مسألته لو طرق باب خمسین عالما الامر في محله وثالثاً السئوال للنفع العام انا مرة اسئل تاجراً مبلغاً یغرقضني لأتمتع بهذا المال ومرة اذهب الی فلان اطلب منه تبرعاً لبناء مسجد هذا لا یعد من السئوال المذموم لا اسئل لنفسي لغیري واتفاقا المؤمن اذا طلب مالاً لوجه الله عزوجل هذا الانسان کما یقال لا یستحي اذا رُد في طلبه یقول للتاجر اتیتك في حاجة رساليه؛ الآن هو قد لا یعبر لسان حاله انا الذي امن علیك ادلك علی طریق الخیر یذهب بکامل عزته، في زمان النبي صلی الله علیه وآله وسلم النبي اوصی أن لا یسئل احد شیئا حثهم علی الاستغناء والترفع لطیف الروایة تقول فکان الرجل‌ منهم یسقط صوته وهو علی دابته فینزل حتی یتناوله کراهیة أن یسئل احداً شیئاً وصل بهم الحال في المبالغة في الاستغناء هو علی الدابة سقط السوط علی الارض الذي علی الارض من السهل أن یلتقط السوط ویعطیه ولکن یترجل من دابته ویأخذ سوطه بیده لئلا یسئل الناس شیئا هکذا کان صفات اصحاب النبي.
مسألة أخیرة أن تسئل احداً السئوال من غیر ضرورة قلنا مرجوح شرعاً ولو کان المسئول کریماً ولو کان المسئول عالما متقیا طبیعي المؤمن المتقي الانسان الورع حتی لو سألته بغیر حاجة لا یحتقرك لا یمن علیك لا تتبعوا صدقاتکم بالمن والاذی هذا اذا کان المسئول مؤمناً یأتي کل هذا الکلام لا تسئل احداً شیئا فکیف اذا کان الانسان حقیراً انسان لئیماً هذا کما یقال قبحه مضاعف بعض الناس له وجاهة ایمانیة علیا سیماء الایمان یطرق ابواب السفلة هذا عند الله لیس بالهین یا علي النبي صلی الله علیه وآله وسلم یقول یا علی لإن اُدخل في فم التنین الی المرفق احب الي من أن اسئل من لم یکن ثم کان، من لم یکن ثم کان قد یکون اشارة لمطلق المخلوقین انسان یسئل مخلوقاً یثقل علیه ولکن قد تکون الروایة مطلقا ناظرة الی حدیثنا بعض الناس کان في فقر متقع بین عشیة وضحاها دخل صفقة هنا هناك صار ثریاً هذا الانسان ما کان ثم کان کان فقیراً ثم صار غنیاً هؤلاء البعض منهم حقیقتا کأنه یفقد عقله عند الغنی هذا الانسان کما یقال لا یُسئل بخلاف من تربی علی الغنی والکرم هذا السئوال منه اهون من انسان حدیث الغنی ما رأى النعمة الآن رأى النعمة یبخل بها علی عباد الله عزوجل ولکن حتی لا یبقی البخث ناقصاً قد یسئل سائل اذاً کیف تقضی حوائجنا اذا سألنا الله عزوجل هل معنی ذلك أن لا نسئل المخلوقین؟ نعم تسئل في مواقع الضرورة ولکن بشرط قبل أن تذهب للغني وأنت محتاج شرعاً قبل أن تذهب الواسطة کما یقال وأنت مضطر عرفاً قبل أن تذهب تکلم مع الله عزوجل قل یا سبب من لا سبب له یا سبب کل ذي سبب ویا مسبب الاسباب من غیر سبب أنت السبب املي بك یارب قل هذه العبارة في داخلك قل یارب اجري أنت الخیر علی ید فلان أنت المجري أنت سبب الخیر أنت المعطي ولکن اجعل عبدك هذا سبیلاً لقضاء حاجتي اذا ناجیت ربك ثم طرقت باب الغیر رب العالمین یسبب الاسباب بما فیه صلاحك.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.