Search
Close this search box.
  • الخوف من هاجس الموت
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
ایضا نحن علی مائدة التدبر في کتاب الله عزوجل سبق أن قلنا أن التلاوة من دون تدبر هذه التلاوة قد تعطی علیها شيء من الأجر ولکنها قرائة غیر فاعلة غیر مؤثرة في تغییر مسیرة الانسان في حیاته، من الآیات التي من الممکن أن نتدبر فیها ونخرج بفائدة هذه الآیات المتعلقة بالموت، کلمة الموت للبعض کلمة مرعبة لئن بالموت تنقطع حالة التلذذ وحالة الإستمتاع بالحیاة الدنیا، للبعض انقطاع انتهاءٌ وللبعض ابتداءٌ، المؤمن الذي عمل لآخرته ومات قبل أن یموت وحاسب نفسه قبل أن یحاسب موتوا قبل أن تموتوا حاسبوا أنفسکم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا، في الواقع بالنسبة لهؤلاء الموت نُقلة إلی عالم لطیف عالم جمیل ومثاله الواضح مثال المطارات الآن نحن عادة لما نذهب إلی المطار هناك فرق في الوجوه بین المغادرین والقادمین؛ المغادر الذي یذهب إلی سفرة سیاحیة إلی لقاء حبیبته عروسته تراه مستبشراً لئن هذه بدایة للوصول إلی ما یرید اما الذي صرف ماله وأنتهت اجازته واستمتع والآن یرجع إلی منزله وخاصة اذا کان المنزل فیه بعض المشاکل یعني یرجع إلی المنزل تبتدأ مشاکله التي فر منها، طبعي تراه کئیباً في المطار مثلا هو في ذلك البلد عندما تقترب ساعة الرحلة یزداد حزناً وغماً، اذاً الموت هي سفرة هي نُقلة، للبعض رجوع أو عودة إلی عالم غیر مریح وللبعض في الواقع بدایة سعیدة ولهذا في سورة الجمعة رب العالمین یخاطب الیهود قل یا ایها الذین هادوا إن زعمتم إنکم اولیاء؛ هنا البعض یقول هذه الآیة بلسان ایاك أعني وأسمعي یا جاره الکلام للیهود ولکن المسلم الذي له هذه الحالة هو وهذا الذین هادوا في طبقة واحدة، الآن الاسلام شرفه ولکن هذا الیهودي یخاف من الموت ما قدمت أیدیهم وانا المسلم ایضا أخاف من الموت للملاك نفسه لأنه ما قدمت ما یوجب لي الإطمئنان بعد هذه الحیاة، ولهذا یقول إن زعمتم أنکم اولیاء اذا رأیت انساناً معجباً بنفسه في جلسة خاصة یقول انا مثلا من اولیاء الله عزوجل قل له هل تُقسم بالله أنك تشتاق الموت لا تخاف الموت؟ قد یقولها مجاملة هذا لا ینفع ولکن حقیقتا اذا کان کذلك هذه علامة کاشفة علی أنه هذا ولي من اولیاء الله عزوجل لئن بعد الموت سیلتقي بولیه! قلنا قبل قلیل في مثال المطار الذي یذهب إلی دولة أخری في الواقع یرجوا اللقاء مع بشر مثله یهوه مثلا ولکن الانسان بالمون یصل إلی اللقاء الإلهي ولا یقاس به لقاء، ولهذا القرآن یقول اذا أردت أن تعلم لله ولي فأنظر إلی قلبك من هذه الزاویة، ایضا نقول قد أحدنا هو یعجب نفسه لا تبختر ولا یُظهر بل قد یتواضع امام الناس یقول انا الأحقر انا العاصي انا کذا ولکن یری في نفسه عجباً لعمل قام به لتوفیق قام به لکتاب ألفه لمحاضرة موفقة ألقاها اذا رجل للمنزل واُعجب یقول لنفسه اذا جائك ملك الموت الآن وقال شرف معنا إلی عالم البرزخ هل یری نفسه مستعداً أم لا؟ اذا کان خائفا وجلاً کما یقال لا یعلم ما هي النهایة هل هو سعید أم شقي؟ قبره حفرة من حفر النار أو روضة من ریاض الجنة؟ فلیعلم أنه لیس من اولیاء الله عزوجل وهذا اختبار کما یقال هو علی نفسه بصیرة ولو ألقی معاذیره، فتمنوا الموت إن کنتم صادقین؛ القرآن ما قال علامة ولي الله أنه لا یخاف علامته أن یتمنی الموت القضیة أعظم القضیة أرقی من عدم الخوف إلی تمني اللقاء، ثم یجیب علی التسائل لماذا نخاف من الموت لماذا نتمنی الموت؟ یقول ولا یتمنونه ابداً یستحیل لمن لم یقدم لآخرته شیئاً أن یتمنی الموت بما قدمت ایدیهم والله علیم بالظالمین.
اذاً ایضا الآیة فیها اشارة إلی أن الظلم من موجبات الخوف من الموت، الظالم المسلم یعني الذي یعتقد بالآخرة عندما یظلم سیعلم ضمناً أنه سیواجه المظلوم ورب العالمین هو خیر العادلین خیر الحاکمین انسان یساق إلی المحکمة ویعلم أنه مُدان هذا کیف یستقبل القاضي؟ اذاً هو خوفنا من الموت لأجل إرتکابنا للظلم في هذا المجال ولهذا نقول دائماً وابداً المؤمن بین وقت وآخر یستبری الذمم من یحتمل أنه ظلمه یحاول أن یرضیه بشيء، اذا کان قد أتلف منه مالا ویعلمه عیناً یُرجع له العین اذا لم یکن یعلم أين هو؟ مات الرجل یعلم له ورثة یعطیه مالا بعنوان مجهول المالك رد المظالم المهم اذا نفی الظلم من حیاته من اوله إلی آخره نتیجة هذا العلم أنه لا یخاف من الموت بل یتمناه.
ثبتنا الله تعالی وایاکم بالقول الثابت في الحیاة الدنیا والآخرة.

اللهم عرفنا کتابك کما تحب وترضی أحشرنا مع القرآن واهله إنك علی کل شيء قدیر وصلی الله علی محمد وآله الطاهرین.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.