Search
Close this search box.
  • الحسرة في عرصات القيامة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

للقیامة اسماء وأوصاف مذکورة في القرآن الکریم من اسماء القیامة أو من صفات القیامة أنه یوم الحسرة وأنذرهم یوم الحسرة إذ قضي الأمر من عذاب یوم القیامة من العذاب الذي قد یعیشه حتی المؤمن أنه یری نفسه مقصراً في عمله في الدنیا هب أنه دخل الجنة فمن زحزح عن النار واُدخل الجنة فقد فاز ولکن هذا الفوز فیه درجات اذا دخل أحدنا الجنة وعلم أنه کان بإمکانه علی قدراته علی وضعه کان بإمکانه أن یکون افضل مما هو فیه کم تنتابه من الحسرة والندامه! طبعا في دار الدنیا هذه الحسرة قابلة للتدارك هنیئا لإنسان دائما یعیش هذا الهاجس بدلاً من هاجس الطهارة والنجاسة وشکوك الصلاة دائما یعیش هذا الهاجس المقدس أنه من أين وفي أين والی أين ما هي درجته عند الله عزوجل؟ من یعیش هذا المعنی من الممکن أن يتدارك اذاً الندامة في الآخرة لا تُتدارك والندامة في الدنیا قابلة للتدارك ماذا نعمل؟ اولاً التدبیر قبل العمل الآن الندامة ايضا تأتي في القضایا الحیاتیة انسان تزوج زیجة بلا تأمل بلا دراسة أکتفی بالمظاهر الی آخر العمر وهو یعاني لو کان متدبراً متأملاً مستشیراً لأهل العقد والفن مثلا لما وقع في ما وقع بعص المؤمنین مثلا یبني بناء زائداً عن حاجته یقول یا لیتني ما تورطت في ذلك وهکذا یدخل في تجارة فاشلة التدبیر قبل العمل یؤمن الندم هکذا عن امیرالمؤمنین صلوات الله وسلامه علیه اذاً العجلة الأسراع في أخذ القرار المسارعة في أخذ القرار من موجبات الندامة ایضا یقول أشد الناس ندامة وأکثرهم ملامة العجل النزغ الذي لا یدرك عقله الا بعد فوت أمره بعض النامین یستفیق علی واقع ولکن کما یقال بعد فوات الأوان، امیرالمؤمنین کانت له بعض المراسلات بینه وبین خصمه في الشام الا وهو معاویة کتب امیرالمؤمنین له کتاباً قال له إحذر یوماً یغتبط فیه من أحمد عاقبة عمله ویندم من أمکن الشیطان من قیاده فلم یجاذب هنالك حرب في ما بینهما خصومة متأصلة وهذه الخصومة بقیت في أعوانهما ولکن امیرالمؤمنین یتکلم بمنطق الأخلاق حتى في کتابه لخصمه یذکره بالمبادئ والمعاني الراقیة امیرالمؤمنین یحذره من أن یمکن الشیطان من قیاده تعبیر مخیف لأمیرالمؤمنین بعض الناس هکذا حبل في رقبته وهذا الحبل بید ابلیس یأخذه حیث یشاء والذین کفروا اولیائهم الطاغوت الطاغوت ولیه کالدابة یسحبها حیث یرید فلم یجاذب هذه العبارة قل ما رأیتها لو أن انساناً في عنقه حبل وانسان یسحبه الی النار ماذا یصنع؟ هو یشد العدو یشده هو ایضا یشد الحبل یرید الخلاص امیرالمؤمنین یقول فلم یجاذب الشیطان الشیطان یحسبك أنت ایضا أسحب حبلك من الشیطان هذه اللعبة المتعارفة بین الأطفال شد الحبل الذي یشد الحبل من الطرفین أحدهما ینتصر لا تجعل الشیطان منتصراً في لعبة شد الحبل هذه طبعا من استعانة بالله عزوجل.
قلنا في اول الحدیث أن کل انسان یندم براً کان أو فاجراً هذه الروایة ایضا رأیتها عن رسول الله صلی الله علیه وآله یخاطب إبن مسعود أکثر من الصالحات والبر فإن المحسن والمسيء یندمان عند الموت الکل یندم لم؟ یقول المحسن یا لیتني أزددت من الحسنات ویقول المسيء قصرت وتصدیق ذلك قوله تعالی فلا اُقسم بالنفس اللوامة إن لم تلمك نفسك في دار الدنیا في عرصات القیامة تعیش الملامة الشدیده، هناك قصة أسطوریة حقیقية لا أدري المهم أحد السلاطین الملوك مشی في مکان تحت أرجلهم ما یشبه الحصی في اللیلة المظلمة لا احد ما تحت رجله هو یعلم أنما تحت أرجلهم مما له قیمة الآن یواقیت جواهر لا أدري عندما أصبح الصباح هکذا یقولون الکل أخذ یندم الآن یضرب علی رأسه أو غیره لم؟ من جمع قال یا لیتني جمعت أکثر من ذلك عندما رأى الجواهر والذي لم یجمع شیئا ایضا ندم ساعة الموت هکذا ما من أحد یموت الا ندم الکلام في تخفیف الندامة أنت مما صنعت ساعة الموت تندم کم أكلت زائداً کم نمت زائداً کم ضحتك زائداً کم جلست مع البطلاین في ستین سنة کم الساعات الضائعه؟ قلص هذه الخسارة الخسارة واقعة بلا ریب ولکن الکلام في تقلیصها ولهذا قلنا یوم القیامة یوم الحسرة ولکن یقول امیرالمؤمنین عند معاینة أهل القیامة تکثر من المفرطین الندامة ندامة هؤلاء من أشد انواع الندامه.
وأخیراً مهما بالغت في المراقبة والمحاسبة والمداقة والمعاتبة والمعاقبة هذه مراحل التکامل ولکن الأمور تفلت من یدك سل الله عزوجل أن یخرجك من هذه الحسرة والندامة أکثر من أن تقول في الخلوات اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني أتباعه وأرني الباطل باطلاً وأرزقني أجتنابه البعض لا یعلم مشکلته في العلم والبعض یعلم مشکلته في الأرادة اذا اجتمع العلم والأرادة کنت في طریق الفائزین وقانا الله وایاکم شرور أنفسنا.

إلهي بحق اولیائك أبلغ سلامنا اللیلة الی امام زماننا واردد الینا منه السلام لین قلوبنا لولي أمرك والی أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.