Search
Close this search box.
  • الحرص و أثرة
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
رب اشرح لي صدري ویسر لي امري واحلل العقدة من لساني یفقهو قولي

حدثنا في هذه اللیلة عن الحرص واثره في تدمیر الباطن، اخواني الصفات التي زُرعت في نفس الانسان منذ صغره هکذا قل فُطر علیها هذه الصفات من الصعب أن نقتلعها یحتاج الامر الی مجاهده، خالق النفس هکذا یقول إن الانسان خلق هلوعاً اذا مسه الشر جزوعاً طبیعة بني آدم مبنیة علی أن یکون جازعا عند المصیبة طبیعة الانسان ظلوم طبیعة الانسان جهول طبیعة الانسان خُلق من عجل هذه الصفات التي خلق الله الانسان علیها، الآن قد تقول لماذا خلق الله الانسان بهذه الصفات؟ الجواب لماذا خلق الله عزوجل الشیطان؟ لماذا خلق الشهوه؟ اذاً الشهوة الشیطان الغضب الجزوعیة الهلوعیة کل هذه الامور من اجل اختبار الانسان، في عالم الریاضة هکذا یضعون الموانع حتی یرون من یقفز علیها والا بلا مانع لیس هنالك تحدي! اذاً في ریاضة الابدان هنالك موانع في ریاضة الارواح ایضا موانع لولا الشیطان ولولا النفس الامارة لدخل الناس کلهم الجنة لأنه لا من مغري في البین! ولهذا الحرص نذکره هذه اللیلة کصفة من الصفات الاصیلة في الانسان حتی الطفل الصغیر تعطیه قطعة من الحلوی کافیه، عینه علی قطعة اخری قطعة في فمه وقطعة يأخذها بیده احتیاطاً هذا ایضا حرص اذاً الحرص صفة متأصلة في بني آدم وموجب ذلك في الواقع خوف الفوات لماذا الانسان حریص؟ یقول اخاف الحاجه؛ هناك عبارة عند العوام یقول ندخر القرش الابیض للیوم الاسود في الازمات التي تمر علی البلاد بل بعض الناس یبخل حتی بالواجب الشرعي یقول اخاف من المستقبل خوفه من المستقبل خوفه علی الرزق یجعله حریصاً، الآن الحل ما هو؟ الحل مجموعة امور اولاً الرؤية الکونیة کما یقال الانسان دائماً یفکر في العواقب البعیدة لماذا الحریص حریص یرید أن یدخر المال الی فترة طویلة من حیاته انا حقیقتا اعتقد أن بعض الاثریاء لو لم یعمل ابداً لو لم یربح فلساً واحداً من هذا الیوم ما له من الارصدة یکفیه لا له لجیل جیلین بعده بالامکان أن یدفع راتب لذریته الی اجیال ومع ذلك تراه حریصاً لأنه لا یفکر في الموت، امامنا الصادق علیه السلام کان في بعض الحالات هو یثیر اصحابه اصحاب الائمة امثال ابي بصیر وزرارة من کبار القوم کانوا یسئلون بعض الاوقات الامام یسئل عکس ما هو المعتاد قال لأبي بصير اما تحزن اما تهتم اما تألم؟ ما یاتيك الحزن بعض الاوقات؟ الهم؟ الالم؟ قلت بلی والله اقسم بالله عزوجل تأکیداً، الامام الصادق علیه السلام یقول فإذا کان ذلك منك رأيت في قلبك حزناً طبعا هنا بین قوسین بعض الحزن مقدس زادك الله حزناً کیف؟ الحزن علی الآخرة إن فاتتك صلاة اللیل لو کنت حزیناً في النهار هذا الحزن مبارك هذا الحزن یدعوك للعمل یجعلك لا تنام في اللیلة اللاحقة هذا حزن مبارك الکلام في الحزن الباطل الحزن علی الدنیا فقدان الشيء البعض یفتقد کم دینار حادث في الطریق سیارته تصاب بخدشة لا ینام اللیل هذا حزن باطل! یقول فاذا کان ذلك فأذکر الموت ووحدتك في قبرك، الذي یری الوحدة یعمل ما یؤنسه ما في القبر وسیلان عینيك علی خدیك هکذا المعروف اسرع الاعضاء تلفاً في بني آدم بعد الموت العینان انها مادة هلامیة طریة اول ما یتلف هذا العضو في الانسان یسیل علی خدیه وتقطع اوصالك واکل الدود من لحمك وبلاك وانقطاعك عن الدنیا، تذکر هذه العواقب یزهدك في الحزن هذا الحزن الدنیوي من یتذکر هذه الامور یألم من فوات کم دینار یألم من حادث مثلا اصاب دابته یتعالی علی هذه الامور، صلوات علی امامنا ابي عبدالله جعفر الصادق ذکر هذه الامور لا من باب التخویف فقط قال فإن ذلك یحثك علی العمل هذا الحزن لیس حزناً مثبطاً هذا الحزن لا یدعوك الی الامراض النفسیه! لا یبعثك للذهاب الی الطبیب النفسي هذا الحزن یدفعك للعمل ویردعك عن کثیر من الحرص علی الدنیا ولهذا لو مررت بحالة من حالات حب الدنیا في بعض الایام اذهب للمقابر زر قبر ابویك اصدقائك حتی تری عاقبتهم هذا في الواقع یزهدك في الدنیا.
کل حرص مذموم؟ لا، لا حرص کالمنافسة في الدرجات! تری اخاك موفقاً للمجيء الی المسجد نافسه في الحضور هو یحضر فرضین أنت احرص علی فروض ثلاث تعال الصبح ایضا فلان بنی مسجداً حاول أن تبني مسجدین علی کلٍ هذه المنافسة في الدرجات تسابقوا في الخیرات هذا أمر راجح.
ایضا مسئلة الحرص؛ الحرص یوجب الفقر الدائم اخواني کونوا معي في هذا المثال انسان له خاتم من زمرة بآلاف الدنیانیر طبعا نحن لا ندعوا لهذا العمل علیك بخاتم من عقیق أو فیروزج وما شابه لبس هذه الاحجار الکریمة لا ادري بأي عنوان شرعي راجح! المهم أنت بيدك خاتم من زمردة طبعا لا تشتهي خاتمة من زمرة لئن عندك بيدك كون الشيء بیدك یجعلك لا تشتهیه ولهذا هذه نقطة جمیلة الدنیا مملولة بعض الناس بیده خاتم بآلاف الدنانیر لا یحس بها من التکرار یومیاً سنویاً قد یشك أن بيده خاتم اصلا، الآن مؤمن فقیر زاهد بهذا الخاتم یقول ما هذا الخاتم؟ انا در النجفي الرخیص افضله علی زمردتك اذاً هذا الفقیر الزاهد في الخاتم ایضا لا یشتهي اذاً ما الفرق بین الغني والفقیر؟ أنت بيدك هذه الؤلؤة زاهد فیها من باب أنك لك هذه الزمردة الفقیر زاهد فيها لأنه لا یشتهیه اصلا ولهذا المؤمن الفقیر اغنی من الغني الفاسق ذلك یعیش حالة الحرص مثل الحریص کدودة الغز امامنا الباقر علیه السلام یقول کلما ازدادت من الغز علی نفسها لفاً کان ابعد لها من الخروج حتی تموت غماً، الحریص هکذا یبني حوله قلبه شرنقة قاتله، اذاً اخواني المؤمن في راحة ولو رأيت في نفسك حرصاً علی شيء علی دابة معینة علی منزل معین عندئذ حاسب نفسك حساباً شدیداً إن كنت من اتباع جعفر بن محمد الصادق علیه السلام وأنت كذلك ما اقبح بالمؤمن وأنت مؤمن أن یکون له رغبة تذله، له حاجة هذه الحاجة تذله یرید متاعاً زائداً کما یقال کمالیة في الدنیا یذهب الی فلان وفلان لعطیه غرضاً لم؟ حاول أن لا تذل نفسك لما لا رجحان فیه ما اقبح بالمؤمن أن تكون له رغبة تذله.
وأخيراً هذا یقول ما اقبح روایة تقول ما احسن هذه روایة جدهم امیرالمؤمنین نختم بهم الحدیث صلوات الله علیه ما احسن بالانسان امیرالمؤمنین لا یتکلم عن المؤمن یقول ایها الانسان یا بني آدم ما تحسن بالانسان أن لا يشتهي ما لا ینبقي هذا الامر لا ینبقي هذا الامر فیه اسراف فیه تبذیر المؤمن اساساً لا یشتهي ما لا ینبقي مادام الامر لا یلیق به لیس بمستواه الامر کما قلنا فوق درجته اساساً لا یشتهیه لأنه اذا اشتهی یقع في ما یقع في الحرص هنیئا لمن کان حرصه في الآخرة وزهده في الدنیا.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها اللهم عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر انك علی کل شيء قدیر والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.