Search
Close this search box.
  • الحذر من الغضب
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

بعض صحابة رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم کانوا ینتظرون خبطة من خطبه موعظة من مواعظه وبعض صحابة رسول الله کان یطلب من رسول الله موعظة نصیحه طبیعي هذا المسلك الثاني هو الأقرب للتعلم اذا زار احدکم عالماً فقیهاً مرجعاً علیه أن یطلب منه النصیحه؛ یسمی في اللغة العربیة استوصاه أي طلب منه وصیه؛ رجل طلب من النبي وصیة النبي اوصاه بعددة اوصاف طبعا النبي عندما کان یُطلب منه النصیحة کانت اجاباته مختلفة یعني الطرف یطلب مثلا آخر النصائح النبي ینصحه یأتيه انسان آخر ینصحه نصیحة أخری سر الاختلاف أن هؤلاء لکل واحد مرضه النبي طبیب النفوس طبیب دوار بطبه قد احکم مراهمه واحمی مواسمه! یعطي لکل واحد دواء دائه قال له لا تغضب قط یا فلان ایاك والغضب هذه العبارة انا رأيتها لأول مرة تعلیق جمیل علی الغضب الآن الغضب مطیة الشیطان الغضب یفتح باب الشر ولکن هذه عبارة نبویة یقول فإن فیه منازعة ربك؛ الذي یغضب ویعاقب هذا کأنه رب مصغر رب العالمین یغضب وهو یعاقب! اذا اردت أن تغضب وتعاقب ایاك أن تکون رباً آخر انسان ارتکب سهواً خادمة کسرت اناءً انتم تعرفون أن في السهو لا تکلیف! رب العالمین لا یؤاخذك علی السهو کنت تلعب ببندقیة انطلقت منها رصاصة وقتل عالماً اکثر من هذا؟ خطأ سهو علیك الدیة لا عقوبة أخری! الذي یغضب علی مرتکب السهو ویضربه یعنفه یلومه هذا صار رباً بل اشد عقوبة من الرب یقول فإن فیه منازعة ربك، طبعا هناك روایة شبیهة مسأله التکبر الکبریاء ردائي فمن نازعني ردائي لعل هکذا اُدخله مثلا جهنم ولا اُبالي، المهم الغضب عندما تغضب لا یکن غضبك بأکثر من غضب الله عزوجل فقال زدني جمیل هذه عبارة تکفي لو أن احدنا قال للناس انا انسان لا اغضب ابداً نقول أنت علی الف خیر ولکن هذا الصحابي قال یاربِ زدني؛ قال ایاك وما یُعتذر منه فإن فیه الشرك الخفي! یعني لماذا تُخطئ فتضطر أن تطلب السماحة من الطرف الآخر؟ هذا فیه ذله! انسان کثیر الخطأ وکثیر الاعتذار طبعا هذا خیر ممن یخطئ ولا یعتذر ولکن العاقل لا یجعل نفسه في موضع الاعتذار وهناك عُرف في بلاد الغرب تعرفون الاصطلاح باللغة الأجنبیة قبل أن یتکلم کلمة یقول سامحني لماذا هذا التعبیر؟ هذا التعبیر لا ضرورة له! المؤمن لا یقول فلان عفوا أين الطریق؛ أنت لم ترتکب خطأ حتی تطلب من المعذره! یقول فإن فيه الشرك الخفي الانسان لابد أن یکون بین یدي ربه متذللاً اما أن یعتذر الی البشر طبعا الانسان قد یضطر ولکن حاول أن لا تضطر ایاك وما یُعتذر منه! لا تقصر ولا تعتذر فقال زدني ایضا هذا لا یکفي! قال صلي صلاة المودع فإن فیها الوصلة والقربه! ترید أن تکون متصلا بالله عزوجل صلي صلاة مودع لعل في بعض الروایات ینطبق علی صلاة العشاء بإعتبار الانسان ینام في اللیل وقد لا یستیقض بعض من نعرفهم ماتوا في حال النوم ولکن توصیة النبي هنا توصیة عامه، أنت عندما تصلي صلاة العصر قل لعلي لا اُوفق لصلاة العشائین أو قل هکذا البعض یقول انا انسان کل یوم اعیش من أين لي هذه احتمالیة الموت ضعیفة لا بأس؛ ولکن الیوم في صلاة العصر جائك الاقبال خشوع بعض الاوقات الانسان بلا مناسبة یخشع یصلي في الطائرة في اتجاه للقبلة مشكوك فيه الطائرة تهتز به وامامه النساء الاجانب واتفاقا یصلي صلاة خاشعة لا مقیاس في البین، قل انا قد لا اُوفق لئن اصلي صلاة خاشعة في العشائین الآن صلاة العصر اغتنم الفرصة مادام جائك الاقبال لا تقطعه بإختیارك! أنت في المسجد في صلاة العشاء جائتك الرقة لماذا تستعجل الخروج؟ تقول یا فلان الی أين اراك مستعجلاً؟ تقول مثلا حتی أری البرنامج الفلاني في التلفاز أنت الآن في المسجد خشعت رق قلبك ابقی دقائق الی أن یزول هذا الاقبال اذا زال عندئذ هذا علامة الخروج! فإذاً یقول صلي صلاة مودع فإن فیها الوصلة أي الاتصال بالله عزوجل والقربی منه، فقال زدني صاحبنا یبدوا له طمع فقال استحي من الله استحیائك من صالح جیرانك فإن فیها زیادة الیقین؛ بعض النساء لها جار مؤمن جارة مؤمنة تخشی من الفضیحة تقول اذا خرجت بلا حجاب شرعي هذه الجارة تنقل عني الاخبار فلان امرأة غیر مؤمنة متهتکه! تتحجب فاذا دخلت الدابة وابتعدت تخفف من حجابها بعض النساء معهن ادوات التجمیل تذهب الی مکان ما فتجمل نفسها یعني هذا تخاف من الجارة المؤمن یخاف من الجار لا یدخل المنزل کل أحد البعض له مخالفات اخلاقیة یترصد آخر اللیل حیث لا یراه الجیران فیُدخل في المنزل من یُدخل! تقول الروایة استحي من الله استحیائك من صالح جیرانك فإن فیها زیادة الیقین أي لا تجعل الله عزوجل اهون الناظرین، یبدوا صاحبنا اقتنع بهذه الوصیة ولم یقل شیئاً ولکن النبي قال کلمة ختیامیة نحن نقرأ القرآن ولکن حقیقتاً لا نعي! القرآن هنالك آیة النبي استشهد بها کأن الله عزوجل یقول الشرائع السماویة کلمة واحده؛ اذا رأيت المسیحي والیهودي قل یا فلان القرآن الکریم اوصانا بکلمة اوصی المسلمین واوصی النصاری واوصی الیهود کلمة واحده: وقد اجمع الله تعالی ما یتواصی به المتواصون من الاولین والآخرین ما قال من اهل الکتاب حتی قبل موسی وعیسی علیهما السلام منذ آدم، في خصلة واحده؛ ما هي هذه الخصله؟ قال الله جل وعز ولقد وصینا الذین اوتوا الکتاب من قبلکم وایاکم، الذین یحفظون القرآن الکریم لیکمل الآیه؛ ما هي الوصیه؟ ولقد وصینا الذین اوتوا الکتاب من قبلکم وایاکم وصیة واحدة أن اتقوا الله وانتهی الامر! الذي يتقي الله عزوجل الآن ما هي التقوی؟ کلام مفصل اجمالاً یراعي غضب الله یراعي رضی الله یراعي نظر الله یراعي سمع الله انسان هذه الایام أشبه ما یکون بموظف والکامیرة الخفیة مسلطة علیه هذا یتقي مدیر الشرکة لأنه أي زلل أي خطأ ورائة خطاب وعتاب وفصل! لو کاش الانسان هذه الایام في الدنیا کما یعیش الموظف في المؤسسة التي فیها رقابة بالکامیرة الخفیة هذا انسان متقي.

اللهم اجعلنا من عبادك المتقین اللهم اجعل عواقب امورنا خیرا اللهم اجعلنا ممن یخشاك كأنه يراك أبلغ سلامنا الی امام زماننا واردد الینا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.