Search
Close this search box.
  • الحذر من الإملاء
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین
السلام علیکم اخواني اخواتي جمیعا ورحمة الله وبرکاته
من الاصطلاحات القرآنیة والروائیة التي لو تأملها الانسان لأنتابه الخوف والقلق بل قل الهلع اصطلاح الاملاء، ما معنی الاملاء؟ الاملاء أن یرخي رب العالمین الحبل لعبده یعطیه من النعم ما یجعله یزداد هبوطاً في مهاوي الضلالة والردی؛ مثلا انسان بینك وبینه خیط وهو یرجع إلی الوراء وخلفه واديٍ سحیق! لو أردت به خیراً سحبته إلی نفسك نجیته من الهاویه، ولکن لو کان هذا الانسان عدواً لك ماذا تصنع؟ هو یشد الحبل ویرجع إلی الخلف وأنت ترخي له دعه یذهب یتراجع ویتراجع إلی أن یهبط في أسفل الوادي امليت له، أمهلته رخیت له الحبل هذه الترخیة لا من باب الحب له من باب أن یقع في الهلاك الآن السئوال لماذا رب العالمین هکذا یعمل؟ انسان بطبعه یمیل إلی الفسق والفجور لو رأى خمراً لشربه لو رأى امرأة منحرفة ارتکب معها الفحشاء ولکنه لا یملك المال رب العالمین لماذا یعطیه مالاً لیشرب به خمراً؟ لماذا یعطیه مالاً لیسافر إلی بلد کافر ویرتکب فاحشة وهکذا، طبعا نحن لا نعلم کما یقال ما وراء الکوالیس ماذا یجري في عالم العرش؟ ولکن یبدوا هکذا نعلم والله العالم هکذا نفهم أن العبد یصل إلی درجة من الشقاوة ما وراء المعصیة رب العالمین یمد له مداً یرید أن یعاقبه أشد العقاب یعطیه من المال ما یعطیه لیزداد اثماً مثلاً مرة انسان نعوذ بالله في لیلة واحدة یتفق بعض کبار المجرمین الفسقة في اول اللیل یقامر بعده یشرب الخمر وأخیرا یرتکب الفاحشة یصبح علیه الصباح وقد جمع بین الموبقات، هذا الانسان تارة یصبح الصباح ویضرب علی رأسه یقول هذه اللیلة مرت، مرت علی اصحاب المجون اللیالي الحمراء کما یقال وهذه الليلة مرت علی اهل التهجد طلع الصباح الفاجر أنتهی فجوره انتهت لذته والصالح انتهت مناجاته اذا عاش الندامة یجری أن یُفتح له باب التوبة ولکن تخیل انساناً یرتکب الموبقات یصور نفسه بنفسه هذه الادوات الحدیثة تصورك ویرسلها لأصدقائه یقول انا الذي ارتکبت الحرام الفلاني هذه صدیقتي بالحرام مثلا هذا في بلاد الغرب متعارف؛ رب العالمین لو أملی له لکان في محله لأنه متبجح بمنکره واذا قیل له اتقي الله أخذته العزة بالاثم فحسبه جهنم اذاً الاملاء واقع ولکن أين الاملاء لا ندري، ولا یحسبن الذین کفروا أنما نملي لهم خیر لأنفسهم اذاً القرآن ذکر الاملاء، وکأيٍ من قریة أملیت لها وهي ظالمة لا تغرنکم نواطح السحاب، القرآن یسمیها قری نحن في عرفنا القریة یقال للمکان الذي لا یعتد به هذه العواصم الاجنبیة علی جمالها وسعتها لا وزن لها عند الله عزوجل، کوخ من قصب یتلی فیه کتاب الله عزوجل لا یقاس ببرج لا یذکر فیه اسم الله هذا لا وزن له هذه قریه، المهم اذاً الاملاء ورد في القرآن.
اما الروایات: امیرالمؤمنین علیه السلام یقول ما أبتلی الله أحداً بمثل الاملاء له؛ مرة یرتکب المنکر یصاب بمرض تحترق دابته یستیقض ومرة یرتکب المنکر غداً یربح مالاً وفیراً هذا انسان حقیقتاً مبتلیَ بأي ابتلاء، ارتکب الحرام ولم ینبهُ رب العالمین علی معصیته، الامام الرضا صلوات الله علیه اُبتلي بالواقفیة عجیب نحن في زماننا هذا تهفوا قلوبنا لزیارته ولکن اصحاب أبيه موسی بن جعفر أنکروا امامته سمي بالواقفیة يعني وقفوا علی الامام موسی بن جعفر، البعض وقف علی امامنا زین العابدین البعض وقفوا علی الامام الصادق الاسماعیلیه والبعض وقفوا علی الامام الکاظم الواقفیة وفي بعض الروایات بینت السبب أرادوا الاستیلاء علی اموال موسی بن جعفر فأنکروا امامة الرضا علیه السلام لئلا یدفعوا له الحق الشرعي حقیقتاً الدنیا رأس کل خطیئة أو الدینار اُس کل خطیئه؛ المهم احدهم قال للامام الرضا علیه السلام إني ترکت إبن قیامی احد اصحاب الامام موسی بن جعفر أو ممن کان یجحد امامته یقول ترکته من أعدی خلق الله لك أکثرهم أعداء لك، ویبدوا أن هذا إبن قیامی کان في وضع حسن بحسب الدنیا؛ فقلت ما أعجب ما أسمع منك جعلت فداك؟ قال الامام عن هذا الرجل ذلك شر له الدنیا التي اُعطیت له شر له، الراوي تعجب کیف هذه الدنیا شر له؟ الامام ذکر له مثالا آخر قال أعجب من ذلك ابلیس کان في جوار الله عزوجل في القرب منه ابلیس کان من أعبد خلق الله یقال رکوعه وسجوده آلاف السنین أنت ثواني ابلیس آلاف السنین، یقول فأمره فأبی وتعزز وکان من الکافرین فأملی الله له، طلب من الله عزوجل أن یبقیه حیاً إلی ماشاءالله رب العالمین أعطاه من العمر ما أعطاه، الأنبیاء کلهم ماتوا ابلیس لا زال حیاً من زمان أبینا آدم هذا الاملاء طلب من الله عزوجل أن یمهله فأمهله یقول ما عذب الله بشيء أشد من الاملاء، اذاً اخواني اخواتي ما ترونه من الدنیا عند اهل الکفر فسقة الدنیا سلاطین الجور ما یسمی بالدول العظمی وأي عظیم في قبال الله عزوجل؟ لهم الاموال لهم الاسلحة کل ذلك وبال علیهم یأتي یوم من الایام کل هذا یزول.
روایة أخيرة لو أراد المقاولون هذه الایام مع التقدم العلمي أن یبنوا الاهرامات في مصر شبیهها کم یأخذ من الوقت؟ ولکن فرعون کجماعته قبل آلاف السنین بنوا هذه الأهرامات التي تزار إلی یومنا هذا، الامام الباقر یشیر إلی فرعون أملی الله عزوجل لفرعون ما بین الکلمتین انا ربکم الاعلی ما علمت لکم من اله غیري أمهله أربعین سنه، رب العالمین قال لموسی وهارون قد اُجیبت دعوتکما ولکن فرعون کان علی أشده متی استجیب؟ عندما اُهلك وغرق یقول امامنا الباقر علیه السلام قال بین اّجیبت دعوتکما وبین الغرق اربعین سنه، رب العالمین یُمهل ولا یهمل یخاف من؟ انما یعجل من؟ یخاف الفوت وانما یحتاج إلی الظلم من؟ الضعیف اذاً رب العالمین یترك کبار العتاة ولکن أي طاغوت بقي في زماننا؟ الفراعنة ذهبوا وفراعنة هذا الزمان سیذهبون ایضا إن عاجلا وإن آجلاً.

اللهم عجل في هلاك الظالمین اللهم أرنا انتقامك فیهم أرنا دولة ولیك وأجعلنا من انصاره واعوانه بلغ أرواح المؤمنین والمؤمنات ثواب الفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.