الحاجة للإمامة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وأفضل الصلاة وأتم السلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين
معارف الدين تُقسم علي اقسام هناك معترف مستفادة من القرآن الكريم، هنالك معارف متعلقة بالعقائد، هنالك معارف متعلقة بالأخلاق، هنالك معارف متعلقة بالفقه والسلوك العملي، هنالك معارف متعلقة بسيرة النبي الأكرم وتأريخ أئمة من بعده، اذاً سيرةٌ فقةٌ تأريخٌ اخلاقٌ تفسيرٌ ومن المعارف المهمة في هذا المجال الأبحاث العقائدية، لو أتي الإنسان بأعمال الثقلين ولم يكن يعترف بالمبادئ العقائدية الراسخة! أعماله لا قيمة لها، رب العالمين يأتي على أعمال هؤلاء يجعله هباء منثورا ولا تستغرب من هذه المقولة، لو أن انساناً ذهب إلى المسجد الحرام وصلى خلف المقام بل داخل الكعبة وصلى صلاةً حتي أُقمي علية ولكن لم يكن متوضأً عمداً، ما قيمة هذه الصلاة؟ البعيد عن العقائد الحقة ليس أمرهُ أقل من تارك الوضوء عمداً، الوضوء يترك تبطل معه الاعمال فكيف بمن ترك الاصول الاصيلة؟ ومن هذه الاصول الامامة، هكذا نعتقد أن حاجة الأمة بعد وفاة النبي إلى أن يكمل مسيرة النبي كيوم حياته! نبينا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم افتقدناه في الثامن والعشرين من شهر صفر، بالله عليكم في اليوم التالي ما الذي اختلف في الأمة؟ حاجة الاُمة إلى من هو متصل بالغيب هي هي، القرآن بحاجة إلى مفسر هناك من يحتاج إليه في بيان الحلال والحرام، هناك حاجة إلى من يجيش الجيش، طبعاً يجيش تجيشاً صحيحاً لا يفتح البلاد من غير هدي، هناك من يحتاج إليه في فصل الخصومات، اذاً حاجة الاُمة للوصي كحاجته للنبي! الفرق بينهما ما قالة النبي الاكرم أنة لا يوحي إلي، اذاً الامامة في وقته كالنبوة في وقتها ولهذا الامام الرضا علية السلام عرّف الامامة تعريفاً جامعاً، إن الامامة زمام الدين، الدين بلا زمام كالناقة بلا زمام تذهب يميناً وشمالاً الذي يقود الدين في الصراط المستقيم هو الامام، والنظام المسلمين، المسلمون لابد لهم من نظام والنظام لابد لة من ناظم من قائد ينظم الامور، من هو هذا سوي الامام؟ يوسف الصديق في حكومة فرعون اراد أن يستلم الخزائن، اجعلني علي خزائن الارض يوسف كان وزيراً المإلىة والحاكم هو فرعون ومع ذلك جعل شرط الوزارة ماذا؟ اني حفيظ عليم، حفيظ يعني أمين عليم يعني متخصص، وزارة المإلىة في حكومة فرعون تحتاج إلى امانة وعلم قيادة الامة في الامة الخاتمة لا تحتاج إلى ذلك؟ الذي يلي امور المسلمين بعد النبي لابد أن يكون حفيظاً عليماً ومن هو غير اميرالمومنين؟ أقضاكم علي أعلمهم علي أشجعهم علي أقربهم إلى النبي علي باب علم النبي علي هذا ما قيل النص مع علي الغدير مع علي، نظام المسلمين بالامامة ولهذا رأينا بعد وفاة النبي الانتكاسات المتوإلىة، ما نحن فية الآن من تبعات هذه الإنتكاسات والصلاح الدنيا وعز المؤمنين، النبي الاكرم ايضاً لة هذه المقولة صلوات الله وعلي ذرية الطاهرة ينقلة الشيخ المفيد في أمإلىة: اسمعوا وأطيعوا لمن ولاهُ الله الامر، أمرهم شوري بينهم الامور المعاشية التنفيذية ولكن أمر الله ليس شوري، يقول الشاعر في بيت جميل أمرهم شوري ولكن ليس امر الله شوري.
اذاً النبي الأكرم يقول اسمعوا وأطيعوا لمن ولاهُ الله الامر فأنه نظام الإسلام، عندما تقول جاءني الملك وجاءني الوزير ومعهما رجل ماذا تفهم؟ تفهم أن هذا الرجل بعد الوزير الملك فالوزير تقول جاءني أحدهم معهم يعني وكيل الوزارة لا تعني بهِ الخادم والفراش مثلاً.
القرآن ماذا يقول؟ أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر، الذي يعطف على الله ورسولة عمر وزيد من حكام الامة؟ أين المناسبة؟ أين الله وأين الرسول وأين أولو الأمر؟ اولي الامر هنا من هو في خط النبي تلو النبي كما يقول النبي الأكرم لمن ولاهُ الله الأمر.
ما عدا المعصومين أئمة اهل البيت لا يدعي مدعي أن هناك حاكم ولاهُ الله الأمر، اجتمعوا وتشاوروا وإلا المنصب الالهي وقفٌ على النبي والوصي، الامام الصادق عليه السلام يبين درجات الاتصال بالغيب هذا التعبير تعبير رقيق، المتصل بالغيب لا الأرض، السماوي، السماوي على درجات يقول إمامنا الصادق عليه السلام أن الله تبارك وتعالى أتخذ إبراهيم عبداً قبل أن يتخذهُ نبيا، لولا طاعته لما صار نبياً تقول في التشهد تشهد بالنبي بأنهُ عبدهُ ورسولهُ كان عبداً فصار نبياً وإن الله أتخذهُ نبياً قبل أن يتخذهُ رسولاً، دائرة الرسول أوسع من دائرة النبي وأن الله أتخذهُ رسولا قبل أن يتخذهُ خليلا، كان عبداً نبياً رسولاً اتخذهُ الله خليلاً، الخليل هو اللصيق بالانسان انتهت المقامات؟ لا وإن الله أتخذهُ خليلا قبل أن يجعلهُ اماماً، فلما جمع لهُ الأشياء قال إني جاعلك للناس اماما، إذ ابتلي ابراهيم ربهُ بكلمات فأتمهن عندما اجتاز الامتحانات كلها بنجاح صار اماماً ولهذا نحن ايضا في سورة الفرقان نطلب من الله أعلى الدرجات وهي مقام الإمامة.
الإمام الباقر عليه السلام، مضمون الرواية منسوبة للإمام الصادق عليه السلام: وما نودي بشيء مثل ما نودي بالولاية، في أول أيام الدعوة النبي يصيح بإمرة أمير المؤمنين إلى الأئمة من بعده، الباقر عليه السلام يقول كلمة جميلة يقول يخرج أحدكم فراسخ فيطلب لنفسه دليلاً في ظلمة الليل، في الأزمنة السابقة لم تكن الطرق معبدة لا إنارة لا إشارات يقول يتخذ لنفسه دليلا في فراسخ وأنت بطرق السماء أجهل منك بطرق الأرض طرق الأرض تحتاج إلى دليل فكيف بطرق السماء؟ يقول إمامنا فاطلب لنفسك دليلاً كيف تمشي في الحياة؟ كيف تعرف الحلال والحرام ولا دليل لك؟ ولهذا ترى البعض يتخبط يميناً وشمالاً هذا يحلل وهذا يحرم هذا يسفك الدم الحرام وهذا يعتدي على الأعراض كله بسم الدين لمَ؟ لأنهم تاهوا في ظلمات الغياهب.
كلمة أخيرة ما هي عاقبة الذين تنكبوا الطريق؟ احدهم امتنع من بيعة أمير المؤمنين، اميرالمومنين الذي شهد القاسي والداني بواقعة الغدير امتنع من بيعته! أدرك زمان الحجاج طرق علية ليلاً لأنهُ يقول زعم أنهُ روي عن النبي انهُ من مات ولا إمام لهَ مات ميتةً جاهلية، هذا ذهب إلى باب الحجاج يقول اُبايعك أخاف أن أموت الليلة وأنا لم اُبايع اماماً، يقول ابن أبي الحديد بلغ من احتقار الحجاج إلى واسترذالة حاله، يعني مسكين تركت اميرالمومنين وتبايع الحجاج، ما كان من الحجاج إلا أن أخرج برجلية من الفراش وقال اصفق بيدك عليها بايع قدمي! يا من تركت اميرالمؤمنين بايع قدمي الآن والذي يقولهُ من؟ أرذل خلق الله الحجاج هذه عواقب من ترك الولاية وأتبع سبيل القواية.

الهي بحق اوليائك وبحق الصالحين من عبادك ثبتنا على الهدى والتقوى الهي عرفتنا في الدنيا منزلتهم فأرزقنا في الآخرة جوارهم ابلغ سلامنا في الليلة وفي كل ليلة إلى إمام زماننا واردد إلينا منه السلام والفاتحة مع الصلوات.