Search
Close this search box.
  • التوبة قبل نزول العذاب
Layer-5-1.png
نص المحاضرة (النسخة الأولية)

أعوذ بالله من الشیطان الرجیم
بسم الله الرحمن الرحیم
وأفضل الصلاة وأتم السلام علی أشرف الخلق وسید المرسلین محمد المصطفی وآله الطیبین الطاهرین

کان حدیثنا في نبي الله یونس بقیت آیة نذکرها في حیاة هذا النبي الذي قلنا أنه نلهج بذکره کل لیلة لمن کان یصلي صلاة الغفیله، من امتیازات أو من القصص التي نقلها القرآن في حیاة هذا النبي أن قوم یونس قوم رجعوا الی الله عزوجل ما سمعنا في الامم السابقة قوماً رفع عنهم العذاب کقوم یونس، ولولا کانت قریة آمنت فنفعها ایمانها الا قوم یونس لما آمنوا کشفنا عنهم عذاب الخزي في الحیاة الدنیا وعندما نراجع التأريخ أو کتب التفسیر هکذا یصفون أن قوم یونس تضرعوا الی الله عزوجل لما رأوا علامات العذاب هکذا فُرق بین الامهات والابناء الولد الطفل الصغیر یبکي لفراق امه الام الآن تبکي لنزول العذاب هي تعلم أن هذا عذاب نازل ضج القوم بالبکاء هذا الضجیج وهذا التضرع رفع عنهم العذاب اذاً الدرس العملي من هذه الآیة أن البعض قد یقع في محنة في بلاء شدید بعض المؤمنین یأتي ویقول احاطني البلاء من کل صوب هکذا یمر علی الانسان یمر علیه وقت حقیقتا یبتلی بصنوف البلاء کأن انسان غارق یستسلم حتی الدعاء لا یدعوا واذا دعی دعی دعاء شکلیاً، الدعاء رفع البلاء عن قوم یونس هؤلاء ما آمنوت بیونس سحابة العذاب أو علامات العذاب جائت ولکن قبل نزول العذاب تضرعهم نفعهم في کشف البلاء فکیف اذا کان الانسان مؤمناً موالیاً محباً تضرع الی الله عزوجل في مواطن الاجابة ذهب لزیارة الحسین علیه السلام تحت الحائر لو أن انسان حقیقتا له حاجة ملحة ما المانع هذه الایام ما اسهل السفر یشد الرحال یذهب ویدعوا تحت تلك القبة السامیة بتضرع رب العالمین سیستجیب له قطعا تقول کیف یستجیب طالما ذهبنا ولم نری الاجابه؟ الجواب اما معجلةً واما مؤجلة واما مدخرةً المؤمن اذا دعی اما أن یعجل له بعض الناس اثناء الدعاء یأتيه اتصال هاتفي أن الحاجة قضیت واما معجلة ولو بعد سنوات واما مدخرة یوم القیامة یقال هذا عوض الحاجة التي لم نعطیها لك! حتی أن في الخبر المؤمن یتمنی أنه لو لم تستجب له دعوة في الدنیا لما یری من التعویض یقول هذه الحاجة لو ادخرت لي لکان الامر لصالحي هذه ایضا تتمة في حیاة نبي الله یونس.
ما تبقی من الوقت القلیل بحث قصیر حول نبي من انبیاء الله عزوجل وهو نبي الله عزیر نبي الله عزیر مذکور في سورة البقرة هذا النبي ونبي الله ابرایهم بینهما صفة مشتركة وهو أن عزیراً وابراهیم علیهما السلام کانا یحبان أن يريا کیف یحيي الله الموتی، رب ارني کیف تحيي الموتی؟ قال أولم تؤمن؟ ابراهیم علیه السلام قال بلی ولکن لیطمئن قلبي اذاً نبي الله ابراهیم علی عظمته طلب ما یوجب له الاطمئنان! نبي الله عزیر ایضا فیه هذا الصفة مر علی قریة وهي خاویة علی عروشها قریة مات اهلها مکان بائد قال انی یحیي هذه الله بعد موتها؟ یعني القضیة طبعا لیس من باب الانکار اعوذ بالله الأنبیاء معصومون ولکن کما قلنا نبي الله ابراهیم احب أن یری احیاء الموتی کذلك نبي الله عزیر رب العالمین اماته مئة عام ثم بعثه الله عزوجل وخاطبه انظر الی طعامك لم یتسنه الآن مضمون الآیة وانظر الی حمارك حتی الحمار الذي کان معه یبدوا اماته الله عزوجل مئة عام عندما بُعث طعامه الذي کان معه لم یتسنه أي لم یفسد اذا کان معه لحم أو غیره رب العالمین اراد أن یریه کیف یحيي الموتی عندئذ قال اعلم أن الله علی کل شيء قدیر! طبعا لیس هذه منقصة لا في نبي الله عزیر ولا في نبي الله ابراهیم علیهما السلام الایمان درجات صلوات الله علی امیرالمؤمنین خاتم الأوصیاء یقول والله لو کشف لي الغطاء الآن بلفظ الجلالة أو بلا لفظ الجلالة لو کشف لي الغطاء ما ازددت یقینا هذه مزیة من مزایا امیرالمؤمنین صلوات الله علیه.
کلمة أخیرة النبي صلی الله علیه وآله وسلم ینقل لنا روایة عن هذا النبي نبي الله عزیر الروایة طبعا حدیث قدسي أوحی الله عزوجل الی اخي العزیر یا عزیر هذه روایة حقیقتا بلیغة ومؤثرة لیس البناء علی نقل الروایات الاخلاقية في حیاة الأنبیاء ولکن هذه الروایة اجعلها في بالك یا عزیر إن اصابتك مصیبة فلا تشکني الی خلقي! الآن طبعا لا تشکني الی خلقي علی قسمین البعض لا یقول انا یا فلان یأتي للمسجد یقول انا اشکوا الیك ما فعل الله بي هذا لا یقوله مؤمن! قد یکون المراد ایضا في مقام العمل بعض الناس عنده بلیة عند وجع عنده مرض عنده کذا زوجة غیر ملائمة اینما یذهب یذکر مصیبته هذا لیس من دأب المؤمنین فلا تشکني الی خلقي الشاهد في ذیل الروایة فیه عتاب بلیغ یقول فقد اصابني منك مصائب كثیرة أنت صاحب المصائب الا یقول امامنا في مناجاته انا صاحب الدواهي العظمی؟ یقول اصابني منك مصائب کثیرة ولم اشکك الی ملائکتي انا هم عندي ملائکة حول العرش تطوف بي تطوف حول العرش انا ما شکوتك الی الملائکه! أنت ائضا لا تشکني الی خلقي طبعا بفارق انما اصابنى بمصیبة فبما کسبت ایدینا اذاً المؤمن لا یشکوا مصیبته الی خلق الله عزوجل الا اذا کان منطقیاً کشکوی المریض الی الطبیب مثلا هذا لا یعد من الشکوی الی المخلوقین هذا استعلاج فالمؤمن لا یذکر مصیبته الا حیث ینفع الذکر انا لي مشکلة مالیة اذکرها عند من یمکنه حل هذه المشکلة طبعا مع النظر الی أن الله عزوجل مسبب الاسباب ملین القلوب هذا أمر طبیعي والا فلا.

إلهي بفاطمة وابیها وبعلها وبنیها والسر المستودع فیها عجل لولیك الفرج والعافیة والنصر ابلغه عنا تحیة کثیرة وسلاما والفاتحة مع الصلوات.

Layer-5.png

ملاحظة: هذا النص تنزيل لصوت محاضرة الشيخ حبيب الكاظمي فقط، ولم يمر بمرحلة التنقيح واستخراج المصادر بعد.